فوز مدرسة العروبة الابتدائية للبنات بجائزة جودة التعليم في الملتقى الحكومي 2018 لحصولها على تقييم "ممتاز" من هيئة جودة التعليم والتدريب في ثلاث دورات متتالية لم يأت من فراغ...كان وراء هذا الفوز فريق عمل يؤمن بالتميز ومحب للعطاء، تقوده مديرة تحمل طموحاً يفوق العنان، وطاقة لا تنضب أبداً، وحباَ للوطن يتجدد مع دقات الجرس في الطابور الصباحي، ومع ترديد النشيد الوطني من أفواه جيل صغير قادم ليثبت نفسه للمستقبل ويردد "عاشت مملكة البحرين".

أمنة حسن السليطي مديرة مدرسة العروبة الابتدائية للبنات الطفلة التي كانت تحلم بأن تصبح معلمة متميزة في اللغة الإنجليزية... إحدى نساء هذا الوطن اللواتي استطعن تحويل الحلم إلى إنجاز، معها يبدأ الحوار..

- لماذا حصلت مدرسة العروبة على تقييم ( ممتاز) في ثلاث دورات متتالية من قبل الجودة؟

وكأن الطموح يقفز من بين كلماتها وهي تتحدث... أمنه السليطي تقول: بلا شك لا تحصل أي مدرسة على هذا الإنجاز إلا بوجود فريق عمل متميز ومتكامل، ونحن في العروبة نمتلك القيادة العليا الممثلة في إدارة المدرسة والقيادة الوسطى الممثلة في المدرسات الأوائل نظرة تشاركية، نحن جميعا نعمل بروح الفريق الواحد وبروح الأسرة الواحدة، هدفنا أساسي وواضح ، ويصب في مصب واحد وهو الارتقاء بجوده التعليم في المدرسة

- وماذا عن التخطيط؟

التخطيط من أهم الأساسيات لكل قائد مدرسي ثم رصد كل نقاط القوة والضعف في المدرسة ثم النقاط التي تحتاج إلى تطوير، وهنا نقوم بوضع الأهداف الخاصة والاجرائية بحيث تساهم في عملية الارتقاء بالعملية التعليمية حتى نصل بالمدرسة إلى المستوى المنشود.

- هل كل مدرسة تمتلك خطة استراتيجية؟

نعم ، كل مدرسة تمتلك خطة استراتيجية يتراوح زمنها بين الثلاث سنوات إلى خمس سنوات وخطة تشغيلية مدتها سنة واحدة، ونحن في العروبة لدينا خطة استراتيجية مدتها أربع سنوات وخطة تشغيلية مدتها سنة واحدة.

- وكيف حولت الخطة الاستراتيجية إلى إنجاز عندما التحقتي بالعمل كمديرة لمدرسة العروبة منذ أربع سنوات؟

في البداية قمت بتحليل نقاط الضعف والقوة والفرص والتحديات في المدرسة، وأجريت مسحاً شاملاً لكل المعطيات في المدرسة خلال الفصل الأول، كما إنني اطلعت على كل من الخطة الاستراتيجية والخطة التشغيلية في المدرسة، وبدأت في تنفيذ الخطة التشغيلية وتقييمها وتعديلها وتطويرها وفقاً للاحتياجات، كما علمت على استمرار المشاريع المستدامة التي تخدم أهدافنا التعليمية، بالإضافة إلى إنني وضعت أهدافي التي انطلقت من رؤيتي الخاصة.

- وما هي هذه الأهداف ؟

في السنة الأولى كان هدفي الأساسي التركيز على العملية التنظيمية في المدرسة وتوحيد الفرق والرؤى، في السنة الثانية كان التركيز على التعليم والتعلم والمشاريع الموحدة والأمور التنظيمية الفنية، وفي السنة الثالثة كان التركيز على كيفية الاستعداد للجودة، والحمد لله استطعنا الفوز بتقييم ( ممتاز) لثلاث دورات متتالية.

- ماهي معايير تقيم هيئة جودة التعليم والتدريب للمدرسة؟

لدى جودة التعليم والتدريب تقييم وفقاً لقياس خمسة مجالات في المدرسة وهي التطور الشخصي، والتعليم والتعلم، الدعم والمساندة ، القيادة والحوكمة، الإنجاز الأكاديمي، لدينا لكل مجال فريق متكامل ، وتعمل القيادة العليا بالمدرسة بالتعاون مع القيادة الوسطى لتحقيق أهداف هذه المجالات.

- وماهي أبرز التحديات التي واجهتكم خلال عملية التطوير؟

التحدي الأول كان يكمن في كيفية رفع كفاءة المدرسات الجدد لتواكب مقدرة المدرسات الأساسيات بالمدرسة، خاصة أن لدينا مدرسات على أعلى مستويات الكفاءة المهنية، وضعنا خطة استراتيجية تتضمن المشاريع الفردية، وزيارات تبادلية داخلية وخارجية، وفتحنا المجال للمدرسات لحضور مواقف تعليمية، والاطلاع على نقاط الضعف، وتعزيز المدرسات.

وتواصل حديثها: "التحدي الثاني كان يكمن في عزوف أولياء الأمور عن المشاركة في البرامج المدرسية، كانت نسبة المشاركة لا تتجاوز 35 %، وضعنا ولي الأمر هدفا خاصا كأداء، وبالتعاون مع مكتب الإرشاد الاجتماعي استطعنا حث ولي الأمر على المشاركة في مختلف البرامج المدرسية حتى وصلت نسبة المشاركة إلى 85% وبهذا النسبة وصلنا إلى إنجاز كبير.

- الجهد الذي تجسد في تكريم من قبل المملكة ماذا يعني لك؟

نحن نعمل مخلصين لله وللوطن، وكلنا بشر وبحاجة إلى تكريم يثلج صدورنا عقب الجهد والأرق ، بلا شك نسعد بالتكريم، ولكن عندما يكون التكريم وطنيا من قبل قادة هذا الوطن، لابد أن يكون له مذاق أخر يسعد القلب والروح، وهذا ما شعرت به وأنا أستلم الجائزة، تمنيت وقتها أن يكون كل فريق العمل معي حتى يشعرون بقيمة هذه اللحظات.

- وكيف كرمتي فريقك؟

نحن لدينا تكريم دائما لفريقنا ، ولدينا لجنة "المفاجآت" يرتكز عملها على إعداد مفاجآت لكل مدرسة متميزة، نحن ننطلق من سياسة الباب المفتوح، والقائد الناجح لابد أن يدرك أن الحكمة وفن التعامل والصبر والكلمة الطيبة كلها عناصر هامة لتطبيق سياسة القائد الناجح، لكي يعطيك الأخرون كل الجهد لابد أن نعطيهم كل الحقوق.

" وتوقف الحديث ولم يتوقف الطموح في قلب أمنه السليطي، فلا تزال داخلها الكثير من الاحلام لمستقبل الوطن، ولأنها عرفت كيف تعطي لفريقها حقه ولعملها حقه، ولتلميذاتها حقوقهن...أعطاها الملتقى الحكومي أيضا حقها لتصبح إحدى متميزات هذا الوطن".