حوراء يونس
نظم المعسكر الصيفي بتواجد ومشاركة جميع أولياء أمور التوحديين، فقد أقيمت بعض الورش المختلطة بينهم وبين أبنائهم، بالإضافة إلى ورش تخص أولياء الأمور فقط.
وأوصل جميع أولياء الأمور شكرهم للمحافظة الشمالية وجمعية البحرين للتوحديين وجميع الجهات التي نظمت الفعالية في حديث لهم مع "الوطن"، واتفقوا على أنها تجربة ناجحة وتمنوا تكرارها لفترة زمنية أطول. كما أشادوا بدور المتطوعين في تحمل المسؤولية رغم اختلاف وتفاوت درجات توحد المشاركين فالبعض منهم يعاني من توحد شديد إلا أنهم كانوا أهلاً للتعامل معهم وتلبية جميع احتياجاتهم.
وقالت نادية الحايكي إحدى أولياء الأمور لطفل توحدي يبلغ من العمر 9 سنوات: لأول مرة نشعر بالأمان التام والتفاهم كأولياء أمور بوجود برنامج يجمع جميع التوحديين، فغالباً ما يشعر ولي أمر التوحدي بالإحراج أمام الملأ عند بعض سلوكيات الطفل فأشعر بالتخوف عندما يكون البرامج مختلطاً لجميع فئات التربية الخاصة لوجود الكثيرين ممن لا يفهمون حالة واحتياجات التوحدي. وأشارت إلى أن البرامج المعدة للتوحديين في المراكز الخاصة باهظة الثمن فالأغلب لا يمتلك القدرة على تحمل التكاليف.
وقال أحمد عدنان أب لتوحدي يبلغ من العمر 15 سنة، إن هذه التجربة الأولى لابنه في الاختلاط مع الآخرين، وقد تمكن من خلالها بالتخلص من الرهبة وأصبح قادر على التفاعل وانتظار برنامج اليوم التالي بحماس. وأضاف: في فترة الصيف أقوم بتسجيل جميع أبنائي في نشاطات صيفية ماعدا ابني التوحدي عبد العزيز، فلا توجد جهة توافق على احتضانه إذ أن كافة المراكز التأهيلية تغلق في الصيف.
وتحدثت فاطمة عيسى عن تجربة ابنها وقالت: ابني ماجد يبلغ من العمر 20 سنة، ومن الصعب توفر نشاطات تلائم من هم في سنه، ولكن المعسكر وفر برامج متعددة تلائم ميول وعمر ماجد. فقد أبدى تفاعله عبر انتظاره وحماسه لبرنامج اليوم التالي كل يوم، كما أنه كان يومياً عند رجوعه للمنزل يحب التعبير عما جرى في يومه عبر تأدية بعض الحركات والنظرات والابتسامة، وأبدع في الإنتاج في الورش المقامة كورشة صناعة البشوت. كما طالبت بإنشاء نادي رياضي نموذجي يضم الشباب المتوحدين وإقامة برامج على مدار السنة.
واتفق أولياء الأمور على ضرورة التفات المجتمع والجهات الرسمية لاحتضان التوحديين والقيام بحملات توعوية أكثر إذ غالباً ما يتعرضون لمواقف تكشف عدم تقبل الآخرين وفهمهم لسلوكيات أبنائهم والنفور منهم.