الرأي

نزولاً عند رغبة الأهالي

تصريحات غير مدروسة يطلقها عدد من الراغبين في الترشح للمجالس النيابية والبلدية القادمة، منها تصريح «أعلن عن ترشحي نزولاً عند رغبة أهالي المنطقة»!!

أعتقد بأن هذا التصريح مستهلك وغير منطقي، فالمرشح يجب أن يترشح لأنه يريد ذلك ولديه أسباب واضحة من وراء ترشحه لشغل هذا المنصب الهام. بالإضافة إلى أن هذا التصريح فضفاض فكم عدد الأهالي الذين أبدوا رغبتهم وقاموا بدعوتك للترشح!! هل يمثلون 80% من أهالي المنطقة، هل يتجاوزون 40 % على أقل تقدير%!! أم أنهم فئة صغيرة من أصدقائك وأهلك المحيطين بك والذين يجاملونك بأنك «أهل» لخوض غمار السباق الانتخابي؟

وأرى عدداً من النواب السابقين يكررون ذات التصريح وهم يضحكون!! فكيف لناخبين يشكون ضعف أداء المجلس أن يقرروا إعادة نفس الأشخاص!! الموضوع هنا يحتاج إلى «تحليل» حيث إنه حسب ما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي نجد الناخبين يشكون من ضعف أداء أعضاء للمجلس النيابي السابق، وينهالون عليهم بالسخط والغضب متناسين في لحظة أن هذا المجلس هو نتاج اختيارهم!! فكل شخص منا يتمتع بحقه الدستوري في اختيار المرشح الأنسب لتمثيله في البرلمان، وإذا ما كان النائب الحالي «عاجبك» وتدعوه للترشح مرة أخرى، فتذكر القاعدة العلمية التي تنص على أن «تكرار القيام بذات الفعل، يعطيك نفس النتيجة»، فهل مازال النواب السابقون يعتقدون بأنهم سيعيدون خوض المعترك الانتخابي نزولاً عن رغبة الأهالي!!

* رأيي المتواضع:

دراسة أي كلمة تخرج من فم المرشح والتدقيق عليها واجبة على كل فرد ينوي الترشح للانتخابات النيابية والبلدية القادمة، فالمجتمع وبعد مرور 16 سنة بات أكثر وعياً ودراية بهذه النوعية من التصريحات الفضفاضة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

بلادنا الغالية مقبلة على مرحلة معقدة، تحتاج إلى أفكار ابتكارية تطويرية لغربلة التشريعات وتطويرها بما يتناسب مع تحديات المرحلة المقبلة، وتحتاج لنواب أكفاء لتمثيل البحرين في اللجان الداخلية والخارجية خير تمثيل، ولا تحتاج لمزيد من الجعجعة، بل تريد طحيناً ملموساً.

متفائلة بالعديد من الوجوه التي أبدت رغبتها في الترشح، وأعتقد بأن المنافسة ستكون «حامية» في بعض الدوائر، وبانتظار تلبية الواجب باختيار الأكفأ لتمثيلي في المجلس المقبل.