أبوظبي - (سكاي نيوز عربية): من الوهلة الأولى، تبدو الأمور في "المدينة الآسيوية" في قطر طبيعية مثل غيرها من الأماكن في هذه الدولة، لكن الحقائق على الأرض تؤكد أنها ببساطة جزء من استراتيجية عزل العمال الآسيويين عن بقية السكان بطريقة عنصرية للغاية.
وسلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء، في تقرير لها الضوء على هذه المدينة، التي تقول الدوحة إنها صممت من أجل تلبية احتياجات نحو مليوني عامل آسيوي يشتغلون في تشييد منشآت كأس العالم 2022، في ظروف قاهرة.
وفي هذه المدينة، يمكن مشاهدة وجود مركز تجاري ضخم، وصالات ألعاب وساحة يفترشها العمال بعد يوم شاق في العمل، لكن لا يوجد قطريون هنا، ولا متاجر راقية خاصة بالنساء.
وتقع "Asian Town"، التي افتتحت أخيرا، في قلب أكبر معسكر للعمل في قطر، في ضواحي العاصمة الدوحة، وتضج فيها الحركة في ساعات المساء، مع خروج الآلاف من العمال الشبان من مهاجعهم، التي تمتد إلى كيلومترات في الصحراء المجاورة.
وعوضا عن إنشاء ملعب كرة قدم، في بلد يتوقع أن يستضيف كأس العالم، تفتخر هذه المدينة بوجود ملعب كريكيت، هو الوحيد في قطر.
وتجذب المدينة، التي يملكها النظام القطري، 950 ألف زيارة شهرياً، الغالبية العظمى منهم، أي 95 % من العمال القادمين من جنوبي آسيا، وفق "الغارديان".
غير أن مراقبين للشأن القطري، يرون أن هذه التطورات ليست محاولة حقيقية لتحسين معاملة العمال المهاجرين، بل جزء من استراتيجية ممنهجة لعزلهم.
وذكرت المحررة السابقة في موقع "دوحة نيوز"، الذي حظره النظام القطري، شابينا خاطري، إن الغاية من هذه المدينة فصل العمال الوافدين في قطر عن بقية المجتمع.
وتحظر اللوائح الصارمة لتنظيم السكن العائلي في قطر العمال المهاجرين من العيش في أجزاء معينة من البلاد، وخصوصاً في الدوحة.
وقبل عقد من الزمان، كان معظم العمال المهاجرين يعيشون في العاصمة وحولها، ولكن مع ارتفاع عددهم من من 1.1 مليون في عام 2008 إلى 1.97 مليون في عام 2018، جرى طردهم عمليا إلى معسكرات ضخمة، غالباً في مواقع نائية، لإفساح المجال أمام مزيد من البناء في الدوحة.
ويحظر النظام القطري، أيضا، على العمال دخول مراكز التسوق والحدائق والأماكن العامة، وخاصة في عطلات نهاية الأسبوع والأعياد، بزعم الخوف من اختلاط "العزاب" مع النساء.
وذكرت خاطري في تعليق لها على هذا المزاعم: " الكثير من العمال يشعرون بأنهم مستبعدون من المجتمع" الذي يعيشون فيه.
وتطرق تقرير "الغارديان" إلى حالات كثيرة تؤكد الفصل العنصري، منها ما حدث في أغسطس 2018، عندما طرد رجال الأمن عمالا آسيويين من أحد المراكز التجارية في الدوحة، بحجة أنه" في الأعياد للعائلات فقط".
وقال عامل نيبالي للصحيفة، "هذه هي المرة الأولى التي أتيت فيها إلى المركز التجاري"، مضيفاً "لقد جئنا من بعيد وأنفقنا الكثير من المال لزيارة هذا المكان، لكنهم لم يسمحوا لنا بالدخول".
لكن ذريعة "للعائلات فقط" واهية، وفق فاني ساراسواثي، الصحافية المتخصصة في حقوق المهاجرين، وقالت للصحيفة :" إن لافتات للعائلات فقط ليست سوى قناع للعنصرية".
وأضافت "يجري بانتظام إبعاد المهاجرين الآسيويين الذكور لأنهم" عزاب "، بينما لا ينطبق الشيء نفسه على الرجال العازبين الغربيين أو العرب، لا يستطيع المرء تجاهل "وجود" العنصرية".
ورغم سعي النظام القطري إلى إبراز الوجه "الجيد" لحياة العمال الآسيويين، عبر هذه المدينة، إلا أن الغالبية العظمى من العمال تقبع في معسكرات العمل البائسة في المناطق الصناعية المجاورة لهذه المدينة. ووفقا لإحصاء نشر عام 2015، يعيش أكثر من 364 ألف عامل، في المستودعات والمصانع في ظروف بائسة.
ويستغرق الأمر نصف ساعة فقط بالسيارة لكي تنتقل في وسط الدوحة إلى المنطقة الصناعية، ولكن عند وصولك هناك، من الصعب أن تصدق أنك في أغنى بلدان في العالم، إذ سرعان تتحول الشوارع النظيفة التي تضيئها الأنوار إلى شوارع مليئة بالحفر، وتتراكم على جانبها المركبات المهجورة المغطاة بالغبار، فيما يحلق العمال شعرهم في العراء.
وفي أحد المعسكرات، تقطعت السبل بمئات العمال لأشهر دون أجور ، بعد أن تخلى عنهم أصحاب العمل عنهم. ويقول العمال إن الكهرباء قطعت عنهم لمدة شهرين وأنهم لا يملكون ما يكفي من الماء للطهي.
وقال أحد العمال القادمين من الهند إن ما يحدث لهم لا يهم الشركة المسؤولة عنهم، مضيفا "بالنسبة لهم.. نحن مثل الديدان والحشرات".
وسلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء، في تقرير لها الضوء على هذه المدينة، التي تقول الدوحة إنها صممت من أجل تلبية احتياجات نحو مليوني عامل آسيوي يشتغلون في تشييد منشآت كأس العالم 2022، في ظروف قاهرة.
وفي هذه المدينة، يمكن مشاهدة وجود مركز تجاري ضخم، وصالات ألعاب وساحة يفترشها العمال بعد يوم شاق في العمل، لكن لا يوجد قطريون هنا، ولا متاجر راقية خاصة بالنساء.
وتقع "Asian Town"، التي افتتحت أخيرا، في قلب أكبر معسكر للعمل في قطر، في ضواحي العاصمة الدوحة، وتضج فيها الحركة في ساعات المساء، مع خروج الآلاف من العمال الشبان من مهاجعهم، التي تمتد إلى كيلومترات في الصحراء المجاورة.
وعوضا عن إنشاء ملعب كرة قدم، في بلد يتوقع أن يستضيف كأس العالم، تفتخر هذه المدينة بوجود ملعب كريكيت، هو الوحيد في قطر.
وتجذب المدينة، التي يملكها النظام القطري، 950 ألف زيارة شهرياً، الغالبية العظمى منهم، أي 95 % من العمال القادمين من جنوبي آسيا، وفق "الغارديان".
غير أن مراقبين للشأن القطري، يرون أن هذه التطورات ليست محاولة حقيقية لتحسين معاملة العمال المهاجرين، بل جزء من استراتيجية ممنهجة لعزلهم.
وذكرت المحررة السابقة في موقع "دوحة نيوز"، الذي حظره النظام القطري، شابينا خاطري، إن الغاية من هذه المدينة فصل العمال الوافدين في قطر عن بقية المجتمع.
وتحظر اللوائح الصارمة لتنظيم السكن العائلي في قطر العمال المهاجرين من العيش في أجزاء معينة من البلاد، وخصوصاً في الدوحة.
وقبل عقد من الزمان، كان معظم العمال المهاجرين يعيشون في العاصمة وحولها، ولكن مع ارتفاع عددهم من من 1.1 مليون في عام 2008 إلى 1.97 مليون في عام 2018، جرى طردهم عمليا إلى معسكرات ضخمة، غالباً في مواقع نائية، لإفساح المجال أمام مزيد من البناء في الدوحة.
ويحظر النظام القطري، أيضا، على العمال دخول مراكز التسوق والحدائق والأماكن العامة، وخاصة في عطلات نهاية الأسبوع والأعياد، بزعم الخوف من اختلاط "العزاب" مع النساء.
وذكرت خاطري في تعليق لها على هذا المزاعم: " الكثير من العمال يشعرون بأنهم مستبعدون من المجتمع" الذي يعيشون فيه.
وتطرق تقرير "الغارديان" إلى حالات كثيرة تؤكد الفصل العنصري، منها ما حدث في أغسطس 2018، عندما طرد رجال الأمن عمالا آسيويين من أحد المراكز التجارية في الدوحة، بحجة أنه" في الأعياد للعائلات فقط".
وقال عامل نيبالي للصحيفة، "هذه هي المرة الأولى التي أتيت فيها إلى المركز التجاري"، مضيفاً "لقد جئنا من بعيد وأنفقنا الكثير من المال لزيارة هذا المكان، لكنهم لم يسمحوا لنا بالدخول".
لكن ذريعة "للعائلات فقط" واهية، وفق فاني ساراسواثي، الصحافية المتخصصة في حقوق المهاجرين، وقالت للصحيفة :" إن لافتات للعائلات فقط ليست سوى قناع للعنصرية".
وأضافت "يجري بانتظام إبعاد المهاجرين الآسيويين الذكور لأنهم" عزاب "، بينما لا ينطبق الشيء نفسه على الرجال العازبين الغربيين أو العرب، لا يستطيع المرء تجاهل "وجود" العنصرية".
ورغم سعي النظام القطري إلى إبراز الوجه "الجيد" لحياة العمال الآسيويين، عبر هذه المدينة، إلا أن الغالبية العظمى من العمال تقبع في معسكرات العمل البائسة في المناطق الصناعية المجاورة لهذه المدينة. ووفقا لإحصاء نشر عام 2015، يعيش أكثر من 364 ألف عامل، في المستودعات والمصانع في ظروف بائسة.
ويستغرق الأمر نصف ساعة فقط بالسيارة لكي تنتقل في وسط الدوحة إلى المنطقة الصناعية، ولكن عند وصولك هناك، من الصعب أن تصدق أنك في أغنى بلدان في العالم، إذ سرعان تتحول الشوارع النظيفة التي تضيئها الأنوار إلى شوارع مليئة بالحفر، وتتراكم على جانبها المركبات المهجورة المغطاة بالغبار، فيما يحلق العمال شعرهم في العراء.
وفي أحد المعسكرات، تقطعت السبل بمئات العمال لأشهر دون أجور ، بعد أن تخلى عنهم أصحاب العمل عنهم. ويقول العمال إن الكهرباء قطعت عنهم لمدة شهرين وأنهم لا يملكون ما يكفي من الماء للطهي.
وقال أحد العمال القادمين من الهند إن ما يحدث لهم لا يهم الشركة المسؤولة عنهم، مضيفا "بالنسبة لهم.. نحن مثل الديدان والحشرات".