إيما غولدمان «1869-1940»، رائدة نسوية تنتمي إلى الفكر الفوضوي الراديكالي، من أشهر أقوالها «إذا كنتم لا تجدون طعاماً كافياً لأطفالكم، داهموا المتاجر وخذوا الطعام الذي تحتاجونه، لا توقعوا عرائض، ولا تناشدوا الآخرين، ولا تزوروا نائبكم في البرلمان، بل قوموا بعمل مباشر ضد مصدر مشكلتكم».
بالطبع يبدو أن حديث غولدمان بمنظورنا الحديث لا يخرج كثيراً عن مفهوم الغاب، القائم على «البقاء للأقوى» وأن الحق لا يؤخذ إلاَّ بالقوة. ولكن ما استوقفني من بين الأشياء التي أوردتها باعتبارها غير ذات جدوى حديثها عن زيارة النائب في البرلمان، الأمر الذي أعتقد أننا في البحرين قد عانينا منه كثيراً لسنوات، غير أن ذلك لا يرجع بالضرورة لتقصير مقصود من قبل النواب أو بعضهم، وإنما يعود لجملة من العوامل أبرزها أن المجتمع مازال بحاجة لمزيد من الوعي بشأن الدور الحقيقي لمجلس النواب وأعضائه، الأمر الذي يغيب حقيقة حتى عن بعض النواب الجدد ليس في هذه المرحلة وحدها، وإنما حتى في المراحل السابقة.
ورغم الجهود المبذولة من جهات عدة بشأن رفع مستوى التوعية بدور النائب في مجلس النواب، وخصوصاً من قبل معهد البحرين للتنمية السياسية، إلاَّ أن مازال في هذا الجانب لبس كبير، قاد إلى إحباط كثير من المواطنين من العملية البرلمانية، وتحميل النواب أكثر من حدود مسؤولياتهم، وربما صلاحياتهم حتى، والاكتفاء بالقول إن مصلحة للمواطنين لم تتحقق من قبل المجلس وممثليه -وهو قول بلا شك جاوز الصواب- ما يعني أن ثمة أمراً بحاجة للمراجعة.
تشكل انطلاقة الحملة التدريبية «درّب» التابعة لـ«البرنامج الوطني للانتخابات 2018» بارقة أمل في تحقيق الوعي السياسي المنشود في المجتمع البحريني، وذلك عبر استهداف ثلاث فئات رئيسة، إذ تشمل الفئة الأولى المترشحين ومدراء الحملات الانتخابية، لصقل مهاراتهم في الأبعاد الثلاثة اللازمة «القانوني - السياسي - الإعلامي». وتستهدف الحملة في الفئة الثانية الصحافيين والإعلاميين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ستركز التدريبات الموجهة لهذه الفئة على تعزيز حرفية الإعلامي المشارك فيما يتعلق بكيفية التعامل مع أخبار الانتخابات، وكيفية تقديم تغطية إعلامية محترفة تتسم بالموضوعية والحيادية وتسعى إلى تقديم معلومة دقيقة - حسبما أورد الموقع الرسمي للحملة. أما الفئة الثالثة المستهدفة فهي فئة الناخبين، والتي ستركز بالمقام الأول على البعد التوعوي من خلال تغطية الجوانب القانونية والسياسية للعملية البرلمانية، عبر سلسلة المحاضرات والندوات.
* اختلاج النبض:
«درّب» بادرة طيبة للدفع بعجلة التنمية السياسية في البحرين، غير أني آمل أن تلقى تلك الحملة اهتماماً وتفاعلاً لا سيما من قبل الناخبين، إذ لفتني في كثير من البرامج السابقة أن حضور هذه البرامج غالباً ما يكون نخبوياً أو من الوجوه المعروفة المتكررة، بينما تستهدف في الأصل عموم المواطنين من كل الفئات والمستويات. مازلنا بحاجة لإيمان الجمهور بأهمية هذا النوع من البرامج في توعيتهم وتثقيفهم حول مختلف الموضوعات السياسية الهامة.
بالطبع يبدو أن حديث غولدمان بمنظورنا الحديث لا يخرج كثيراً عن مفهوم الغاب، القائم على «البقاء للأقوى» وأن الحق لا يؤخذ إلاَّ بالقوة. ولكن ما استوقفني من بين الأشياء التي أوردتها باعتبارها غير ذات جدوى حديثها عن زيارة النائب في البرلمان، الأمر الذي أعتقد أننا في البحرين قد عانينا منه كثيراً لسنوات، غير أن ذلك لا يرجع بالضرورة لتقصير مقصود من قبل النواب أو بعضهم، وإنما يعود لجملة من العوامل أبرزها أن المجتمع مازال بحاجة لمزيد من الوعي بشأن الدور الحقيقي لمجلس النواب وأعضائه، الأمر الذي يغيب حقيقة حتى عن بعض النواب الجدد ليس في هذه المرحلة وحدها، وإنما حتى في المراحل السابقة.
ورغم الجهود المبذولة من جهات عدة بشأن رفع مستوى التوعية بدور النائب في مجلس النواب، وخصوصاً من قبل معهد البحرين للتنمية السياسية، إلاَّ أن مازال في هذا الجانب لبس كبير، قاد إلى إحباط كثير من المواطنين من العملية البرلمانية، وتحميل النواب أكثر من حدود مسؤولياتهم، وربما صلاحياتهم حتى، والاكتفاء بالقول إن مصلحة للمواطنين لم تتحقق من قبل المجلس وممثليه -وهو قول بلا شك جاوز الصواب- ما يعني أن ثمة أمراً بحاجة للمراجعة.
تشكل انطلاقة الحملة التدريبية «درّب» التابعة لـ«البرنامج الوطني للانتخابات 2018» بارقة أمل في تحقيق الوعي السياسي المنشود في المجتمع البحريني، وذلك عبر استهداف ثلاث فئات رئيسة، إذ تشمل الفئة الأولى المترشحين ومدراء الحملات الانتخابية، لصقل مهاراتهم في الأبعاد الثلاثة اللازمة «القانوني - السياسي - الإعلامي». وتستهدف الحملة في الفئة الثانية الصحافيين والإعلاميين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ستركز التدريبات الموجهة لهذه الفئة على تعزيز حرفية الإعلامي المشارك فيما يتعلق بكيفية التعامل مع أخبار الانتخابات، وكيفية تقديم تغطية إعلامية محترفة تتسم بالموضوعية والحيادية وتسعى إلى تقديم معلومة دقيقة - حسبما أورد الموقع الرسمي للحملة. أما الفئة الثالثة المستهدفة فهي فئة الناخبين، والتي ستركز بالمقام الأول على البعد التوعوي من خلال تغطية الجوانب القانونية والسياسية للعملية البرلمانية، عبر سلسلة المحاضرات والندوات.
* اختلاج النبض:
«درّب» بادرة طيبة للدفع بعجلة التنمية السياسية في البحرين، غير أني آمل أن تلقى تلك الحملة اهتماماً وتفاعلاً لا سيما من قبل الناخبين، إذ لفتني في كثير من البرامج السابقة أن حضور هذه البرامج غالباً ما يكون نخبوياً أو من الوجوه المعروفة المتكررة، بينما تستهدف في الأصل عموم المواطنين من كل الفئات والمستويات. مازلنا بحاجة لإيمان الجمهور بأهمية هذا النوع من البرامج في توعيتهم وتثقيفهم حول مختلف الموضوعات السياسية الهامة.