صنعاء - (وكالات): وافق المتمردون الحوثيون الشيعة أمس على وقف المعارك مع مقاتلي حزب الإصلاح السني التي أدت إلى وقف قسري لحركة الطيران في المطار الدولي، حسبما أعلن مفاوضون يشاركون في وساطة يقودها ممثل للأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر الذي أبدى حذراً حيال التوصل إلى اتفاق وشيك.وقال بن عمر على متن الطائرة التي أقلته من صعدة، في الشمال، حيث تفاوض طوال 3 أيام للتوصل إلى وقف للنار مع زعيم التمرد الشيعي عبد الملك الحوثي «حاولت تضييق الفجوة بين الطرفين واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها كأساس للاتفاق». كما أبدى أحد المقربين من الحوثي حذراً مماثلاً، مؤكداً قبل مغادرة بن عمر صعدة «حل 98 % من المشاكل» لكنه رفض تأكيد التوصل إلى اتفاق ناجز. وأوقعت المعارك التي ازدادت حدتها منذ الخميس الماضي نحو 40 قتيلاً من جماعة «أنصار الله» وحزب الإصلاح المدعوم من الجيش كما اضطر التلفزيون الرسمي إلى قطع برامجه مؤقتاً بسبب استهدافه بقصف مدفعي. وصرح أحد المفاوضين للصحافيين الموجودين في صعدة شمال اليمن أن «زعيم التمرد عبد الملك الحوثي عين اثنين من معاونيه لتوقيع الاتفاق في صنعاء خلال ساعات.وكان مسؤولون أعلنوا الأسبوع الماضي أن الاتفاق بات وشيكاً لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد لكن المعارك سرعان ما اندلعت.وبعد الإعلان عن الاتفاق، خفت حدة المواجهات لكن إطلاق نار عشوائي ظل مسموعاً.وليست هناك أي تفاصيل حول بنود الاتفاق الذي يبدو أنه يشكل تتويجاً لجهود ممثل الأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر الذي يسعى منذ أيام للتوصل إلى اتفاق لوقف النار.ويتواجد مفاوضون باسم الرئاسة اليمنية في صعدة، معقل أنصار الله، لإجراء محادثات مع زعيم التمرد بمشاركة بن عمر.ويشترط الحوثيون لوقف القتال رحيل الحكومة التي يتهمونها بالفساد، والمشاركة في قرار تعيين الوزراء وتأمين منفذ لهم على البحر.وأجبرت الطائرات التجارية على تعليق رحلاتها إلى صنعاء، نظراً إلى وجود المطار في منطقة المعارك.وقد رفض الحوثيون الشهر الماضي اقتراحاً للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيين رئيس وزراء جديد وخفض زيادة مثيرة للجدل لأسعار الوقود. وهذان مطلبان أساسيان من مطالبهم. ومنذ أكثر من شهر، يعتصم الحوثيون وأنصارهم في صنعاء وحولها خصوصاً على الطريق المؤدي إلى المطار وخاضوا مواجهات بشكل متقطع مع قوات الأمن في شمال صنعاء قبل أن تتصاعد المعارك وتنتقل إلى العاصمة.ونظراً لاتساع رقعة المواجهات وحدتها، علنت الهيئة العامة للطيران المدني أن شركات الطيران علقت رحلاتها إلى مطار صنعاء. وأضافت الهيئة أن الإجراء الذي دخل حيز التنفيذ خلال الليل سيستمر لمدة 24 ساعة. ومن النتائج الأخرى للمواجهات الحادة، توقف الشبكات الثلاث للتلفزيون اليمني عن البث بسبب القصف الكثيف المنسوب إلى المتمردين الشيعة مستهدفاً مقرها في صنعاء، كما أعلن مسؤول في القطاع السمعي البصري.وقال المسؤول إن عمليات البث على الشبكة الأولى للتلفزيون اليمني ومحطتي اليمن وسبأ «توقفت بسبب قصف الحوثيين الذي يتواصل من دون توقف».وحقق الحوثيون تقدماً في شمال العاصمة بحسب سكان لكن القوات الحكومية تمكنت من استعادة بعض المواقع التي سيطروا عليها.يذكر أن الحوثيين خاضوا في الأشهر الأخيرة معارك ضارية مع الجيش ومع مسلحين من قبائل موالية للتجمع اليمني للإصلاح «إخوان مسلمون» وآل الأحمر الذين يتزعمون تكتل قبائل حاشد النافذة، في محافظات عمران والجوف الشماليتين، وفي ضواحي صنعاء، وتمكنوا من فرض سيطرتهم على مدينة عمران الاستراتيجية شمال صنعاء وعلى معاقل آل الأحمر. ويتهم الحوثيون بأنهم يسعون إلى السيطرة على أكبر قدر من الأراضي في شمال اليمن استباقاً لإعلان اليمن دولة اتحادية بموجب نتائج الحوار الوطني.