كثير من الاختراعات بدأ بالخيال. الأساطير القديمة والخرافات والحكايات الشعبية كانت ملهمة لكثير من العلماء. على سبيل المثال كانت فكرة تنقل الساحرات طيراناً بالجو في القصص القديمة، ملهمة في اختراع الطيارات. كما إن أفلام الخيال العلمي التي عرضت الاتصال المرئي قبل اختراع الهواتف الذكية، والزيارات الذاتية للفضاء، وتطور الروبوتات، ساهمت في دفع عمليات تطوير الاختراعات العلمية في هذه الاتجاهات. يقول بعض الفلاسفة إن البشرية تحيا بمخيلتها وتتأثر بها أكثر مما تحيا بعقلها الواقعي وتتأثر به.
وقد اهتم الباحثون في علم النفس الإبداعي وفي الفنون بتفسير العلاقة بين الخيال والمخيلة ومجالات الإبداع. واتفقوا على أن الخيال ونشاطاته واتساعه عند المرء وتمكنه من ربط التجارب الذاتية والمشاهدات العامة والاطلاعات المختلفة والافتراضات المتعددة... قدرة الخيال على ربطها ودمجها هو المكون الرئيس للإبداعات. كما اهتموا بدراسة عوامل تنشيط الخيال وتفعيل المخيلة كي يتمكن الإنسان من إنتاج إبداعاته في أي حقل فني. سواء كان في حقل الأدب أو الرسم التشكيلي أو النحت أو التأليف الموسيقي. ووجدوا أن العوامل المحفزة تعتمد على تكوين شخصي للمبدع قد يرتبط بعوامل التنشئة المختلفة التي تسهم في تعزيز عمل المخيلة لدى المبدع أكثر من غيره. بالتالي تميزه عن غيره بإنتاج الأعمال الإبداعية والخلاقة.
ومن متناقضات عصرنا أن المنتج الذكي والاختراعات الفارقة التي بدأت بالخيال وسكنت الأعمال الإبداعية الأولى للبشرية وبرزت في الأفلام السينمائية، هي اليوم تسهم في تحجيم الخيال لدى الأجيال الناشئة من الأطفال والمراهقين. إذ يشير كثير من الخبراء إلى أن توفر المعرفة السريعة للطفل عبر الأجهزة الذكية، وتحقق خيالاته قبل انبثاقها عبر التطبيقات الغرائبية التي يستخدمها في الأجهزة الذكية، وعكوف الأطفال على الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة وأيام متتالية يحرمهم من التواصل الحي مع البشر ومن التجارب الحيوية التي تؤثر في الحس الإنساني. مما يؤدي إلى ضمور الخيال وتعطل في عمل المخيلة. وهي النتائج التي تهدد مستقبل النتاج الإبداعي نوعاً وجودة على المدى البعيد.
والحلول المقترحة ليست سهلة مطلقاً في ظل ظروف العصر الحالي. فليس متاحاً حرمان الأطفال والمراهقين من مختلف الأجهزة الذكية. وكتب الأطفال المتداولة لا تعوض شغفهم بالتطبيقات الإلكترونية الخاطفة لدهشتهم وإعجابهم. وحالة الانغلاق التي صار يعيشها كثير من الأطفال والمراهقين نتيجة انعزالهم مع أجهزتهم الذكية يصعب تعويضها بالحياة الاجتماعية التي صارت أصلا تفتقد جاذبيتها وقيمتها في زمن السرعة وتفرد الذات وتقطع العلاقات الاجتماعية.
وإذا كان الإنتاج التقني يعد إبداعاً في حد ذاته، وإذا كان استخدامه يعد تميزاً وتماشياً مع العصر كقيمة معرفية. إلا أنه شكل من أشكال مكننة العقل وبرمجة التفكير، مما يحد من انطلاق الخيال واقتناصه للأفكار والصور والعوالم الغائبة عن الواقع. فكيف نحافظ على حالة الإلهام في زمن صرنا نشعر فيه أننا لم نعد نحتاج إلى شيء؟ وكيف نقنع الأجيال التي لمّا تتشكل بعد أن اللعب في التراب والنظر إلى البحر والتنقل في الأحياء الشعبية هي تطبيقات أكثر متعة من التطبيقات التي لا تحتاج إلا لكبسة زر؟
وقد اهتم الباحثون في علم النفس الإبداعي وفي الفنون بتفسير العلاقة بين الخيال والمخيلة ومجالات الإبداع. واتفقوا على أن الخيال ونشاطاته واتساعه عند المرء وتمكنه من ربط التجارب الذاتية والمشاهدات العامة والاطلاعات المختلفة والافتراضات المتعددة... قدرة الخيال على ربطها ودمجها هو المكون الرئيس للإبداعات. كما اهتموا بدراسة عوامل تنشيط الخيال وتفعيل المخيلة كي يتمكن الإنسان من إنتاج إبداعاته في أي حقل فني. سواء كان في حقل الأدب أو الرسم التشكيلي أو النحت أو التأليف الموسيقي. ووجدوا أن العوامل المحفزة تعتمد على تكوين شخصي للمبدع قد يرتبط بعوامل التنشئة المختلفة التي تسهم في تعزيز عمل المخيلة لدى المبدع أكثر من غيره. بالتالي تميزه عن غيره بإنتاج الأعمال الإبداعية والخلاقة.
ومن متناقضات عصرنا أن المنتج الذكي والاختراعات الفارقة التي بدأت بالخيال وسكنت الأعمال الإبداعية الأولى للبشرية وبرزت في الأفلام السينمائية، هي اليوم تسهم في تحجيم الخيال لدى الأجيال الناشئة من الأطفال والمراهقين. إذ يشير كثير من الخبراء إلى أن توفر المعرفة السريعة للطفل عبر الأجهزة الذكية، وتحقق خيالاته قبل انبثاقها عبر التطبيقات الغرائبية التي يستخدمها في الأجهزة الذكية، وعكوف الأطفال على الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة وأيام متتالية يحرمهم من التواصل الحي مع البشر ومن التجارب الحيوية التي تؤثر في الحس الإنساني. مما يؤدي إلى ضمور الخيال وتعطل في عمل المخيلة. وهي النتائج التي تهدد مستقبل النتاج الإبداعي نوعاً وجودة على المدى البعيد.
والحلول المقترحة ليست سهلة مطلقاً في ظل ظروف العصر الحالي. فليس متاحاً حرمان الأطفال والمراهقين من مختلف الأجهزة الذكية. وكتب الأطفال المتداولة لا تعوض شغفهم بالتطبيقات الإلكترونية الخاطفة لدهشتهم وإعجابهم. وحالة الانغلاق التي صار يعيشها كثير من الأطفال والمراهقين نتيجة انعزالهم مع أجهزتهم الذكية يصعب تعويضها بالحياة الاجتماعية التي صارت أصلا تفتقد جاذبيتها وقيمتها في زمن السرعة وتفرد الذات وتقطع العلاقات الاجتماعية.
وإذا كان الإنتاج التقني يعد إبداعاً في حد ذاته، وإذا كان استخدامه يعد تميزاً وتماشياً مع العصر كقيمة معرفية. إلا أنه شكل من أشكال مكننة العقل وبرمجة التفكير، مما يحد من انطلاق الخيال واقتناصه للأفكار والصور والعوالم الغائبة عن الواقع. فكيف نحافظ على حالة الإلهام في زمن صرنا نشعر فيه أننا لم نعد نحتاج إلى شيء؟ وكيف نقنع الأجيال التي لمّا تتشكل بعد أن اللعب في التراب والنظر إلى البحر والتنقل في الأحياء الشعبية هي تطبيقات أكثر متعة من التطبيقات التي لا تحتاج إلا لكبسة زر؟