تعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة في بغداد زيادة المساعدات العسكرية الفرنسية للعراق، وسط تكثيف الجهود الدولية لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" المسؤول عن ارتكاب فظاعات في العراق وسوريا.وفي الوقت ذاته، يواصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري مهمته في انقرة بعد حصوله على تعهد عشر دول عربية محاربة هذه المجموعة السنية المتطرفة ضمن اطار ائتلاف دولي بقيادة الولايات المتحدة.وسيتوجه كيري الى القاهرة السبت.وبعد محطة اولى في بغداد، توجه هولاند الى اربيل حيث يتجمع مئات الاف النازحين هربا من تنظيم الدولة الاسلامية الذي تتهمه الامم المتحدة بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وتسلم فرنسا منذ الشهر الماضي اسلحة للقوات الكردية التي تحارب المتطرفين السنة في شمال العراق. واعلنت استعدادها لاستخدام مقاتلاتها في العراق "اذ اقتضت الضرورة" ضمن اطار الاستراتيجية التي حددها الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء من اجل "القضاء" على هذه المجموعة.واعتبر هولاند من اربيل ان شحنات الاسلحة التي سلمتها فرنسا لقوات البشمركة كانت "حاسمة" لقلب موازين القوى.وقال "لقد قررت ايصال الامكانات الضرورية وارى انكم استخدمتمونها على النحو الافضل. هذه الشحنات كانت حاسمة لقلب موازين القوى".كما تفقد الرئيس الفرنسي لاجئين مسيحيين في احدى الكنائس في ضاحية عين كاوة قرب اربيل، كبرى مدن اقليم كردستان.وكتب على لافتة رفعت في حديقة الكنيسة "نطلب اللجوء في فرنسا انقذونا".وقال هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني "سنواصل مع اوروبا مساعدتنا للاجئين. سنقيم جسرا انسانيا فعليا وسنتعامل ايضا مع الحالات الاكثر ايلاما لعائلات تربطها علاقات بفرنسا وتريد المجيء لوقت معين للجوء لدى اقربائها".من جهته، قال وزير الخارجية لوران فابيوس الذي يرافق هولاند لفرانس برس انه سبق ان استضافت فرنسا نحو "مئة من اللاجئين المسيحيين".واضاف "سيكون هناك مئة غيرهم في الايام المقبلة" مؤكدا عدم رغبة فرنسا في اخلاء العراق من الاقليات لان ذلك "يشكل انتصارا للارهاب".وقد اقلت طائرة الرئيس الفرنسي 15 طنا من المساعدات الانسانية تسلمتها منظمات غير حكومية تعمل في اربيل.وغادر هولاند العراق مساء.وكان اعلن في بغداد ان فرنسا سلمت "اكثر من ستين طنا" من المواد ضمن اطار عمليات انسانية.وهولاند الذي التقى الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي هو اول رئيس دولة اجنبية يزور بغداد منذ الهجوم الكاسح للدولة الاسلامية في التاسع من حزيران/يونيو الماضي وسيطرتها على مساحات شاسعة في العراق كما فعلت في سوريا العام 2013.وقال هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع العبادي "جئت الى هنا الى بغداد لاعلن استعداد فرنسا لزيادة المساعدة العسكرية للعراق"، وذلك بعد ان عبر عن "دعم" فرنسا للحكومة العراقية التي "استطاعت جمع كافة مكونات الشعب العراقي".وفي حين اصر العبادي على اهمية الدعم الجوي من جانب الحلفاء لضرب المتطرفين، قال هولاند "سمعت طلب رئيس الوزراء العراقي. ونعمل مع الحلفاء على عدد من الفرضيات".وتملص هولاند من الرد على سؤال حول احتمال توجيه ضربات جوية فرنسية كما انه ابقى الغموض في ما يخص الوسائل العسكرية التي بامكان فرنسا تقديمها.وبالنسبة لاحتمال انتشار حاملة الطائرات شارل ديغول ، اكتفى هولاند بالقول "نتخذ القرارات في الوقت المناسب. ليس هناك حاليا تفاصيل". وقال هولاند ان "هذا التهديد الشامل يستدعي ردا شاملا ان الارهاب يهددنا لان المقاتلين يصلون من كل الدول وبامكانهم الرجوع وارتكاب افعال اخرى".والمؤتمر الدولي حول السلام والاستقرار في العراق المزمع انعقاده في باريس الاثنين سيبحث في تنسيق "التحرك" ضد التنظيم المتطرف.وقد اعلنت وكالة الاستخبارات الاميركية سي اي ايه ان المنضوين في صفوف الدولة الاسلامية "يراوح عددهم بين عشرين الفا و 31500 مقاتل" في سوريا والعراق بينهم اجانب.وقال الرئيس الفرنسي ان المؤتمر ياتي في "وقت حساس مع المعركة التي تخاض ضد التنظيم المتطرف الذي بامكانه ان يمتد الى ما يتجاوز العراق وسوريا".وردا على سؤال حول حضور ايران مؤتمر باريس، اجاب انه يتمنى "اوسع مشاركة ممكنة" قبل ان يضيف انه "لم يتم تحديد لائحة المشاركين بالضبط ويعمل وزير الخارجية الفرنسي ونظيره العراقي على ان تكون المشاركة اوسع".وختم مؤكدا عملية "تسليم قريبا لمعدات عسكرية للعراقيين في معركتهم ضد الارهاب".وبعد مرور احد عشر عاما على رفضها اتباع خطى واشنطن ولندن في اجتياح العراق، تسعى فرنسا الان للعودة بشكل ملفت الى العراق الذي ربطتها به علاقات تاريخية قوية لكنها غامضة في ظل نظام صدام حسين الذي اطاحه الاجتياح الاميركي البريطاني في العام 2003.وقد اعلن الرئيس باراك اوباما الاربعاء استعداده لشن حرب "بلا هوادة" على تنظيم الدولة الاسلامية، كما اعلن عزمه على زيادة المساعدات العسكرية للمعارضة السورية.كما تنوي الولايات المتحدة تعزيز قواعدها في الخليج وزيادة طلعات الاستطلاع الجوية وفق احد المسؤولين في حين سيبدا البنتاغون ارسال بعض المقاتلات الى اربيل.وفي الاجمال، سيتم نشر 1600 عسكري اميركي في العراق لدعم القوات الحكومية بالمعدات والتدريب والاستخبارات.وقال اوباما ان الهدف هو "اضعاف ومن ثم تدمير الدولة الاسلامية".
International
هولاند مستعد لزيادة المساعدات العسكرية الفرنسية للعراق
12 سبتمبر 2014