ما أعجب هذا الزمان، فقد ابتلينا بالمبالغة وحب البذخ في كل شيء حتى جردنا أجمل العادات الاجتماعية وأروع السلوكيات الإنسانية من مضمونها، ولعل عيادة المريض هي من العادات الاجتماعية الإيجابية التي تعارفت عليها المجتمعات بأنواعها وعلى مر الأزمان، ذلك أن المساندة النفسية للمريض تساعد على سرعة شفاء المريض واستجابته للعلاج، وتعينه على عدم الاستسلام للمرض، وتنسيه آلامه وتخفف من قلقه ومعاناته، حتى أن الأطباء ينصحون بأن يعيش المريض مع جماعة من الناس خاصة الأهل والأقارب والبعد عن العزلة، لما للعزلة من آثار نفسية سلبية كالإكتئاب والإحباط وكثرة التفكير في المرض مما ينعكس على حالته الصحية، وتلك قناعات آمنت بها المجتمعات وتوارثتها على مر الأجيال.
وبالطبع فإن المجتمعات تدرك الفرق بين زيارة المريض والزيارات الأخرى فزيارة المريض تكون بهدف المساندة النفسية له ولمرافقيه، فينتقي الأهل والأصدقاء عند زيارتهم للمريض موضوعات أحاديثهم بحيث تكون الأحاديث مرحة تصرف انتباه المريض عن التفكير في عواقب مرضه وتخفف عليه الضغط النفسي الذي يسببه التزامه بالسرير أو الاحتباس في المنزل، أو موضوعات ترفع معنويات المريض وتبعث الأمل في قلبة، وتشد من عزمه لاجتياز هذه الأزمة، وقد تشكل المساندة مجموعة نصائح نتيجة مرور الآخرين بتجربة مشابهة، وقد تسهم هذه الأحاديث في تشجيع المريض على التعاون مع الطبيب والالتزام بتعليماته، فمساندة المريض ومرافقيه خلال زيارة الأهل والأصدقاء ضمن ثقافات الشعوب التي توارثها الناس على مر الأجيال. وهي من السلوكيات الاجتماعية المحمودة.
ولكن العجب كل العجب أننا في زماننا هذا أبينا إلا أن نمسخ هذه العادة الاجتماعية المهمة والتي لها الأثر الكبير في التكافل الاجتماعي، فآفة البذخ والمبالغة في المظاهر طالت هذه العادة الاجتماعية وبدأت تدمرها، حتى تحولت زيارة الأهل والأقارب للمريض عبئاً على المريض ومن يرافقه، وتجردت من معناها الإنساني لتكون مجرد برتوكولات اجتماعية وواجب يؤدى دون الإيمان بأهميته، وبالطبع فإن أصابع الاتهام توجه للوسط النسائي، فقد بدأ الناس يبالغون في كرم الضيافة الذي يقدمونه لمن يزور المريض فيقدمون أرقى أنواع الشوكولاتة والحلويات والمعجنات والمكسرات، علاوة على توفير المشروبات الساخنة والباردة، وتقدم تلك الأطعمة في أرقى الأواني وأفخرها، بل إن البعض زاد في المبالغة حيث أصبح يستعين بمضيفات لتقديم الضيافة بطرق أنيقة للزوار الذين يعودون المريض، ناهيك عن الاهتمام بأناقة المريض وأغطية السرير وتزيين غرفة المرض، وبالطبع فلابد من المجاملات التي أصبحت لزاماً على المريض ومرافقيه حتى جردنا الزيارة من مضمونها ومعناها، وتحولت من مساندة وتكافل اجتماعي إلى عبء وبروتوكولات، وكثيراً ما نرى اعتذار المريض ومرافقيه عن استقبال الأهل والأصدقاء، أو تحديد وقت واحد لاستقبال من يريد عيادة المريض، ومن جهة أخرى أصبح لزاماً على من يعود المريض أن يكون محملاً بالهدايا حتى شكلت عيادة المريض عبئاً على الطرفين، وبات الأمر مختلطاً بين مساندة المريض أو مجاملته.
إن التغير الاجتماعي الذي حدث والمتمثل في تجريد عيادة المريض من معناها، أدى إلى ظهور فراغ وحاجة اجتماعية لمساندة المريض ومرافقيه، فظهرت فرق إنسانية تطوعية لمساندة المرضى تقوم بالدور الذي يجب أن يقوم به الأهل والأقارب وهي المساندة النفسية، وهذه الفرق تقوم بدور إنساني تشكر عليه، لكنه يعتبر بديلاً لدور الأهل والأصدقاء، وهنا أرى أنه لابد أن تجتهد هذه الفرق لتوعية الناس بضرورة إحياء هذه العادة الاجتماعية الإيجابية والتخلي عن البذخ والتكلف، وتوعية الناس بكيفية مساندة المريض من قبل الأهل والأقارب والأصدقاء، خاصة في مرحلة مصارحة المريض بما أصيب به في حالة الأمراض المستعصية، ورسالة أخيرة أذكر بها أن الإنسان يؤجر لزيارته للمريض ولمساندته له فالأجر يحصل بتقديم العون والمساندة فالله يعين العبد ما دام العبد في عون أخيه، وأخيراً.. اسأل نفسك بعد كل زيارة تزورها لمريض.. هل ساندته وساعدته؟ أم جاملته فقط؟ ودمتم أبناء قومي سالمين.
وبالطبع فإن المجتمعات تدرك الفرق بين زيارة المريض والزيارات الأخرى فزيارة المريض تكون بهدف المساندة النفسية له ولمرافقيه، فينتقي الأهل والأصدقاء عند زيارتهم للمريض موضوعات أحاديثهم بحيث تكون الأحاديث مرحة تصرف انتباه المريض عن التفكير في عواقب مرضه وتخفف عليه الضغط النفسي الذي يسببه التزامه بالسرير أو الاحتباس في المنزل، أو موضوعات ترفع معنويات المريض وتبعث الأمل في قلبة، وتشد من عزمه لاجتياز هذه الأزمة، وقد تشكل المساندة مجموعة نصائح نتيجة مرور الآخرين بتجربة مشابهة، وقد تسهم هذه الأحاديث في تشجيع المريض على التعاون مع الطبيب والالتزام بتعليماته، فمساندة المريض ومرافقيه خلال زيارة الأهل والأصدقاء ضمن ثقافات الشعوب التي توارثها الناس على مر الأجيال. وهي من السلوكيات الاجتماعية المحمودة.
ولكن العجب كل العجب أننا في زماننا هذا أبينا إلا أن نمسخ هذه العادة الاجتماعية المهمة والتي لها الأثر الكبير في التكافل الاجتماعي، فآفة البذخ والمبالغة في المظاهر طالت هذه العادة الاجتماعية وبدأت تدمرها، حتى تحولت زيارة الأهل والأقارب للمريض عبئاً على المريض ومن يرافقه، وتجردت من معناها الإنساني لتكون مجرد برتوكولات اجتماعية وواجب يؤدى دون الإيمان بأهميته، وبالطبع فإن أصابع الاتهام توجه للوسط النسائي، فقد بدأ الناس يبالغون في كرم الضيافة الذي يقدمونه لمن يزور المريض فيقدمون أرقى أنواع الشوكولاتة والحلويات والمعجنات والمكسرات، علاوة على توفير المشروبات الساخنة والباردة، وتقدم تلك الأطعمة في أرقى الأواني وأفخرها، بل إن البعض زاد في المبالغة حيث أصبح يستعين بمضيفات لتقديم الضيافة بطرق أنيقة للزوار الذين يعودون المريض، ناهيك عن الاهتمام بأناقة المريض وأغطية السرير وتزيين غرفة المرض، وبالطبع فلابد من المجاملات التي أصبحت لزاماً على المريض ومرافقيه حتى جردنا الزيارة من مضمونها ومعناها، وتحولت من مساندة وتكافل اجتماعي إلى عبء وبروتوكولات، وكثيراً ما نرى اعتذار المريض ومرافقيه عن استقبال الأهل والأصدقاء، أو تحديد وقت واحد لاستقبال من يريد عيادة المريض، ومن جهة أخرى أصبح لزاماً على من يعود المريض أن يكون محملاً بالهدايا حتى شكلت عيادة المريض عبئاً على الطرفين، وبات الأمر مختلطاً بين مساندة المريض أو مجاملته.
إن التغير الاجتماعي الذي حدث والمتمثل في تجريد عيادة المريض من معناها، أدى إلى ظهور فراغ وحاجة اجتماعية لمساندة المريض ومرافقيه، فظهرت فرق إنسانية تطوعية لمساندة المرضى تقوم بالدور الذي يجب أن يقوم به الأهل والأقارب وهي المساندة النفسية، وهذه الفرق تقوم بدور إنساني تشكر عليه، لكنه يعتبر بديلاً لدور الأهل والأصدقاء، وهنا أرى أنه لابد أن تجتهد هذه الفرق لتوعية الناس بضرورة إحياء هذه العادة الاجتماعية الإيجابية والتخلي عن البذخ والتكلف، وتوعية الناس بكيفية مساندة المريض من قبل الأهل والأقارب والأصدقاء، خاصة في مرحلة مصارحة المريض بما أصيب به في حالة الأمراض المستعصية، ورسالة أخيرة أذكر بها أن الإنسان يؤجر لزيارته للمريض ولمساندته له فالأجر يحصل بتقديم العون والمساندة فالله يعين العبد ما دام العبد في عون أخيه، وأخيراً.. اسأل نفسك بعد كل زيارة تزورها لمريض.. هل ساندته وساعدته؟ أم جاملته فقط؟ ودمتم أبناء قومي سالمين.