بقلم - محمد فوزي شهاب

المشاركة السياسية أحد أهم إدارة المواطن بشؤونه وأسرته وأهله، وتعود عليه اقتصادياً وسياسياً، وكلما ارتفع الوعي السياسي ارتفعت المشاركة في الحياة السياسية، فهي تساعد على التحول الديمقراطي وتعزيز قدرة المواطن على توصيل رسالته لصناع القرار، وبالتالي تكون هذه الرسالة هي الشراكة مع السلطة في الدولة بمتابعة السياسة العامة للدولة، وهذا هو واجب المواطن في المشاركة في العمل السياسي، فهو الأقدر على المشاركة. التغيير للأفضل لا يأتي إلا بمشاركة الشباب من الجنسين. فالمشاركة دليل وعي المواطن بقضاياه ومستقبله والتغيير للأفضل وإنارة طريق لمن حولنا، المشاركة سلوك إيجابي وحفظ كيان شركاء الوطن وكيان وهيبة الدولة.

والشباب في مملكة البحرين، هم الشريحة الأكبر، وهم الرقم الصعب في التحول الحقيقي من أجل مزيد من التطور والوقوف على أهم القضايا والمشاركة في العمل السياسي، وهم المستقبل. إذاً لا بد من تفاعلهم في المشاركة الانتخابية وبحث قضاياهم تعزيزاً لمكانتهم وانتمائهم لأهاليهم ووطنهم، ولا بد من ثقة المشارك بنتائج متوقعة من مشاركته وأهمية صوته في اختيار من يمثله للمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية في إطار واجب، يهدف من خلاله التأثير في خارطة العمل السياسي ومراجعة أولويات القضايا الوطنية.

وقد أكدت المواثيق والوطنية والدولية على حق المشاركة السياسية من خلال ميثاق العمل الوطني والدستور والاتفاقيات التي وقعت عليها مملكة البحرين، إلى جانب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948 في المادتين 20 و21 في حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية، ولكل شخص حق المشاركة في إدارة الشؤون العامة، وأهمها هذه المشاركة الانتخابية لاختيار من ينوب عنه في حرية كاملة، وهي الطريق لتكوين رأي عام داخل المجتمع، واحترام الفرد لصوته هو احترام الدولة له واحترام مشاركته.

أهمية المشاركة في العملية الانتخابية تعكس الوعي على إرادة الناخبين لخدمة القضايا الهامة للوطن، وتضمن نوعاً من الأداء والمعارف والمهارات للممارسة السياسية وظهور شخصيات وطنية لها من القدرة على التفاعل والتواصل عبر التواصل الشخصي، أو التواصل عبر الإعلام الجديد، وبث نور الطريق للوعي والمعرفة بأهمية القدرة على المشاركة وفق الوعي بالحقوق والواجبات، واستخدام القيم والشعور بالانتماء الحقيقي في نفوسهم وانعكاس ذلك على النتاج الوطني. فالوعي السياسي يصل إلى أعلى نتائجه بتفاعل الفرد مع أسرته، ومدرسته، وجامعته، وتواصله عبر التواصل الاجتماعي، ومشاركاته في العمل الشبابي التطوعي، وكلها عوامل تنشئة اجتماعيه وسياسية.

المشاركة الانتخابية هي سلوك سياسيي إيجابي يجدد في المواطن الثقة في نفسيته وقدرته وتمكينه في المشاركة في إدارة الشأن العام والمشاركة في القرار السياسي والعمل ضمن جماعات، لأن العمل الفردي لا يؤدي نتائج مثمرة.

* باحث تنمية سياسية ومحاضر أكاديمي