بعض العبارات لها القدرة على «نرفزة» حتى من يصعب «نرفزته» بكل الطرق والوسائل، مثالها هنا العبارة التي جاءت أخيراً على لسان المتحدث باسم خارجية النظام الإيراني بهرام قاسمي تعليقاً على كلمتي وزيري خارجية البحرين والإمارات في الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، فقد قال بعدما اتهم البحرين والإمارات بما طاب له من اتهامات وصلت حد القول إن «السياسة الخارجية للبلدين تابعة ومستجيبة للإملاءات الخارجية التي تتعارض مع مصالح المنطقة والعالم الإسلامي» وأنهما وكلمة وزير خارجية السعودية «تناغم سياسات الكيان الصهيوني وتوجهاته المعادية لإيران»، وبعدما وصف ما جاء في هذه الكلمات بالمزاعم وأنها «لا قيمة لها وفارغة ونابعة من أذهان واهمة»، قال «إنّ الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة رأت دومًا سیاسة حسن الجوار مع الاحترام المتبادل من الأولویات الرئیسة لسیاستها الخارجیة، ولم يكن من سیاستها التدخل في الشؤون الداخلیة للدول الأخرى مطلقًا»! فهذه العبارة من العبارات «الجالطة»، إذ كيف لعاقل أن يصدق بأن النظام الإيراني يراعي حسن الجوار ويحترم الآخرين وأن هذا من الأولويات الرئيسة لسياسته الخارجية وهو يرى كل هذا الذي يراه منذ أربعين سنة منه؟ وكيف لعاقل أن يصدق بأن هذا النظام الذي عادى الجميع بسبب تدخله في شؤون الآخرين ليس من سياسته التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى «مطلقاً»؟
يكفي للتأكد من عدم صحة ما ادعاه قاسمي عد الذين بقوا في قاعة اجتماعات الأمم المتحدة الرئيسة عندما ألقى روحاني كلمته، فقد كانت القاعة شبه فارغة وبدا الرئيس الإيراني وكأنه يقرأ كلمته لنفسه أو يتدرب على إلقائها في حضور وفد بلاده. لو أن للنظام الإيراني علاقات طيبة مع الآخرين ولا يتدخل بالفعل في شؤون الدول الأخرى لتمت على الأقل مجاملته في تلك القاعة بالبقاء فيها ولو للاستماع إلى مقدمة الكلمة «في هذا السياق لفت أحد الكتاب في مقال له نشر أخيراً وتناول فيه هذا الأمر إلى أن انسحاب وفود الدول المشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة عند إلقاء روحاني كلمته «يدل على رفض المجتمع الدولي لنظام الملالي وعزلة هذا النظام دوليا، ومدى الاستياء الدولي الصريح من هذا النظام العدواني المتكبر»».
ما قاله قاسمي كذبة كبرى، فالنظام الإيراني لا يعتمد سياسة حسن الجوار ولا يحترم جيرانه وظل على مدى السنوات الأربعين التي حكم فيها إيران عنوة يتعامل مع جيرانه بفوقية ويعمل على تسيد المنطقة، أما قوله بأنه لم يكن من سياسة النظام الإيراني التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى مطلقا فكذبة أكبر من الكبرى لأنه ببساطة لو أن هذا النظام لم يتدخل في شؤون الدول الأخرى لما اتخذت منه هذه الدول موقفاً سالباً ولاستفاد منها أيما فائدة.
النظام الإيراني لم يكتفي بالتعامل مع جيرانه بفوقية ولم يكتف بالتدخل في شؤون الدول الأخرى ولكنه ظل طوال هذه السنين يعمل على إثارة الفتنة في تلك الدول ويدعم كل مجموعة تقرر في لحظة أنها مظلومة ويمكن أن تستفيد من مواد الدستور الإيراني الذي تم تعديله ليتسنى للنظام المختطف لثورة الشعب الإيراني التدخل في شؤون الدول الأخرى بحجة الانتصار للمظلومين وللواقعين تحت هيمنة «الاستكبار»!
لا أعرف ماذا يسمي قاسمي ما فعله النظام الإيراني في البحرين طوال السنوات الماضية وخصوصا العشرة الأخيرة منها ولا كيف يمكنه أن يرد على الأدلة والبراهين التي تمتلكها البحرين وتؤكد التدخل الإيراني والدعم الذي حصل ويحصل عليه مريدو السوء الذين سعوا إلى تحويل البحرين إلى ساحة مشابهة للساحات التي عاث فيها النظام الإيراني فساداً وخراباً، لكن الأكيد أنه لا يستطيع أن يعتبره «احتراماً متبادلاً» ولا عدم تدخل في شؤون الدول الأخرى «مطلقاً»!
يكفي للتأكد من عدم صحة ما ادعاه قاسمي عد الذين بقوا في قاعة اجتماعات الأمم المتحدة الرئيسة عندما ألقى روحاني كلمته، فقد كانت القاعة شبه فارغة وبدا الرئيس الإيراني وكأنه يقرأ كلمته لنفسه أو يتدرب على إلقائها في حضور وفد بلاده. لو أن للنظام الإيراني علاقات طيبة مع الآخرين ولا يتدخل بالفعل في شؤون الدول الأخرى لتمت على الأقل مجاملته في تلك القاعة بالبقاء فيها ولو للاستماع إلى مقدمة الكلمة «في هذا السياق لفت أحد الكتاب في مقال له نشر أخيراً وتناول فيه هذا الأمر إلى أن انسحاب وفود الدول المشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة عند إلقاء روحاني كلمته «يدل على رفض المجتمع الدولي لنظام الملالي وعزلة هذا النظام دوليا، ومدى الاستياء الدولي الصريح من هذا النظام العدواني المتكبر»».
ما قاله قاسمي كذبة كبرى، فالنظام الإيراني لا يعتمد سياسة حسن الجوار ولا يحترم جيرانه وظل على مدى السنوات الأربعين التي حكم فيها إيران عنوة يتعامل مع جيرانه بفوقية ويعمل على تسيد المنطقة، أما قوله بأنه لم يكن من سياسة النظام الإيراني التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى مطلقا فكذبة أكبر من الكبرى لأنه ببساطة لو أن هذا النظام لم يتدخل في شؤون الدول الأخرى لما اتخذت منه هذه الدول موقفاً سالباً ولاستفاد منها أيما فائدة.
النظام الإيراني لم يكتفي بالتعامل مع جيرانه بفوقية ولم يكتف بالتدخل في شؤون الدول الأخرى ولكنه ظل طوال هذه السنين يعمل على إثارة الفتنة في تلك الدول ويدعم كل مجموعة تقرر في لحظة أنها مظلومة ويمكن أن تستفيد من مواد الدستور الإيراني الذي تم تعديله ليتسنى للنظام المختطف لثورة الشعب الإيراني التدخل في شؤون الدول الأخرى بحجة الانتصار للمظلومين وللواقعين تحت هيمنة «الاستكبار»!
لا أعرف ماذا يسمي قاسمي ما فعله النظام الإيراني في البحرين طوال السنوات الماضية وخصوصا العشرة الأخيرة منها ولا كيف يمكنه أن يرد على الأدلة والبراهين التي تمتلكها البحرين وتؤكد التدخل الإيراني والدعم الذي حصل ويحصل عليه مريدو السوء الذين سعوا إلى تحويل البحرين إلى ساحة مشابهة للساحات التي عاث فيها النظام الإيراني فساداً وخراباً، لكن الأكيد أنه لا يستطيع أن يعتبره «احتراماً متبادلاً» ولا عدم تدخل في شؤون الدول الأخرى «مطلقاً»!