بدأت المعاناة وصعوبة الاختيار، مع قرار الاستعانة بنظام ملاحة في السيارة، بسبب كثرة الموديلات المعروضة، والتي تتنوع بين تطبيق الهاتف الذكي، ونظام الملاحة الجوال مع الحامل والنظام المدمج، ولكل منها مميزات وعيوب.

ويقول هولجر إيبن المحرر بمجلة السيارات "أوتو تسايتونج” الألمانية إن الميزة، التي تملكها تطبيقات الملاحة، تتمثل في أنها دائماً ما تتضمن آخر التحديثات، وهو ما يجعلها تقدم البيانات في الوقت الحقيقي، علاوة على ذلك يتم تحديث التطبيقات والخرائط دائماً من خلال اتصال الهاتف الجوال، ولكن التطبيقات تختلف فيما بينها.

وتعتمد العديد من التطبيقات المجانية على بيانات المستخدم ولا تقدم صورة شاملة، وتقوم تطبيقات مثل هير أو إينريكس بمقارنة البيانات مع مصادر أخرى مثل مستشعرات الطرقات أو كاميرات الجسور لتحسب احتمالات الزحام حتى عن طريق البيانات، التي تم الحصول عليها في السابق.

وعلى سبيل المثال، إذا كان هناك ازدحام مروري معتاد كل يوم في ما بين الساعة 4 والساعة 5 عصراً، فإن هذا سيسمح بملاحة جيدة.

ومن عيوب التطبيقات ضرورة التعامل مع الهواتف الذكية المثبتة بها هذه التطبيقات، لأنه من دون الحامل المناسب والأوامر الصوتية قد يتعذر تشغيلها في السيارة.

وترى سارة شفايجر، من شركة توم توم الهولندية، أن أجهزة الملاحة التقليدية توفر بعض المزايا في ما يتعلق بالسلامة المرورية، إلا أن أعدادها تقلصت بشدة أمام تطبيقات الهاتف الذكي، وأكد إيبن أن العديد من مزودي الخدمة يقدمون على سبيل المثال حلولا كاملة لمنتجي السيارات، مثلا تقدم توم توم نظام الملاحة لموديلات مازدا وبعض موديلات مرسيدس.

ويظهر نظام غوغل أندرويد أوتو وأبل كار بلاي كحلول وسط بين التطبيقات ونظام الملاحة المدمج، وهنا يتم إنشاء اتصال بين الهواتف الذكية ونظام الملتيميديا في السيارة، بحيث يمكن استخدام تطبيق الملاحة عن طريق النظام المدمج بالسيارة.

وبالنسبة إلى الأنظمة المدمجة، فإنه لا يلزم إنشاء أيّ اتصالات أو تثبيت أي شيء بشكل إضافي، ويتم استدعاء الإرشاد الملاحي كعنصر قائم مستقل في نظام الملتيميديا، ولا يتأثر شكل قمرة القيادة بحامل أو كابل إضافي، لكن ما يعيب هذا هو التكلفة العالية.

وثمة نظام ملاحة تنعكس أسهم اتجاهاته على الزجاج الأمامي في مجال رؤية قائد السيارة، لدرجة تشعر بأن توجيه المسار مرسوم على الطريق، وفي سيارات الفئة العليا يتداخل نظام الإضاءة في بيانات الملاحة لإضاءة منحنيات بشكل مبكر مثلاً.

وتتحدد دقة نظام الملاحة بحداثة توقيت البيانات لمعرفة أحوال المرور وأعمال الطرقات بدقة، لذا فإن استمرار الاتصال أمر ضروري، ومن الممكن أن يتم ذلك عبر الهاتف الجوال.