كلما اقترب الموعد المحدد للانتخابات النيابية والبلدية شعر المتخذون من هذا الاستحقاق الوطني موقفاً سالباً بأنهم صاروا «محكورين» في زاوية وزاد ارتباكهم وكشفوا عن معاناتهم وشعورهم بالهزيمة بإصدار بيان هنا ونثر تصريح هناك. هذا هو التفسير المنطقي لما صرح به البعض من لندن ودعا إلى مقاطعة الانتخابات، وهو التفسير المنطقي أيضاً لدعوة ما عرف بـ«العلمائي» للقيام بالأمر نفسه، فالحال التي صار فيها ذلك البعض هو الذي جعله يرمي بتلك التصريحات السالبة ويصدر تلك البيانات التي لم يعد لها التأثير الذي كان.
ولأن ذلك البعض صار متأكداً من أن المستجيبين لدعوات المقاطعة هذه المرة قلة وأن أعداد المتجهين للمشاركة في الانتخابات في ازدياد مطرد لذا تم اللجوء إلى عملية الشحن من خلال توظيف أداة الدين، وهو ما يتبين بوضوح في البيان الذي أصدره «العلمائي» الذي وصف المشاركة في الانتخابات بـ«الاشتراك في الظلم» ووصف تبريرات المشاركة فيها بـ«الواهية وباستغفال النفس».
مصدرو هذا البيان عمدوا إلى نشر فكرة أن الممثلين الحقيقيين للشعب هم أولئك الذين لم يعد لهم مكان في المشهد وأن كل الواصلين إلى المجلسين النيابي والبلدي هم من الممثلين غير الحقيقيين للشعب، وبالتالي فإن المشاركة في الانتخابات يعني مساعدة هؤلاء على الوصول إلى حيث لا ينبغي أن يصل إليه إلا «ممثلو الشعب الحقيقيون»، فأولئك «هم المؤمنون حقاً»!
الحقيقة التي ينبغي أن يواجهها ذلك البعض وكل الأبعاض التي تقف من خلفه أو تتبعه هي أن كل دعوات المقاطعة هذه المرة لا تأثير لها على المواطنين الذين شبعوا من الكلام الذي لم يوصلهم إلى مفيد ولم ينالوا من الفعل السالب غير الأذى. لن يستجيب أحد لمثل هذه الدعوات أياً كان مقدار توظيف الدين حيث الدين لا يدعو إلى أمور كهذه التي يدعو إليها ذلك البعض وتتسبب في تعطيل الحياة وإرباكها.
ما ينبغي أن يعلمه ذلك البعض أيضاً هو أن الطريق صار سالكاً وليس من وسيلة لإعاقة السير فيه، لهذا قرر المواطنون سلكه وترك الطريق الذي لا تبدو ملامحه ولا يوصل إلا إلى المجهول، فما تعلموه خلال السنوات القليلة الماضية كثير والأكيد أنهم لن يقبلوا بأن يقعوا في الحفرة نفسها التي وقعوا فيها.
نعم، هناك أخطاء، وهناك سلبيات، وهناك نواقص، وهناك الكثير من الملاحظات على أداء المجالس في الفترة السابقة، لكن كل هذا لا يعني اتخاذ موقف سالب من الانتخابات التي هي نتاج نضال طويل واستحقاق لا يجوز التفريط فيه، ولا يعني تعطيل المسيرة، فهذا العمل يتراكم، والتراكمي لا يعني الإتيان بالدرجة نفسها في كل الفصول حيث الدرجة متوسط نتاج عمل مجموع السنوات، أي أن العملية تستوعب الأخطاء والنواقص والسوالب، لكنها تظل مستمرة.
كل من يدعو إلى عدم المشاركة في الانتخابات يعاني من مشكلة في عقله وتقديره وعليه أن يبحث عن علاج لها، وكل من يدعو إلى المقاطعة يعاني من عدم التمكن من قراءة الساحة والتطورات المحلية والإقليمية قراءة صحيحة وواقعية، وكل من يحرض على هذا الفعل السالب يعاني من سيطرة قناعات آخرين لا علم لهم بالساحة المحلية عليه. العقل والنضج يدعوان إلى حث المواطنين على المشاركة في الانتخابات بغية توصيل من هو قادر على تحقيق أمانيهم، ويدعوان إلى الوقوف في وجه كل من يسعى إلى تعطيل هذا الاستحقاق، فالبلاد لا تتطور بالدعوات السالبة، والمجالس النيابية والبلدية لا يمكن أن تخلو من أخطاء ونواقص، والوطني الشريف هو الذي يرفض أن يكون مع «المحكورين» في الزاوية بل يشارك في البناء وتصحيح الأخطاء.
ولأن ذلك البعض صار متأكداً من أن المستجيبين لدعوات المقاطعة هذه المرة قلة وأن أعداد المتجهين للمشاركة في الانتخابات في ازدياد مطرد لذا تم اللجوء إلى عملية الشحن من خلال توظيف أداة الدين، وهو ما يتبين بوضوح في البيان الذي أصدره «العلمائي» الذي وصف المشاركة في الانتخابات بـ«الاشتراك في الظلم» ووصف تبريرات المشاركة فيها بـ«الواهية وباستغفال النفس».
مصدرو هذا البيان عمدوا إلى نشر فكرة أن الممثلين الحقيقيين للشعب هم أولئك الذين لم يعد لهم مكان في المشهد وأن كل الواصلين إلى المجلسين النيابي والبلدي هم من الممثلين غير الحقيقيين للشعب، وبالتالي فإن المشاركة في الانتخابات يعني مساعدة هؤلاء على الوصول إلى حيث لا ينبغي أن يصل إليه إلا «ممثلو الشعب الحقيقيون»، فأولئك «هم المؤمنون حقاً»!
الحقيقة التي ينبغي أن يواجهها ذلك البعض وكل الأبعاض التي تقف من خلفه أو تتبعه هي أن كل دعوات المقاطعة هذه المرة لا تأثير لها على المواطنين الذين شبعوا من الكلام الذي لم يوصلهم إلى مفيد ولم ينالوا من الفعل السالب غير الأذى. لن يستجيب أحد لمثل هذه الدعوات أياً كان مقدار توظيف الدين حيث الدين لا يدعو إلى أمور كهذه التي يدعو إليها ذلك البعض وتتسبب في تعطيل الحياة وإرباكها.
ما ينبغي أن يعلمه ذلك البعض أيضاً هو أن الطريق صار سالكاً وليس من وسيلة لإعاقة السير فيه، لهذا قرر المواطنون سلكه وترك الطريق الذي لا تبدو ملامحه ولا يوصل إلا إلى المجهول، فما تعلموه خلال السنوات القليلة الماضية كثير والأكيد أنهم لن يقبلوا بأن يقعوا في الحفرة نفسها التي وقعوا فيها.
نعم، هناك أخطاء، وهناك سلبيات، وهناك نواقص، وهناك الكثير من الملاحظات على أداء المجالس في الفترة السابقة، لكن كل هذا لا يعني اتخاذ موقف سالب من الانتخابات التي هي نتاج نضال طويل واستحقاق لا يجوز التفريط فيه، ولا يعني تعطيل المسيرة، فهذا العمل يتراكم، والتراكمي لا يعني الإتيان بالدرجة نفسها في كل الفصول حيث الدرجة متوسط نتاج عمل مجموع السنوات، أي أن العملية تستوعب الأخطاء والنواقص والسوالب، لكنها تظل مستمرة.
كل من يدعو إلى عدم المشاركة في الانتخابات يعاني من مشكلة في عقله وتقديره وعليه أن يبحث عن علاج لها، وكل من يدعو إلى المقاطعة يعاني من عدم التمكن من قراءة الساحة والتطورات المحلية والإقليمية قراءة صحيحة وواقعية، وكل من يحرض على هذا الفعل السالب يعاني من سيطرة قناعات آخرين لا علم لهم بالساحة المحلية عليه. العقل والنضج يدعوان إلى حث المواطنين على المشاركة في الانتخابات بغية توصيل من هو قادر على تحقيق أمانيهم، ويدعوان إلى الوقوف في وجه كل من يسعى إلى تعطيل هذا الاستحقاق، فالبلاد لا تتطور بالدعوات السالبة، والمجالس النيابية والبلدية لا يمكن أن تخلو من أخطاء ونواقص، والوطني الشريف هو الذي يرفض أن يكون مع «المحكورين» في الزاوية بل يشارك في البناء وتصحيح الأخطاء.