نص - كريم رضي
تذكرين،
البيت المعزول على الشاطئ
يلطمه الموج
ويضحك في جدرانه ملح البحر،
هذا البيت لم يوجد قط
بل كان ذلك في أحد فصول رواية
أعرتها لك
يوم كنا نتبادل الكتب
والصورة التي يرش فيها المطر
شعري المبلل
وأنا أرتدي كنزة زرقاء
طويلة الرقبة
لم تحدث قط
كانت تلك حيلة مصور عابر (بارع)،
واﻷغنية التي غنيتها
لم تكن كتابتي
كانت لفنان أعمى
مغمور في زمن قديم،
والقصيدة التي تبدأ تفعيلتها باسمك
كنت أضع أحياناً اسماً مكانه
حريصاً على نفس الوزن،
والنافذة التي لوحت لك منها
كانت رسماً على جدار
لا نافذة فيه،
وصوتي اﻷجش الواثق
كان مستعاراً من مدرس صفعني
ﻷوحي لك بالطمأنينة،
والآن
وأنا أطعن في صبابة الزمن اﻷخير
ذاهباً إلى حافة الوجود
لم يبق لي شيء
غيرك،
أنت الحقيقة الوحيدة
مؤمناً مع ذلك بشكي العميق
في أن تكوني قد وجدت أصلاً
أنا الذي لم أفوت يوماً واحداً
دون الكتابة إليك
وحدك.