ريانة النهام
قال أصحاب مجالس في محافظة المحرق، إن دور المجالس أصبح أكبر من الجمعيات السياسية، مشيرين إلى أنها أصبحت مركزاً لتجمع أهالي مناطق الدوائر الانتخابية.
وأشار عدد من أصحاب المجالس لـ"الوطن"، إلى أن المجالس أصبحت تشكل رأياً عاماً حقيقياً للعديد من المترشحين، كما أنها أصبحت منبراً للترويج للبرامج الانتخابية ومناقشتها وغيرها من الأمور التي تتعلق بالانتخابات.
وقال صاحب مجلس الدوي، إبراهيم الدوي، إن دور الجمعيات السياسية أصبح ضعيفاً وليس لديها أي نشاط يذكر من الناحية الانتخابية الحالية، مما ساهم في أن يغطي دور المجالس على دور الجمعيات السياسية، وأضاف: "المجالس أصبحت مراكزاً لتجمع أهالي مناطق الدوائر الانتخابية، والحديت يتداول فيما بينهم مما يعمل على اتفاق في الرأي على الشخص المنتخب".
ولفت الدوي إلى أنه في العهد الاصلاحي لجلالة الملك المفدى، اختلفت المجالس الأهلية وأصبح لها دور في المجتمع البحريني، مما شكل ظاهرة إيجابية بالنسبة للمجتمع، وتابع: "الآن أغلب المجالس مهتمة بشؤون الانتخابات المقبلة، وهذا دليل على وعي المواطنين، فالعديد منها يقدم الدورات التوعوية للناخبين والمرشحين، وأصبح دورها فعالاً في المجتمع".
وقال: "دائماً بعد أن تتضح الرؤية للمرشحين، نقيم لهم ندوة ليشرح كل منهم برنامجه الانتخابي ويدور النقاش فيما بينهم، والمجالس بدأت في تقديم الندوات والدورات، فمجلسنا بدأ منذ 15 أغسطس في الفعاليات، من أجل الإسهام في توعية الناس".
واتفق صاحب مجلس بوطبينة جاسم بوطبينة، مع الدوي، في أن المجالس أصبحت منابراً للمرشحين للترويج عن برامجهم الانتخابية، وأضاف: "نرى إقبال المترشحين على حضور المجالس، ونراها كيف تصبح زاهرة، وحين يتم دعوة أي مرشح يلبي الدعوة، وفور انتهاء الانتخابات لا نرى أي تواصل له".
وأكد أن المجالس أصبحت من أهم القوى الموجودة، وقال: "نرى دور المجالس اليوم وما تعمل عليه من أجل الانتخابات المقبل، وكيف تساهم في حث المواطنين على المشاركة، فاليوم تعد جزءً من الدولة".
وأشار إلى أن المجالس لا تستطيع أن تكون رأياً عاماً حول المرشحين، لأن الأمر ديمقراطي، مضيفًا:" أنا كصاحب مجلس لا أستطيع إجبار أي أحد على التصويت لمرشح، أو أن نضع مرشحاً ونزكيه، فالمرشحون إما أن يكون مرشحاً سابقاً "فاشل"، أو مرشحاً جديداً لا نعلم عنه شيء".
وقال: "إن المجالس من الممكن أن تنفذ دوراً رقابياً وتقيمياً على جداول المرشحين، ولكننا في الوقت نفسه دولة ديمقراطية ليس من العدل أن نقوم بذلك، كما أن الأمر سينعكس سلباً على المجلس في حال تزكية نائب غير جيد، يجب أن تترك الحرية المطلقة لهم"، مبيناً أنه من الأفضل أن تظل المجالس على ما هي عليه، رغم امتلاكها القدرة على تقديم المزيد، ولكن لن تكون العملية ديمقراطية، فيجب أن تترك الحرية للناس".
من جهته قال الناشط الاجتماعي، أسامة الشاعر، إن المجالس لها أهمية كبرى، وبصفة خاصة بعد انطلاقة مملكة البحرين نحو مزيد الديمقراطية عقب تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ومن ثم من حق كل مرشح أن يعرض برنامجه الانتخابي حتي ينال ثقة المواطن البحريني، وهذا يحدث في كل دول العالم التي تتحلى بالديمقراطية، وتحترم حقوق مواطنيها في الإدلاء بدلوهم نحو مستقبل أفضل لبلادهم.
وقال الشاعر إنه، "سيتم فتح باب الترشح يوم 14 أكتوبر المقبل لمدة أربع أيام، ومن ثم كل مواطن بحريني يحق له الترشح في كل محافظة من المحافظات الأربع، وسيكون هناك دور كبير للمجالس في تعزيز العمل التشريعي والرقابي، وهو ما يمثل حراكاً انتخابياً قوياً، حيث من المنتظر أن يقدم كل مرشح برنامجاً انتخابياً قوياً حتى ينال ثقة المواطن البحريني".
وأوضح الشاعر: "أنه من خلال نشاط كل مرشح نستطيع الحكم على قدرته على العمل داخل المجالس، ومن ثم فإن المجالس تكون رأياً عاماً حقيقياً حول كثير من المرشحين، بل وتفرز نواباً قادرين على تحقيق طفرة تشريعية ورقابية ضمن مسيرة العمل الوطني داخل المملكة.
وفيما يخص إمكانية وجود دور قوي للمجالس، أكد الشاعر أنه يمكن للمجالس أن تقوم بدور رقابي، بل وتساعد في تقييم برامج المرشحين، لأن العمل داخل المملكة يقوم على الشفافية الكاملة، ولا يوجد شيء يتم إخفاؤه، ومن ثم كل مرشح مسؤول عن برنامجه، وقبل ذلك مسؤول عن استيفاء شروط الترشح، وفقاً لقانون مباشرة الحقوق السياسية.