وسعت المقاتلات الاميركية نطاق ضرباتها الجوية اليوم الاحد في العراق وشنت للمرة الاولى غارات في غرب البلاد مستهدفة مواقع تنظيم الدولة الاسلامية، فيما اعلن الرئيس باراك اوباما انه سيكشف الاربعاء خطته للتحرك ضد التنظيم المتطرف.بدورها، شنت القوات العراقية مدعومة بمقاتلي العشائر السنية عملية عسكرية على المناطق المحيطة بسد حديثة في غرب البلاد. وكانت واشنطن استهدفت حتى الان فقط مواقع الدولة الاسلامية شمال بغداد لمساعدة الجيش العراقي المدعوم بالقوات الكردية وميليشيات شيعية في استعادة عدد من المواقع وخصوصا سد الموصل الاستراتيجي.وقالت القيادة الاميركية الوسطى "بطلب من حكومة العراق، هاجمت قوات الجيش الاميركي ارهابيي الدولة الاسلامية قرب حديثة في محافظة الانبار دعما للقوات الامنية العراقية والعشائر السنية التي تقوم بحماية سد حديثة".وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في بيان "لقد نفذنا هذه الضربات لمنع الارهابيين من ممارسة تهديد اضافي لامن السد الذي يبقى تحت سيطرة القوات الامنية العراقية بدعم من عشائر سنية".من جهته، قال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية ان "قوات مشتركة بمساندة الجهد الجوي وابناء العشائر شنت هجوما واسعا لتطهير المناطق المحيطة بقضاء حديثة من عصابات داعش الارهابية".واصيب محافظ الانبار احمد خلف الدليمي بجروح بالغة الاحد اثر سقوط قذيفة هاون بالقرب منه خلال اشرافه على الهجوم الذي تشنه القوات العراقية في بلدة بروانة المجاورة لحديثة.وكان المحافظ صرح لفرانس برس قبل اصابته ان "عملية تحرير المناطق الغربية بدات صباح اليوم، باسناد طائرات اميركية".ونجحت القوات العراقية في استعادة بلدة بروانة من مقاتلي الدولة الاسلامية الذين خلفوا وراءهم اسلحة واليات. ورفع الجيش العلم العراقي على نقطة التفتيش الرئيسية في البلدة.وفي شمال البلاد، نجح المقاتلون الاكراد بدعم من الغارات الاميركية هذا الاسبوع في استعادة السيطرة على جبل زرداق الاستراتيجي الذي يشرف على شرق الموصل، بحسب مسؤول.ويظهر توسيع نطاق الضربات الجوية عزم واشنطن على التصدي للدولة الاسلامية بعد اقل من ثلاثة اعوام على انسحاب اخر القوات الاميركية من العراق.واضافة الى الغارات، ارسلت واشنطن اسلحة الى القوات الكردية واكثر من 800 مستشار عسكري وجندي لحماية الطواقم الاميركية.لكن قطع راسي الصحافيين الاميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف الذي تبناه التنظيم، زاد من موجة الاستنكار الواسعة في الغرب لممارسات التنظيم واعطى زخما اكبر للتحرك ضده.واعلن الرئيس باراك اوباما انه سيقدم الاربعاء "خطته للتحرك" ضد تنظيم الدولة الاسلامية، مشددا على انه لن يرسل قوات اميركية الى الارض وانه لا ينوي اعادة شن هجمات "تماثل الحرب في العراق".وقال اوباما في مقابلة مع شبكة "ان بي سي نيوز" بثت الاحد وكانت اجريت السبت في البيت الابيض بعيد عودته من قمة الحلف الاطلسي في ويلز "ان المرحلة المقبلة الان هي في الانتقال الى نوع من الهجوم (...) سالتقي زعماء الكونغرس الثلاثاء. وسالقي الاربعاء خطابا اشرح فيه ما ستكون عليه خطتنا للتحرك".واكد اوباما "ان تنظيم الدولة الاسلامية يمثل تهديدا بسبب طموحاته بالتوسع في العراق وسوريا. لكن الخبر السار الذي جاءنا من القمة الاخيرة للحلف الاطلسي هو ان المجتمع الدولي في مجمله يدرك اننا ازاء تهديد تتعين مجابهته".ويصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري قريبا الى الشرق الاوسط لتعبئة الحلفاء ضد المقاتلين المتطرفين.في القاهرة، دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب الى ان يتبنى هذا الاجتماع قرارا "واضحا وحاسما لمواجهة شاملة عسكرية وسياسية" للارهاب المتمثل خاصة في تنظيم "الدولة الاسلامية".وقال مصدر مسؤول في الجامعة العربية ان وزراء الخارجية العرب سيصوتون الاحد على مشروع قرار معروض عليهم خاص ب"محاربة تنظيم الدولة الاسلامية".واضاف المصدر ان "القرار العربي يتضمن التنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية لمواجهة" هذا التنظيم.والسبت، رحب العراق بمساعي اوباما لتشكيل تحالف دولي لمواجهة خطر الدولة الاسلامية.وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي لوكالة فرانس برس "اننا نرحب" بهذه الخطة، مضيفا ان بلاده "دعت مرارا شركاءها الدوليين لتقديم المساعدة والدعم لها لان هذا التهديد بالغ الخطورة ... ليس لشعب العراق او المنطقة فحسب بل لاوروبا واميركا والحلف الاطلسي".واضاف "انها معركتنا في النهاية.. لكننا بحاجة الى دعم، فقدراتنا محدودة ونحن نحتاج الى المساعدة لتعزيز هذه القدرات".وتابع "لا احد يتحدث عن ارسال قوات برية في هذه المرحلة، هناك دعوة لدعم جوي وتكتيكي وتسليح القوات البرية مثل المقاتلين الاكراد (البشمركة) وقوات الامن العراقية وايضا لتامين معلومات استخباراتية واستطلاعية".