بيروت - (أ ف ب): أكدت "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تضم عددا من الفصائل المقاتلة الأحد عدم سحب آليات ثقيلة من شمال سوريا، نافية بذلك التقارير التي تحدثت عن بدء الانسحاب من المناطق التي يفترض أن تكون "منزوعة السلاح" في إدلب، تطبيقا للاتفاق الروسي التركي بهذا الصدد.

وقال المتحدث باسم الجبهة ناجي مصطفى "لم يتم سحب السلاح الثقيل من أي منطقة من مناطق أو أي جبهة من الجبهات. ننفي ذلك بشكل قاطع"، بعد إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان صباحا عن بدء أول عملية سحب آليات ثقيلة لمجموعات من فصيل "فيلق الشام". و"فيلق الشام" هو أحد فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير".

وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن أعلن في وقت سابق من الأحد أن "مجموعات من "فيلق الشام" تسحب منذ صباح الأحد آلياتها الثقيلة من دبابات ومدافع في ريف حلب الجنوبي وضواحي مدينة حلب الغربية الواقعة ضمن منطقة نزع السلاح" التي يشملها الاتفاق، والمجاورة لمحافظة إدلب شمال غرب البلاد.

ونفى فصيل "فيلق الشام" أيضا قيامه بأي تحرك يتعلق بآلياته أو مقاتليه.

وقال المسؤول الإعلامي للفصيل سيف الرعد "لا يوجد هناك أي تغيرات بمواقع الأسلحة أو إعادة ترتيب للمقاتلين" مشيرا إلى "التزامنا بالاتفاق في سوتشي".

إلا أن المرصد أكد الانسحاب رغم هذا النفي مشيرا إلى أن الآليات تم سحبها بالفعل.

وأشار عبد الرحمن إلى أن انسحاب الآليات تم في عدد من البلدات بينها "خلصة والراشدين والمنصورة".

وينص الاتفاق الروسي التركي الذي تم التوصل إليه في مدينة سوتشي الروسية على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل عند أطراف إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة وتحديداً ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي.

ويتضمن اتفاق سوتشي الذي جنب إدلب، آخر معقل للفصائل، هجوماً واسعاً لوحت به دمشق، أن تسلّم كافة الفصائل الموجودة في المنطقة المنزوعة السلاح، سلاحها الثقيل بحلول 10 أكتوبر، وينسحب المتشددون تماماً منها بحلول 15 أكتوبر، على أن تنتشر فيها قوات تركية وشرطة عسكرية روسية.

إلا ان عقبة ظهرت السبت مع إعلان فصيل "جيش العزة" الذي ينشط تحديداً في ريف حماة الشمالي، في بيان رفضه للاتفاق في أول رفض علني يصدر عن تنظيم غير جهادي.

كما لم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً"، التي تسيطر على اكثر من نصف مساحة إدلب وكانت أعربت سابقاً عن رفضها "المساومة" على السلاح، لكنها تجري محادثات داخلية مكثفة الأحد لاتخاذ قرار نهائي بشان موقفها من الاتفاق، بحسب المرصد.

في حين أعلن تنظيم "حراس الدين" قبل أسبوع في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي وأكده المرصد، رفضه "لهذه المؤامرات وهذه الخطوات كلها".

وأوضح عبد الرحمن أن "فيلق الشام" الذي يضم "من 8500 إلى عشرة آلاف مقاتل" هو أحد فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تشكلت مطلع أغسطس بدعم من أنقرة في محافظة إدلب والمناطق المجاورة لها في محافظات حلب وحماة واللاذقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة.

وأشار مدير المرصد إلى أن الفصيل "يعد ثاني أقوى فصيل من حيث العتاد والثالث الأقوى من حيث العديد في الشمال السوري".

وأعتبر فصيل "جيش العزة" أن الاتفاق ياتي لصالح النظام، مشيرا إلى أنه "يقضم المناطق المحررة ويعمل على إعادة تعويم بشار الأسد" حسب ما قال قائد جيش العزة الرائد جميل الصالح.

ويضم جيش العزة، وفق المرصد السوي لحقوق الإنسان، قرابة 2500 مقاتل ينتشرون خصوصاً في منطقة سهل الغاب واللطامنة في ريف حماة الشمالي.

وتلقى الفصيل خلال السنوات الماضية دعماً أمريكياً وعربياً ثم تركياً. لكن علاقته ساءت مع أنقرة مؤخراً بعد رفضه الانضواء في صفوف الجبهة الوطنية للتحرير.

واعقب رفض جيش العزة الامتثال للاتفاق ليلة السبت تبادل قذائف وقصف مدفعي ثقيل بين الفصائل المقاتلة والجهادية من جهة، و قوات النظام من جهة أخرى، في محافظتي حماه واللاذقية.

وأشار المرصد إلى استمرار القصف الأحد "في شمال حماة وشمال شرق اللاذقية".