في كلمته بـ «حوار المنامة.. قمة الأمن الإقليمي» أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة على حقيقتين لم يعد يختلف عليهما أحد، الأولى هي أن «المنطقة لن تستقر إذا ما استمرت قطر بالتدخل في شؤون الدول الأخرى» والثانية هي أنها لن تستقر إذا ما «استمرت دول إقليمية في محاولة بسط سيطرتها على المنطقة». بالبحريني «ساس بلاء المنطقة» هو قطر وإيران، إن استمرتا في نهجهما المعادي صار الاستقرار بالنسبة للمنطقة حلماً صعب التحقق، وإن تمكنت دول المنطقة والعالم من منعهما من مواصلة السير في الطريق الخاطئ وعادتا إلى «رشدهما» صار الاستقرار ممكناً وصار ممكناً ازدهار المنطقة وارتقائها.

كل مشكلات المنطقة سببها قطر وإيران، ما حصل في البحرين في السنوات الأخيرة سببه قطر وإيران، وما حصل ولا يزال يحصل في اليمن سببه قطر وإيران، وما حصل أو يحصل أو سيحصل من بلاء في أي دولة من دول المنطقة سببه قطر وإيران. التمكن من قطر وإيران نتيجته الحتمية استقرار المنطقة وتطورها وتوفر الأمن والأمان. هذه حقيقة صارت كل دول العالم متأكدة منها، وصارت متأكدة أيضاً أن الحل يكمن في تخليص المنطقة من أذى هاتين الدولتين المارقتين وأن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا بمواجهتهما ووضع حد لاستهتارهما.

من هنا تأتي «أهمية التحالفات والشراكات بين الدول المسؤولة والداعمة للاستقرار في المنطقة وحلفائها في الخارج لضمان الاستقرار الإقليمي، وخاصة في ظل التحديات التي تواجه دول المنطقة، وعلى أهمية دور الشركاء الدوليين في التوصل لشرق أوسط مستقر ومزدهر وخالٍ من النزاعات يساهم بشكل إيجابي في الاقتصاد العالمي» كما جاء في كلمة الوزير التي نوه فيها أيضاً «بأهمية الاقتراح المقدم من الولايات المتحدة الأمريكية لإنشاء تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي» ذلك أن «هذا التحالف سيسهم في تعزيز الأمن والازدهار في المنطقة، ومساعدة دولها في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجهها على كافة الأصعدة».

الداء صار معروفاً، وصار معروفاً كذلك الدواء، ولم يعد أمام دول المنطقة وكل دولة لها مصلحة فيها إلا الالتزام بدورها الداعم لكل جهد يرمي إلى حمايتها، فلا استقرار في هذه المنطقة من دون ذلك، ولا توقف للنشاط القطري والإيراني السالب من دون محاصرتهما ومنعهما من التسبب في المزيد من الأذى للمنطقة.

وضع حد للتدخل القطري والإيراني في دول المنطقة نتيجته المنطقية استقرار المنطقة، حيث الخراب كل الخراب مصدره هاتان الدولتان اللتان سيطرتا على ثروة الشعبين القطري والإيراني وتبنتا شعارات فارغة لا تؤمنان بها وفي الغالب لا تعرفان معناها، فعلاقاتهما بها تنحصر في توظيفها لإيذاء الجيران ليس إلا.

غل يد قطر وإيران بداية النهاية لأوجاع المنطقة برمتها، وتركهما تعبثان على هواهما استمرار للحالة المرفوضة والتي تعرض كل دول المنطقة للخطر.. «وإذا لم نقم كمجتمع دولي باتخاذ إجراءات لتوجيه التغييرات القادمة بطريقة تضمن الاستقرار الإقليمي فإننا سنجد أنفسنا أمام احتمالية وجود حالة طويلة من عدم الاستقرار والتوتر» كما جاء في كلمة وزير الخارجية التي أكد فيها أيضا أن «ما نحتاجه في المنطقة هو التوازن، توازن غير تنافسي بين القوى الكبرى في المنطقة، توازن لا يرسم خطوطاً ليضع الدول ضد بعضها البعض، توازن المصالح، توازن يضع المصلحة المشتركة للمجتمع الدولي في المنطقة أولاً».

لن تستقر المنطقة إذا ما استمرت قطر بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولن تستقر إذا استمرت إيران في محاولات تنفيذ مخططها الرامي لبسط سيطرتها على المنطقة، ولعل الأكثر نجاعة مساعدة الشعبين القطري والإيراني على استرجاع ما أخذ منهما.