* النيابة العامة: شارل أزنافور توفّي نتيجة توقّف القلب والتنفس
* آخر عمالقة الأغنية الفرنسية يغير عنوانه مجدداً إلى الأبد
باريس - لوركا خيزران
آخر عمالقة الطرب الفرنسي شارل أزنافور "ابن المهاجرين الأرمنيين"غير عنوانه مجدداً، لكن هذه المرة إلى الأبد، فرحلة جثمان المطرب الفرنسي الشهير بدأت من قصر الأنفاليد بقلب باريس الجمعة حيث تمت مراسم تكريم وطني لأزنافور الذي ذاع صيته عبر العالم كأحد أشهر المغنين الفرنسيين.
وتوفي شارل أزنافور، آخر عمالقة الأغنية الفرنسية وسفيرها الذي لا يكل عبر العالم، عن 94 عاماً الإثنين فيما كان يحلم أن يستمر بالغناء حتى سن المائة.
وأثار نبأ وفاة الفنان الأرميني الأصل موجة حزن في صفوف معجبيه من كل الأجيال، فضلاً عن سيل من ردود الفعل، من فنانين وسياسيين من أنحاء العالم أجمع أشادوا بذكراه.
رغم أيام ماطرة شهدتها باريس قبل أيام من التكريم الوطني، إلا أن الشمس كانت في الموعد الإثنين لتودع بدورها شارل أزنافور على وقع أغنيته التي تؤكد أن "الفقر أهون في الشمس"، فكان رحيله يشبهه، دافئاً وبسيطاً.
إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي قال في الكلمة التأبينية التي ألقاها بقصر الأنفاليد بحضور عدد من أكبر الشخصيات السياسية وبعض المشاهير إنه "في فرنسا، لا يموت الشعراء أبداً"؟ في إدراك لمعنى الخلود الذي لا يرتبط بحياة جسد أزنافور الذي ترجل عن عرش الأغنية الفرنسية بعد وفاته الإثنين عن عمر 94 عاماً".
مراسم التكريم الوطني للمغني الراحل أقيمت في الساحة الشرفية لقصر الأنفاليد بالعاصمة باريس، بحضور إيمانويل ماكرون الذي رافقته زوجته بريجيت وبحضور عائلة المغني وبعض الضيوف والشخصيات في قصر الأنفاليد بباريس.
آخر عمالقة الأغنية الفرنسية كان اسمه الحقيقي شاهنور أزنافوريان، ولد في فرنسا لأبوين من أرمينيا وحصل على الجنسية الأرمينية عام 2008. وشارك في المراسم ممثلون عن الكنيسة ورئيس جمهورية أرمينيا أرمن ساركيسيان ورئيس وزرائها نيكول باشينيان الذي ألقى أيضاً خطاباً تأبينياً.
وكان أزنافور قد برهن في العديد من المناسبات تضامنه مع بلاده الأصلية لا سيما حين ضربها الزلزال عام 1988، فأطلق حملة قوية جند فيها العديد من الشخصيات الفرنسية عبر مؤسسته "أزنافور من أجل أرمينيا".
وقال نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا "شارل أزنافور هو الرجل الذي رفع علم أرمينيا على قمة العالم". وأثار رحيل أزنافور موجة حزن في أرمينيا. وسيدفن المغني الراحل لاحقا في مدفن عائلي بمقبرة "لي إيفلين" قرب باريس، ومن المقرر أن تعلن أرمينيا يومها الحداد.
وأشاد نيكول باشينيان بـ"المعلم العزيز الذي يعتبره كل أرمني من أفراد عائلته". وشدد على أن أزنافور "أعطى دفعاً جديداً للعزة الأرمنية". فطبع انتماء أزنافور المزدوج المراسم برمتها. كما انحنى باشينيان في لحظة مؤثرة أمام نعش أزنافور.
التكريم الوطني مخصص في فرنسا لشخصيات استثنائية من عسكريين وأدباء ومفكرين وفنانين ساهموا في تلميع صورة بلادهم في الخارج، ويدعى لحضورها رؤساء وممثلو جميع مؤسسات الدولة على غرار الجمعية العامة والبرلمان ومجلس الدولة والمجلس الدستوري.
ولأزنافور مسيرة مهنية حافلة دامت 70 عاماً وتضمنت تسجيل 1200 أغنية على الأقل وبيع 1500 ألبوم عبر العالم، وهو من أكثر المغنين الفرنسيين شهرة في الخارج.
وعارضت عائلة المغني في بادئ الأمر فكرة إقامة مراسم تكريم وطني لكنها تراجعت عن رفضها أمام إصرار الإليزيه والحكومة. فالعديد من الشخصيات دعت أيضا إلى إقامة مراسم هذا التكريم الوطني على غرار وزيرة الثقافة الفرنسية الحالية فرانسواز نيسان التي رأت وجوب تنظيم "تكريم كبير" والرئيس السابق فرانسوا هولاند. وشاركت نيسان في المراسم، وفرانسوا هولاند وكذلك الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي جاء برفقة زوجته المغنية وعارضة الأزياء كارلا بروني.
وحرصت عائلة الراحل حسب أحد مقربيها على "أن لا تتحول إلى عرض للمشاهير"، ونصبت شاشة عملاقة خارج قصر الأنفاليد ليتمكن الجمهور من متابعة المراسم، وقصر الأنفاليد الواقع بالدائرة السابعة مدفون به نابليون بونابرت وهو اليوم متحف عسكري وتظهر جدرناه أيضا لائحات تكريم للأجانب الذين قاتلوا وقُتلوا في سبيل فرنسا. وقد تابع أيضاً مواطنو أرمينيا المراسم على شاشة عملاقة نصبت في الساحة الرئيسة في يريفان.
وكان التكريم الوطني لأزنافور "رسمياً" باسم الدولة الفرنسية ومختلفا عن التكريم الشعبي مثلاً الذي حظي به جوني هاليداي ونزل فيه مئات الآلاف إلى شوارع باريس، وتحدث فيه ماكرون باسم "الشعب الفرنسي". وبعد تحفظاتها قبلت عائلة أزنافور بهذا التكريم الوطني بمبدأ أن المغني، وكاتب الأغاني، لم يرفض يوما تكريما، فقد أحرز العديد من الجوائز والصفات الشرفية في فرنسا "لا سيما وسام جوقة الشرف برتبة قائد" وفي بلجيكا وكندا... وأكد المغني أنريكو ماسياس لفرانس24 أن عائلة أزنافور ترددت في قبول التكريم الوطني في البداية "لأنها عائلة بسيطة ومتواضعة" لكن "شارل أكبر من شخصه" وهو ملك للجميع نوعا ما.
ومن بين الشخصيات التي حظيت بتكريم وطني في فترة حكم ماكرون نذكر الوزيرة السابقة والمناضلة النسوية سيمون فاي والكاتب جان دورميسون ومؤخرا المخرج كلود لانزمان.
وكانت المراسم أيضا تكريما عبر الموسيقى لموسيقار كبير، فبث تسجيل صوتي لأزنافور، كما غادر نعشه ساحة الأنفاليد على وقع أغنيته "احملوني"، "احملوني إلى بلاد العجائب، احملوني إلى أقاصي الأرض...يبدو لي أن الفقر أهون تحت الشمس". وتبع خروج النعش وابل من التصفيق.
كان أزنافور ابن المهاجرين الأرمنيين يقول دائما "انظر من أين جئت وإلى أين وصلت" فهاهو اليوم في باحة قصر الأنفاليد في باريس يكرم تكريم العظماء.
وأتت وفاة شارل أزنافور صباح الإثنين نتيجة "توقّف القلب والتنفس"، بحسب ما كشف المدّعي العام للجمهورية في تاراسكون، باتريك ديجاردان، بالاستناد إلى نتائج تشريح الجثة.
وأكّد المدعي العام أن "فرضية الغرق إثر وعكة صحية استبعدت". وقد عثر على جثة الفنان ظهر الاثنين في منزله في مورييس "منطقة بوش دو رون"، "ممدا في مغطس الحمّام المحاذي لغرفته"، وفق ما جاء في البيان الصادر عن النيابة العامة في تاراسكون.
وقد فتح تحقيق في ملابسات وفاة المغني تحت إشراف النيابة العامة في تاراسكون.
وسمح تشريح الجثة الذي أجري في مركز نيم الاستشفائي بتحديد سبب الوفاة "التي حدثت قبل ظهر الأول من أكتوبر نتيجة وذمة رئوية حادة تسببت بتوقّف القلب والجهاز التنفس"، بحسب ما جاء في البيان.
وكان باتريك ديجاردان قد قال الاثنين من أمام منزل المغني "لا تكتسي الوفاة طابعا مشبوها لكننا لا نعرف بعد ملابساتها بالتحديد".
وقد سلمت جثة الفقيد إلى عائلته. ووضعت باقات الزهور أمام بوابة منزله في مورييس حيث كان يحلو له أن يرتاح.
* آخر عمالقة الأغنية الفرنسية يغير عنوانه مجدداً إلى الأبد
باريس - لوركا خيزران
آخر عمالقة الطرب الفرنسي شارل أزنافور "ابن المهاجرين الأرمنيين"غير عنوانه مجدداً، لكن هذه المرة إلى الأبد، فرحلة جثمان المطرب الفرنسي الشهير بدأت من قصر الأنفاليد بقلب باريس الجمعة حيث تمت مراسم تكريم وطني لأزنافور الذي ذاع صيته عبر العالم كأحد أشهر المغنين الفرنسيين.
وتوفي شارل أزنافور، آخر عمالقة الأغنية الفرنسية وسفيرها الذي لا يكل عبر العالم، عن 94 عاماً الإثنين فيما كان يحلم أن يستمر بالغناء حتى سن المائة.
وأثار نبأ وفاة الفنان الأرميني الأصل موجة حزن في صفوف معجبيه من كل الأجيال، فضلاً عن سيل من ردود الفعل، من فنانين وسياسيين من أنحاء العالم أجمع أشادوا بذكراه.
رغم أيام ماطرة شهدتها باريس قبل أيام من التكريم الوطني، إلا أن الشمس كانت في الموعد الإثنين لتودع بدورها شارل أزنافور على وقع أغنيته التي تؤكد أن "الفقر أهون في الشمس"، فكان رحيله يشبهه، دافئاً وبسيطاً.
إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي قال في الكلمة التأبينية التي ألقاها بقصر الأنفاليد بحضور عدد من أكبر الشخصيات السياسية وبعض المشاهير إنه "في فرنسا، لا يموت الشعراء أبداً"؟ في إدراك لمعنى الخلود الذي لا يرتبط بحياة جسد أزنافور الذي ترجل عن عرش الأغنية الفرنسية بعد وفاته الإثنين عن عمر 94 عاماً".
مراسم التكريم الوطني للمغني الراحل أقيمت في الساحة الشرفية لقصر الأنفاليد بالعاصمة باريس، بحضور إيمانويل ماكرون الذي رافقته زوجته بريجيت وبحضور عائلة المغني وبعض الضيوف والشخصيات في قصر الأنفاليد بباريس.
آخر عمالقة الأغنية الفرنسية كان اسمه الحقيقي شاهنور أزنافوريان، ولد في فرنسا لأبوين من أرمينيا وحصل على الجنسية الأرمينية عام 2008. وشارك في المراسم ممثلون عن الكنيسة ورئيس جمهورية أرمينيا أرمن ساركيسيان ورئيس وزرائها نيكول باشينيان الذي ألقى أيضاً خطاباً تأبينياً.
وكان أزنافور قد برهن في العديد من المناسبات تضامنه مع بلاده الأصلية لا سيما حين ضربها الزلزال عام 1988، فأطلق حملة قوية جند فيها العديد من الشخصيات الفرنسية عبر مؤسسته "أزنافور من أجل أرمينيا".
وقال نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا "شارل أزنافور هو الرجل الذي رفع علم أرمينيا على قمة العالم". وأثار رحيل أزنافور موجة حزن في أرمينيا. وسيدفن المغني الراحل لاحقا في مدفن عائلي بمقبرة "لي إيفلين" قرب باريس، ومن المقرر أن تعلن أرمينيا يومها الحداد.
وأشاد نيكول باشينيان بـ"المعلم العزيز الذي يعتبره كل أرمني من أفراد عائلته". وشدد على أن أزنافور "أعطى دفعاً جديداً للعزة الأرمنية". فطبع انتماء أزنافور المزدوج المراسم برمتها. كما انحنى باشينيان في لحظة مؤثرة أمام نعش أزنافور.
التكريم الوطني مخصص في فرنسا لشخصيات استثنائية من عسكريين وأدباء ومفكرين وفنانين ساهموا في تلميع صورة بلادهم في الخارج، ويدعى لحضورها رؤساء وممثلو جميع مؤسسات الدولة على غرار الجمعية العامة والبرلمان ومجلس الدولة والمجلس الدستوري.
ولأزنافور مسيرة مهنية حافلة دامت 70 عاماً وتضمنت تسجيل 1200 أغنية على الأقل وبيع 1500 ألبوم عبر العالم، وهو من أكثر المغنين الفرنسيين شهرة في الخارج.
وعارضت عائلة المغني في بادئ الأمر فكرة إقامة مراسم تكريم وطني لكنها تراجعت عن رفضها أمام إصرار الإليزيه والحكومة. فالعديد من الشخصيات دعت أيضا إلى إقامة مراسم هذا التكريم الوطني على غرار وزيرة الثقافة الفرنسية الحالية فرانسواز نيسان التي رأت وجوب تنظيم "تكريم كبير" والرئيس السابق فرانسوا هولاند. وشاركت نيسان في المراسم، وفرانسوا هولاند وكذلك الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي جاء برفقة زوجته المغنية وعارضة الأزياء كارلا بروني.
وحرصت عائلة الراحل حسب أحد مقربيها على "أن لا تتحول إلى عرض للمشاهير"، ونصبت شاشة عملاقة خارج قصر الأنفاليد ليتمكن الجمهور من متابعة المراسم، وقصر الأنفاليد الواقع بالدائرة السابعة مدفون به نابليون بونابرت وهو اليوم متحف عسكري وتظهر جدرناه أيضا لائحات تكريم للأجانب الذين قاتلوا وقُتلوا في سبيل فرنسا. وقد تابع أيضاً مواطنو أرمينيا المراسم على شاشة عملاقة نصبت في الساحة الرئيسة في يريفان.
وكان التكريم الوطني لأزنافور "رسمياً" باسم الدولة الفرنسية ومختلفا عن التكريم الشعبي مثلاً الذي حظي به جوني هاليداي ونزل فيه مئات الآلاف إلى شوارع باريس، وتحدث فيه ماكرون باسم "الشعب الفرنسي". وبعد تحفظاتها قبلت عائلة أزنافور بهذا التكريم الوطني بمبدأ أن المغني، وكاتب الأغاني، لم يرفض يوما تكريما، فقد أحرز العديد من الجوائز والصفات الشرفية في فرنسا "لا سيما وسام جوقة الشرف برتبة قائد" وفي بلجيكا وكندا... وأكد المغني أنريكو ماسياس لفرانس24 أن عائلة أزنافور ترددت في قبول التكريم الوطني في البداية "لأنها عائلة بسيطة ومتواضعة" لكن "شارل أكبر من شخصه" وهو ملك للجميع نوعا ما.
ومن بين الشخصيات التي حظيت بتكريم وطني في فترة حكم ماكرون نذكر الوزيرة السابقة والمناضلة النسوية سيمون فاي والكاتب جان دورميسون ومؤخرا المخرج كلود لانزمان.
وكانت المراسم أيضا تكريما عبر الموسيقى لموسيقار كبير، فبث تسجيل صوتي لأزنافور، كما غادر نعشه ساحة الأنفاليد على وقع أغنيته "احملوني"، "احملوني إلى بلاد العجائب، احملوني إلى أقاصي الأرض...يبدو لي أن الفقر أهون تحت الشمس". وتبع خروج النعش وابل من التصفيق.
كان أزنافور ابن المهاجرين الأرمنيين يقول دائما "انظر من أين جئت وإلى أين وصلت" فهاهو اليوم في باحة قصر الأنفاليد في باريس يكرم تكريم العظماء.
وأتت وفاة شارل أزنافور صباح الإثنين نتيجة "توقّف القلب والتنفس"، بحسب ما كشف المدّعي العام للجمهورية في تاراسكون، باتريك ديجاردان، بالاستناد إلى نتائج تشريح الجثة.
وأكّد المدعي العام أن "فرضية الغرق إثر وعكة صحية استبعدت". وقد عثر على جثة الفنان ظهر الاثنين في منزله في مورييس "منطقة بوش دو رون"، "ممدا في مغطس الحمّام المحاذي لغرفته"، وفق ما جاء في البيان الصادر عن النيابة العامة في تاراسكون.
وقد فتح تحقيق في ملابسات وفاة المغني تحت إشراف النيابة العامة في تاراسكون.
وسمح تشريح الجثة الذي أجري في مركز نيم الاستشفائي بتحديد سبب الوفاة "التي حدثت قبل ظهر الأول من أكتوبر نتيجة وذمة رئوية حادة تسببت بتوقّف القلب والجهاز التنفس"، بحسب ما جاء في البيان.
وكان باتريك ديجاردان قد قال الاثنين من أمام منزل المغني "لا تكتسي الوفاة طابعا مشبوها لكننا لا نعرف بعد ملابساتها بالتحديد".
وقد سلمت جثة الفقيد إلى عائلته. ووضعت باقات الزهور أمام بوابة منزله في مورييس حيث كان يحلو له أن يرتاح.