أحمد التميمي

في عالم كرة القدم، حيث ازدادت فيه الأموال وزاد اللاعبون غنى، أصبحت فيه قضايا الطلاق، والتهرب الضريبي قضايا شائعة ومن الطبيعي سماعها ومن الطبيعي أن يتهم فيها أي لاعب مهما كان مستواه أو قيمته بالنسبة لكرة القدم العالمية. في أسوء الأحوال، قد يتهم اللاعبون ببعض القضايا الأخلاقية كالتحرش والاغتصاب، أو أن يتهم اللاعب بتعاطي المخدرات.

أما في حالة اللاعب الفرنسي كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد، فهو لا تكفيه اتهامات الجمهور بمستواه السيئ دائماً، حيث اعتدنا أن تكون القاعدة هو سوء بنزيما والشذوذ هو تسجيل الأهداف، إلا أنه يصر على أن يبهر الجمهور بنوعية القضايا التي يتهم فيها.

في أكتوبر من العام 2015، توجهت أصابع اتهام القضاء الفرنسي تجاه كريم بنزيما، في قضية التواطؤ مع مجموعة من الأشخاص في ابتزاز لاعب فنربخشة التركي وزميله في المنتخب الفرنسي ماثيو فالبوينا، بفيديو ذي محتوى غير أخلاقي، حيث تم وضع بنزيما تحت الرقابة القضائية لفترة ليست بالقصيرة، وأخذ الموضوع جدلاً واسعاً، وأبعد كريم عن المنتخب منذ ذلك الحين. ولكبر حجم تلك القضية، صرح رئيس الوزراء الفرنسي ديفد ماكرون في فترة كأس العالم 2018، أن عدم تواجد بنزيما ضمن التشكيلة المستدعاة للمنتخب هو لصالح وحدة صفوف الفريق!

وفي نهاية الأسبوع الماضي، ظهرت اتهامات تجاه اللاعب واثنين من أصدقائه، باختطاف وكيل اللاعبين ليو دي سوزا من أحد حانات باريس عقب مباراة ليون وباريس سان جيرمان، حيث تم احتجاز الأخير واختطافه وممارسة العنف تجاهه، على خلفية دين يصل إلى 50 ألف يورو، وبدأت الشرطة الفرنسية بالتحقيق في الموضوع.

لاعب بمستوى بنزيما السيئ، وسمعته الأسوأ يدفعك للاستغراب ما الذي يدفع ريال مدريد للاحتفاظ به وتفضيله على العديد من المهاجمين ذوي قدرات أكبر منه بكثير على مر السنوات؟ بل إن ذلك قد يجعل بعض الاتهامات التي يتداولها الجمهور على سبيل الدعابة، أقرب للحقيقة، حيث من الممكن أن يكون اللاعب فعلاً يبتز إداريي الريال للإبقاء على مكانته في الفريق!