كتب العقيد الإسرائيلي أوري هالبيرين في موقع معهد واشنطن تحليلاً مثيراً حول الصفقة التي أجريت بين كل من الأسد وروسيا وإسرائيل وأمريكا، جاء ذلك بعنوان «تقوية المحور الشيعي ستوفر فرصة متناقضة لإحلال السلام بين سوريا وإسرائيل» إذ يتم وفق ذلك التخلص من إيران من خلال حل أزمة مرتفعات الجولان بين سوريا وإسرائيل، ما يجعل من وجود الإيرانيين وأذنابهم في سوريا غير ذي معنى ولا حاجة لهم هناك. وما يجعل تحليل الكاتب وكشفه لهذه الصفقة أمراً قابلاً للتصديق، أنه خدم في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، وشغل عدة مناصب، من بينها: مساعد استخباراتي لرئيس الوزراء، ملحق عسكري لحلف شمال الأطلسي ودول البنلوكس ورئيس إدارة الأمن القومي، هذا فضلاً عن أنه حائز على إجازة في دراسات الشرق الأوسط وماجستير في التعليم وماجستير في دراسات الأمن القومي.
وبينما كان محور «الأسد - إيران - روسيا» يستعد لـ«المعركة الأخيرة في إدلب»، جاءت تل أبيب لتطرح مشروع سلام مع الأسد تحل بمقتضاه أزمة الجولان، باعتبار أن ذلك مصلحة روسية، فهو يضمن بقاءها في سوريا مع تقديم حل جديد لمشكلة قديمة ومنع بروز تعقيدات جديدة. لا سيما وأن إيران -وعبر ميليشياتها الوكيلة نحو «فيلق القدس» و«حزب الله»- كانت ستحول أجزاء من الجنوب السوري إلى جبهة جديدة ضد إسرائيل بتكييف قوات برية مع حشد صواريخ موجهة وإطلاقها على نحو استراتيجي هناك.
ومن أجل قطع الطريق على الإيرانيين في سوريا، ستطرح تسوية حول هضبة الجولان، ويمكن أن تتبنى روسيا والولايات المتحدة صيغة «الأرض مقابل المال»، يضاف إلى ذلك انسحاب إسرائيل من مناطق أساسية عدة في هضبة الجولان. هذا وسيتم تعويض سوريا عن المناطق المتبقية التي تم ضمها رسمياً من قبل إسرائيل، وذلك بمبلغ كبير يتفق عليه مسبقاً. أما بشأن الأموال، فمن المتوقع أن تصل إلى عشرات المليارات، وهو ما يجب استخدامه لإعادة بناء سوريا وليس لشراء السلاح أو دعم حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
ثم إن هناك شرطاً آخر يقتضي وجوب إدارة عملية إعادة البناء المفترضة من قِبل شركات أمريكية وروسية وأوروبية. الصفقة مكسب روسي-أمريكي، إذ ستحصل روسيا على تفويض دولي للبقاء في سوريا، مع التواجد الأمريكي وأما قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو»، لضمان التنفيذ الصحيح للاتفاق بين الأطراف والمحافظة على الأمن بعد انتهاء الحرب. وقد توافق روسيا على حصر وجودها العسكري في سوريا بمرفأ طرطوس وقاعدة حميميم الجوية.
* اختلاج النبض:
لا شك في أن خروج إيران وعودة الجولان مكسب لسوريا وللعرب كافة، لكن التواجد الروسي والأمريكي الرسمي في سوريا، وبيع أجزاء من التراب العربي أمر غير مقبول. أما الأشد إيلاماً.. غياب الخليجيين عن المشهد، وكأننا لم نشارك مادياً ومعنوياً في الثورة السورية..!!
وبينما كان محور «الأسد - إيران - روسيا» يستعد لـ«المعركة الأخيرة في إدلب»، جاءت تل أبيب لتطرح مشروع سلام مع الأسد تحل بمقتضاه أزمة الجولان، باعتبار أن ذلك مصلحة روسية، فهو يضمن بقاءها في سوريا مع تقديم حل جديد لمشكلة قديمة ومنع بروز تعقيدات جديدة. لا سيما وأن إيران -وعبر ميليشياتها الوكيلة نحو «فيلق القدس» و«حزب الله»- كانت ستحول أجزاء من الجنوب السوري إلى جبهة جديدة ضد إسرائيل بتكييف قوات برية مع حشد صواريخ موجهة وإطلاقها على نحو استراتيجي هناك.
ومن أجل قطع الطريق على الإيرانيين في سوريا، ستطرح تسوية حول هضبة الجولان، ويمكن أن تتبنى روسيا والولايات المتحدة صيغة «الأرض مقابل المال»، يضاف إلى ذلك انسحاب إسرائيل من مناطق أساسية عدة في هضبة الجولان. هذا وسيتم تعويض سوريا عن المناطق المتبقية التي تم ضمها رسمياً من قبل إسرائيل، وذلك بمبلغ كبير يتفق عليه مسبقاً. أما بشأن الأموال، فمن المتوقع أن تصل إلى عشرات المليارات، وهو ما يجب استخدامه لإعادة بناء سوريا وليس لشراء السلاح أو دعم حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
ثم إن هناك شرطاً آخر يقتضي وجوب إدارة عملية إعادة البناء المفترضة من قِبل شركات أمريكية وروسية وأوروبية. الصفقة مكسب روسي-أمريكي، إذ ستحصل روسيا على تفويض دولي للبقاء في سوريا، مع التواجد الأمريكي وأما قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو»، لضمان التنفيذ الصحيح للاتفاق بين الأطراف والمحافظة على الأمن بعد انتهاء الحرب. وقد توافق روسيا على حصر وجودها العسكري في سوريا بمرفأ طرطوس وقاعدة حميميم الجوية.
* اختلاج النبض:
لا شك في أن خروج إيران وعودة الجولان مكسب لسوريا وللعرب كافة، لكن التواجد الروسي والأمريكي الرسمي في سوريا، وبيع أجزاء من التراب العربي أمر غير مقبول. أما الأشد إيلاماً.. غياب الخليجيين عن المشهد، وكأننا لم نشارك مادياً ومعنوياً في الثورة السورية..!!