ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان بنعمة العقل فجعله «يفكر» بل حثه الخالق سبحانه وتعالى في العديد من الآيات على التفكر والتمعن والتأمل والتفكير والتطوير وإعمار الأرض.

ولطالما سمعت أصواتاً تؤكد بأنها تفكر، وتقترح، إلا أن لا أحد يسمع أفكارهم أو مقترحاتهم، بل لربما بسبب تفكيرهم أو مقترحاتهم يتم إقصاء أفكارهم ومقترحاتهم والسخرية منها.

وكتبت في مقال سابق بعنوان «هل تسمع الدولة المواطن» عن التجربة الفريدة التي قمت بها مع مجموعة من منتسبي برنامج بناء في معهد الإدارة العامة، وكيف استطاع 3 منهم تضمين أفكاره في برنامج عمل الحكومة عبر ارسالهم مقترحاتهم على الموقع الإلكتروني المخصص للمشاركة في برنامج عمل الحكومة.

واليوم أصبح المجال أمام جميع موظفي الدولة ليفكروا بصوت عالٍ، وليسمعوا المسؤولين أفكارهم الإبداعية الرامية إلى تحقيق مزيد من التطوير والنماء للخدمات الحكومية.

فها هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء يفتح الباب على مصراعيه أمام الجميع ويرحب بأفكارهم وإبداعاتهم، فليس هناك عذر أمامنا بعد اليوم.

أؤمن بأن البحريني مبدع، وإبداعه ناتج من حبه لهذا الوطن ورغبته الصادقة في تطويره والنهوض به، فها هي الفرصة فتحت أمام الجميع لطرح افكارنا التطويرية، لا نريد أن نتقاعس عن المشاركة، لا نريد أن نجعل أفكارنا حبيسة عقولنا الخصبة فقط، بل نريد أن نملأ الموقع الإلكتروني الجديد لمشروع فكرة بالأفكار الرائدة، فكل موظف أعلم وأدرى بما يقوم به في وظيفته ولاشك بأن لديه أفكاراً تطويرية في مجال عمله أو في أي مجال يخدم المملكة ويساهم في تحسين وتطوير الخدمات فيها.

رأيي المتواضع:

عندما بادرت بدراسة تخصص الابتكار كنت أؤمن بأن هذا التخصص سيساعدني على تحويل الأفكار إلى مشاريع تساهم في النهوض بوطننا الغالي، وأشعر بفخر كبير وأنا أرى مشاريع الابتكار تتولد الواحد تلو الآخر، فبعد المختبر الحكومي للابتكار، أرى مشروع فكرة الذي سيولد لنا الآلاف من الأفكار التي بلا شك ستجد من يحتضنها ويؤمن بها.. وكم كنت آمل أن يستمر مشروع فكرة لأكثر من شهر واحد ليكون بمثابة «بنك للأفكار المتجددة»، فلربما يوجد عند البعض «فكرة» لكنه يحتاج إلى من يساعده إلى صياغتها بالشكل المناسب لتوصيل الفكرة بالصيغة السليمة، ولعل البعض لم تتبلور عنده الفكرة خلال هذا الشهر، ويحتاج إلى وقت أعمق لدراسة فكرته، ومطالعة تجارب الدول الأخرى لتتشكل عنده الفكرة بشكل أكثر وضوحاً.

قال الفيلسوف الفرنسي ديكارت «أنا أفكر.. إذن أنا موجود»، وأنا أقول «أنا أفكر، إذن أنا أشارك في عملية التنمية في وطني».