عاشت القارة الأميركية على وقع حرب تشاكو التي تصنف كأكثر النزاعات دموية بالنصف الجنوبي للقارة الأميركية خلال القرن العشرين، واستمرت هذه الحرب، التي تواجهت خلالها أفقر دولتين بجنوب القارة الأميركية، لحوالي 3 سنوات لتخلف عدداً هائلاً من القتلى تجاوز 100 ألف قتيل، ما بين عامي 1932 و1935.
واندلعت الحرب إثر إعلان مؤسستا شل الهولندية البريطانية واستاندر أويل الأميركية، عن إمكانية وجود مخزون نفطي هائل بالجزء الشمالي لمنطقة تشاكو، الذي كان منذ عقود محل نزاع بين كل من الباراغواي وبوليفيا، ومع الإعلان تصاعدت حدة التوتر بين الباراغواي وبوليفيا بشكل سريع، حيث رأت كلتا الدولتين في ذلك الأمر فرصة ذهبية لإصلاح الاقتصاد.
وتزايدت حدة المناوشات الحدودية بين الطرفين كما تزامن ذلك مع إرسال كليهما لأعداد هامة من الجنود نحو المنطقة وارتفاع نسبة إنفاقهما العسكري، والذي خصص جزء هام منه لشراء الأسلحة، استعداداً للحرب، وبينما اتجهت شل لدعم الباراغواي لجأت ستاندرد أويل الأميركية للحكومة البوليفية في سعي منها للحصول على حقوق التنقيب عن النفط بالمنطقة.
واندلعت الحرب بين الباراغواي وبوليفيا في سبتمبر1932 لتستمر إلى منتصف يونيو سنة 1935، وخلالها، حققت الباراغواي نصراً هاما حيث سيطرت على أغلب أراضي منطقة تشاكو على الرغم من امتلاك بوليفيا لجيش أكبر وأكثر تنظيماً.
وخلال هذه الحرب الطاحنة التي استمرت لقرابة ثلاث سنوات، قُتل ما لا يقل عن 100 ألف شخص من كلا الطرفين حيث خسرت بوليفيا ما يعادل 2% من إجمالي عدد سكانها بينما قتل ما يزيد عن 3% من سكان الباراغواي خلال هذا النزاع، ووقعت اتفاقية سلام بوينس آيرس بين الطرفين سنة 1938.
ونصت الاتفاقية على أن تحصل الباراغواي على ثلاثة أرباع المنطقة المتنازع عليها بين الدولتين بشمال تشاكو ، ومنحت السفن البوليفية حق الإبحار بنهري بارنا والباراغواي، وكانت المفاجأة الصادمة هي اثبات عمليات التنقيب عدم وجود كميات هامة من النفط بالمنطقة، لتصاب كل من الباراغواي وبوليفيا بخيبة أمل حيث أهدرت عشرات الآلاف من الأرواح هباءً.
لايف ستايل
إشاعة حول وجود النفط قتلت مائة ألف أميركي
04 أكتوبر 2018