يوسف ألبي

هناك مجموعة من المدربين في القارة العجوز الذين يملكون صيت كبير وسمعة واسعة وحققوا إنجازات عديدة وكثيرة في عالم التدريب سواء مع الأندية أو المنتخبات، ولكن هؤلاء المدربين ينتظرون الوقت المناسب لمزاولة عملهم من جديد بعد قرارهم بأخذ قسطاً من راحة للتفكير جلياً في أختيار مهاهم القادمة.

وإذا أردنا أن نسلط الضوء على أبرز تلك المدربين لابد أن يأتي في مقدمتهم الأسطورة الفرنسية أرسين فينغر الذي صنع اسماً كبيراً في التدريب الكروي، فقد حقق إنجازات عديدة مع الأندية التي دربها وأهمها مع موناكو الفرنسي وآرسنال الإنجليزي، حيث تولى قيادة الجانرز ما يقارب 22 عاماً حقق من خلالها جميع البطولات المحلية، كما تأهل لنهائي الدوري الأوروبي والأبطال ولكن خسرهما أمام غلطة سراي التركي وبرشلونة الأسباني، وتلقى الرجل صاحب الــ69 وداعاً مهيباً من قبل جماهير الآرسنال وجماهير الخصوم في إنجلترا نظير ما قدمه عالم التدريب.

وهناك مدرب فرنسي آخر أتى كسرعة البرق وهو زين الدين زيدان، حيث تولى تدريب ريال مدريد من موسم 2016 حتي 2018، فقد نجح في الفوز ببطولات عديدة محلية وأوروبية وقارية مثل تحقيقه لقب الليغا والسوبر المحلي مرة واحدة، كما ظفر بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاثة مواسم متتالية في إنجاز فريد من نوعه، أتبعه تحقيق كأس السوبر الأوروبي مرتين ومثلهما في كأس العالم للأندية، ليسطر تاريخاً نادراً مع نادي القرن، واستقال زيدان بعد نهاية الموسم الماضي من منصبه مع الفريق الإسباني بعد حقبة تعد الأفضل في تاريخ الملكي.

ومن المدربين الفرنسيين أيضاً هناك لوران بلان الذي حقق إنجازات كثيرة مع بوردو وباريس سان جيرمان الفرنسيين، وبين هذا الفترتين تولى قيادة منتخب فرنسا والذي نجح تحت قيادة بلان في تحقيق ثالث أفضل سلسلة نتائج للديوك على الإطلاق، بعد أن خاض 25 مباراة متتالية بدون هزيمة، لكن فشل بلان رغم ذلك في تحقيق أي إنجاز يذكر في البطولات الكبرى مع منتخب بلاده.

ومن أبرز المدربين العاطلين أيضاً الإيطالي "البارع" أنطونيو الذي تعتبر أفضل فتراته مع يوفنتوس، حيث تمكن بفضل حنكته وذكائه من إعادة السيدة العجوز للبطولات بعد فترة جفاف، حيث أستلم زمام الأمور من 2011 إلي 2014 ونجح في تلك الفترة في إحراز الكثير من الكؤوس المحلية وأبرزها لقب "الكالتشيو" ثلاث مرات متتالية، كما درب تشلسي الإنجليزي لموسمين حقق خلالها بطولتي البريميرليغ وكأس الاتحاد الإنجليزي، فضلاً عن قيادته للمنتخب الإيطالي لعامين وبالتحديد منذ عام 2014 إلى 2016، فقد قاد "الأتزوري" في اليورو الأخير ونجح في إقصاء المنتخب الأسباني من دور الـ16 قبل أن يودع البطولة من الماكينات الألمانية في دور الثمانية بضربات الترجيح، ويقترب أنطونتو كونتي بشكل كبير من خلافة جولين لوبيتيغي في تدريب ريال مدريد الذي يمر بفترة سيئة هذا الموسم.

كما أن هناك الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري هذه الرحالة الذي تنقل في جميع أرجاء أوروبا، فقد درب أندية في إيطاليا وأسبانيا وإنجلترا وفرنسا كما درب المنتخب اليوناني وأشتهر رانييري بلقب "المحنوس" حيث كان دائماً ما يخسر البطولات في اللحظات الأخيرة، ويعتبر أبرز إنجازاته الفوز بلقب كأس إيطاليا والسوبر الإيطالي مع فيورنتينا عام 1996، فضلاً عن تحقيقه لقب كأس ملك إسبانيا عام 1999 وكأس السوبر الأوروبي موسم 2004 مع فالنسيا، ولكن يعد إنجازه الأهم والذي لا ينساه التاريخ فوزه بلقب البريميرليغ مع نادي ليستر ستي "المغمور" عام 2016 في واحدة من أبرز المفاجآت في تاريخ كرة القدم، كل هؤلاء المدربين الذين ذكرناهم سلفاً ينتظرون الوقت المناسب والفرصة الأفضل للعودة لعالم التدريب.