في الولايات المتحدة يقوم ما يقارب الـ20 جندياً من العائدين من الحرب بقتل أنفسهم كل يوم، مما يعني قتيلاً كل 72 دقيقة ليموت 7300 جندي في السنة، وهو رقم يفوق عدد الجنود الأمريكان الذين قتلوا في المعارك في العراق وأفغانستان. وتسمى الحالة النفسية التي تقود الجندي لقتل نفسه اليوم اضطراب ما بعد الصدمة، كما سميت «متلازمة حرب الخليج» ومن قبلها «متلازمة فيتنام»، وفي الحرب الكورية سميت «إعياء المعركة»، أما في الحرب العالمية الثانية فقد سموها «تعب المعركة» فالمرض قديم قدم حيرة قابيل بعد قتل أخيه هابيل. وقد شاهد قبل أيام الفيلم العسكري الجديد Thousand Yard Stare، والذي يروي الأعراض الجسدية والنفسية التي ظهرت على الجنود المشاركين في الحرب. وكيف يختلف تفاعل الرجال مع هول المعارك فتستمر الأعراض عند البعض أياماً والبعض الآخر يصاب بصدمة المعركة المتصلة حتى ينهي حياته بنفسه أو يعيش مرتاعاً يعاني من أعراض أكثرها شيوعاً السرحان، والصمت الطويل، والتردد، وتباطؤ زمن رد الفعل، وبطء التفكير، وصعوبة تحديد أولويات المهام، وصعوبة تنفيذ المهام الروتينية اليومية، والغضب بهياج، وفقدان التركيز بالإضافة إلى الإرهاق، والشعور بالاستنفاد. وقبل سنوات سألت عن كيفية أتعامل كضابط مع جندي الأغرار الصغير حين يصاب بصدمة المعركة أو حتى المناورة فيلقي سلاحه ويصيح فاراً نحو عدو أو حقل الغام؟
فقال من سألت مغلفاً جهله بسخرية «أضربه كفين إلى أن يصحى» وقال آخر «خل مطوع الكتيبة يقرأ عليه».
وبناء على ما حدثني به المختص في هذا المجال د.عدنان الشطي لا يوجد كتاب خليجي واحد يوثق مشروعاً عن الآثار النفسية للحروب التي شارك بها العسكري الخليجي سواء إقليمية أو مع قوات القبعات الزرق، ومعظم الكتابات كانت حول الظاهرة لا تتجاوز إبداء الرأي، أو عن مرض حرب الخليج بشكل عام.
المهم في الموضوع أن قوات التحالف العربي تخوض في اليمن من الجو والبر والبحر حرباً ضروساً يتعرض فيها رجالنا منذ أعوام لكافة الضغوط وهول المعارك وضراوتها، بل إن المتفجرات فيها أقوى، والألغام أكثر مراوغة، والقناصة أكثر خبثاً، مما يجعل أولادنا يعيشون حالة من الاستنفار لا يمكن أن يزول بمجرد مغادرتهم للجبهة، فكيف يتم تأهيل من عانوا صدمة المعركة من الجنود الخليجيين الذين يهز نفوسهم رد الضرباتٍ الصاروخية عابرة الحدود، ويدمي وجدانهم الكوابيس التي يرون فيها رفاق سلاحهم يحترقون في الآليات أو تنهار عليهم صخور الجبال! وإن تجاوزوا ذلك فكيف يتجاوزون منظر مجاعة الملايين من اليمنيين الذين يحرمهم الحوثة من الإمدادات، أو إصابة مئات الآلاف في أسوأ أزمة للكوليرا.
* بالعجمي الفصيح:
أتمنى أن يكون الطب النفسي العسكري بمستوى التحدي، فحين يصاب جندي خليجي في انفجار قنبلة زرعها الحوثي على جانب الطريق ينظف المسعف الجرح، ويخرجون الشظايا، ثم يضمدونه منعاً للالتهاب، لكن من يضمد جندي التحالف العربي نفسياً من صدمة المعركة الممتدة؟
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
فقال من سألت مغلفاً جهله بسخرية «أضربه كفين إلى أن يصحى» وقال آخر «خل مطوع الكتيبة يقرأ عليه».
وبناء على ما حدثني به المختص في هذا المجال د.عدنان الشطي لا يوجد كتاب خليجي واحد يوثق مشروعاً عن الآثار النفسية للحروب التي شارك بها العسكري الخليجي سواء إقليمية أو مع قوات القبعات الزرق، ومعظم الكتابات كانت حول الظاهرة لا تتجاوز إبداء الرأي، أو عن مرض حرب الخليج بشكل عام.
المهم في الموضوع أن قوات التحالف العربي تخوض في اليمن من الجو والبر والبحر حرباً ضروساً يتعرض فيها رجالنا منذ أعوام لكافة الضغوط وهول المعارك وضراوتها، بل إن المتفجرات فيها أقوى، والألغام أكثر مراوغة، والقناصة أكثر خبثاً، مما يجعل أولادنا يعيشون حالة من الاستنفار لا يمكن أن يزول بمجرد مغادرتهم للجبهة، فكيف يتم تأهيل من عانوا صدمة المعركة من الجنود الخليجيين الذين يهز نفوسهم رد الضرباتٍ الصاروخية عابرة الحدود، ويدمي وجدانهم الكوابيس التي يرون فيها رفاق سلاحهم يحترقون في الآليات أو تنهار عليهم صخور الجبال! وإن تجاوزوا ذلك فكيف يتجاوزون منظر مجاعة الملايين من اليمنيين الذين يحرمهم الحوثة من الإمدادات، أو إصابة مئات الآلاف في أسوأ أزمة للكوليرا.
* بالعجمي الفصيح:
أتمنى أن يكون الطب النفسي العسكري بمستوى التحدي، فحين يصاب جندي خليجي في انفجار قنبلة زرعها الحوثي على جانب الطريق ينظف المسعف الجرح، ويخرجون الشظايا، ثم يضمدونه منعاً للالتهاب، لكن من يضمد جندي التحالف العربي نفسياً من صدمة المعركة الممتدة؟
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج