من الكوميديا السوداء في اليمن أن الحوثيين كانوا قد غزوا صنعاء في خريف 2014 متذرعين بمساندة الاحتجاجات الشعبية التي تفجرت آنذاك جرّاء زيارة أسعار الوقود التي عُرفت باسم «الجرعة». إذ دعا عبدالملك الحوثي وقتذاك لاحتجاجات ضد قرار الحكومة، وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى إشتباكات بين الحوثيين وميليشيات حزب التجمع اليمني للإصلاح، وفي 21 سبتمبر 2014، سيطر الحوثيون على صنعاء عقب مضي شهر من الاحتجاجات وأربعة أيام من القتال مع قوات عسكرية متفرقة.
وتعود تعقيدات الموقف نفسها اليوم ما بين أزمة مواد استهلاكية وتعقيد الموقف العسكري، إذ على المستوى العسكري الميداني يواجه مقاتلو الحوثيين هزائم بمحافظة الحديدة بمنطقة الساحل اليمني، إذ تحركت تعزيزات عسكرية تتدفق على الساحل الغربي للمشاركة في استكمال تحرير المحافظة. ونقلت وسائل إعلام من بلدان التحالف عن مصادر عسكرية القول بأنه تم الدفع بوحدات من القوات السودانية العاملة في اليمن ضمن قوات التحالف إلى جبهة الحديدة بغية تعزيز القوات المتواجدة هناك لاستكمال تحرير بقية المناطق التي ما تزال تحت سيطرة الحوثي.
قاد ارتخاء قبضت الحوثيين العسكرية على عدد من المدن إلى توسّع الغضب الشعبي ضدّهم لاسيما في ظل كونهم المتسبب بأزمة سوء الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة الحوثيين بما في ذلك العاصمة صنعاء، ما أدى لفقدان الحوثيين لزمام السيطرة على المناطق التي يحتلونها. غير أن الحوثيين قد واجهوا «ثورة جياع» بالعاصمة باستخدام القوة المفرطة، في محاولة لوأد الثورة المتمخضة عن تجاوز الأوضاع المعيشية السيئة -التي وصلت حدّ ندرة الأغذية والأدوية والمياه النظيفة- لقدرة سكان صنعاء. هذا ناهيك عن أزمة تهاوي قيمة الريال، وقفز أثمان المتوفر من الأغدية إلى سقوف خيالية.
يقدر عدد أفراد ميليشيا الحوثي بحوالي نصف مليون فرد ينقسمون إلى مقاتلين ومدنيين. وتعتبر أكبر ميليشيا مسلحة في اليمن وشبه الجزيرة العربية كلها، إذ اتخذوا من صعدة معقلاً رئيساً لهم قبل تمددهم إلى عمران ثم صنعاء، وفي ظل الأزمة المعيشية التي أوصلوا اليمن إليها، فمن المتوقع جداً أن تعمل ميليشيا الحوثي على جمع المواد المعيشية وتقنين توزيعها على منتسبيها النصف مليون من المدنيين والمقاتلين على السواء، الأمر الذي يجعل من بقية الشعب أمام مصير المجاعة الحتمي.. عندها سنرى المنظمات الحقوقية والإغاثية تتبجح بالشكوى أن دول التحالف هي من أوصلت اليمن إلى هذا الحال.!!
* اختلاج النبض:
خسائر الحوثيين العسكرية قادت لثورة جياع، وستقود قريباً إلى مجاعة، وسيرافق ذلك انتشار الأوبئة ليتحول اليمن إلى مناطق منكوبة. هنا يأتي دور المنظمات الدولية إلى تحويل المبالغ المالية عبر البنك المركزي اليمني لدعم اقتصاد البلاد، وليس للحوثيين.
وتعود تعقيدات الموقف نفسها اليوم ما بين أزمة مواد استهلاكية وتعقيد الموقف العسكري، إذ على المستوى العسكري الميداني يواجه مقاتلو الحوثيين هزائم بمحافظة الحديدة بمنطقة الساحل اليمني، إذ تحركت تعزيزات عسكرية تتدفق على الساحل الغربي للمشاركة في استكمال تحرير المحافظة. ونقلت وسائل إعلام من بلدان التحالف عن مصادر عسكرية القول بأنه تم الدفع بوحدات من القوات السودانية العاملة في اليمن ضمن قوات التحالف إلى جبهة الحديدة بغية تعزيز القوات المتواجدة هناك لاستكمال تحرير بقية المناطق التي ما تزال تحت سيطرة الحوثي.
قاد ارتخاء قبضت الحوثيين العسكرية على عدد من المدن إلى توسّع الغضب الشعبي ضدّهم لاسيما في ظل كونهم المتسبب بأزمة سوء الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة الحوثيين بما في ذلك العاصمة صنعاء، ما أدى لفقدان الحوثيين لزمام السيطرة على المناطق التي يحتلونها. غير أن الحوثيين قد واجهوا «ثورة جياع» بالعاصمة باستخدام القوة المفرطة، في محاولة لوأد الثورة المتمخضة عن تجاوز الأوضاع المعيشية السيئة -التي وصلت حدّ ندرة الأغذية والأدوية والمياه النظيفة- لقدرة سكان صنعاء. هذا ناهيك عن أزمة تهاوي قيمة الريال، وقفز أثمان المتوفر من الأغدية إلى سقوف خيالية.
يقدر عدد أفراد ميليشيا الحوثي بحوالي نصف مليون فرد ينقسمون إلى مقاتلين ومدنيين. وتعتبر أكبر ميليشيا مسلحة في اليمن وشبه الجزيرة العربية كلها، إذ اتخذوا من صعدة معقلاً رئيساً لهم قبل تمددهم إلى عمران ثم صنعاء، وفي ظل الأزمة المعيشية التي أوصلوا اليمن إليها، فمن المتوقع جداً أن تعمل ميليشيا الحوثي على جمع المواد المعيشية وتقنين توزيعها على منتسبيها النصف مليون من المدنيين والمقاتلين على السواء، الأمر الذي يجعل من بقية الشعب أمام مصير المجاعة الحتمي.. عندها سنرى المنظمات الحقوقية والإغاثية تتبجح بالشكوى أن دول التحالف هي من أوصلت اليمن إلى هذا الحال.!!
* اختلاج النبض:
خسائر الحوثيين العسكرية قادت لثورة جياع، وستقود قريباً إلى مجاعة، وسيرافق ذلك انتشار الأوبئة ليتحول اليمن إلى مناطق منكوبة. هنا يأتي دور المنظمات الدولية إلى تحويل المبالغ المالية عبر البنك المركزي اليمني لدعم اقتصاد البلاد، وليس للحوثيين.