واشنطن - نشأت الإمام، (وكالات)
تبدأ الولايات المتحدة الاثنين تنفيذ حزمتها الثانية من العقوبات القاسية التي فرضتها على إيران، وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية على الرغم من امتثال طهران للاتفاق الذي تم التفاوض عليه في ظل إدارة أوباما. وكانت إدارة ترامب أعلنت الجمعة عن إعادة فرض العقوبات على قطاعات الشحن والمالية والطاقة الإيرانية، وهي الدفعة الثانية من العقوبات التي يتعين أن تدخل حيز التنفيذ الاثنين. واستوحى الرئيس الأمريكي تغريدة من مسلسل Game of Thrones.
وبحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فإن ترامب نشر تغريدة بصورة عليها عبارة "العقوبات قادمة" Sanctions are coming بشكل مستوحى من عبارة "الشتاء قادم" Winter is coming، وكانت العبارة تحمل إشارة واضحة لفرض العقوبات على إيران بداية من 5 نوفمبر. وأصبحت إيران بالفعل في قبضة أزمة اقتصادية، وشهدت احتجاجات متقطعة في الأشهر الأخيرة، حيث حاول المسؤولون الإيرانيون التقليل من شأن العقوبات وآثارها. وقبل شهرين كانت مراكز البحوث إيرانية تقول إن صادرات إيران من النفط ستكون عند 700 ألف برميل لليوم، بعد تطبيق العقوبات، لكن اليوم يبدو أن هذا التقدير متفائل في ظل تعاون الصين والهند مع العقوبات الأمريكية، ولن تستطيع آليات إيران للتحايل على نظام العقوبات، مثل إطفاء أجهزة الملاحة والرادار في سفن شحن النفط الإيرانية عمل الكثير حيال المشكلة.
وخارج الإطار الرسمي، فإن طلائع آثار العقوبات يمكن رؤيتها من الآن في الأسواق التي تجمد النشاط فيها انتظاراً لما تحمله الأيام المقبلة. أسعار الألبان شهدت، خلال الأسبوع الماضي، قفزة بنسبة 45 %، لتكون "تشبيباً" لقصيدة العقوبات المريرة.
ترمب أشار قبل أيام إلى أن العقوبات على إيران ستكون أشد العقوبات التي يمكن تصوُّرُها ضمن أي بلد، مؤكداً أن الطريق الوحيد لإنهائها هو الحصول على اتفاق جديد شامل ولا شيء آخر.
وتقول الولايات المتحدة إن العقوبات لا تهدف إلى الإطاحة بالحكومة، ولكن في إقناعها بتغيير سياساتها بشكل جذري، بما في ذلك دعمها للجماعات المتشددة الإقليمية وتطويرها للصواريخ البالستية بعيدة المدى.
وفي أعقاب إعلان إدارة ترامب عن فرض عقوبات جديدة على إيران، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الاثنين، تحذر الجماعات المناهضة للحرب من أن التحركات تنحي جانباً الدبلوماسية لصالح تمهيد الطريق نحو الحرب.
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو "في الخامس من نوفمبر، ستعيد الولايات المتحدة فرض العقوبات التي تم رفعها كجزء من الاتفاق النووي حول قطاعات الطاقة وبناء السفن والشحن والبنوك في إيران، وهي الركائز الأساسية للاقتصاد الإيراني وضرورية لتحفيز التغييرات التي نسعى إليها من جانب النظام"، وأضاف أن "جهود الإدارة لتغيير السلوك الإيراني أوسع نطاقاً وأعمق بكثير".
وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي، المعروف رسميا باسم خطة العمل المشتركة الشاملة، في وقت سابق من هذا العام. في المقابل، أعاد الاتحاد الأوروبي التأكيد على التزامه بالصفقة.
من جانبه قال نائب الرئيس مايك بنس "ستكون إيران تحت أكثر العقوبات الصارمة التي واجهتها على الإطلاق".
ويرى بعض المراقبين انه "من المحتمل أن يعاني الإيرانيون العاديون نتيجة لذلك، جراء هذه العقوبات".
ووصف جمال عبدي، رئيس المجلس القومي الإيراني الأمريكي، العقوبات بأنها "صفعة في وجه الشعب الإيراني الذي تم تقييده بين قمع حكومته والضغط على العقوبات الدولية لعقود". وقال "إن إفقار الإيرانيين العاديين لن يضر بالنظام أو يحقق أي مصالح أمنية أمريكية، لكنه سيضر بتطلعات الشعب الإيراني لسنوات قادمة".
ويقول بول كاويكا مارتن، المدير الأول للشؤون السياسية والشؤون السياسية في منظمة "العمل من أجل السلام"، إنه من "الفاحشة لإدارة ترامب-بنس أن تتظاهر بالقلق على الشعب الإيراني في الوقت الذي تفرض فيه عقوبات". وتابع "هي أحدث خطوة في حملة محسوبة من قبل هذا البيت الأبيض لإثارة الحرب مع إيران ".
"من خلال الإعلان أن إيران" في بداية عام 2017 ، قامت بانتهاك الانسحاب من الاتفاقية النووية الإيرانية الناجحة والمتعددة الأطراف والانسحاب منها يرى المراقبون أن هذه الإجراءات الأخيرة وضعتها الإدارة الأمريكية لخنق اقتصاد إيران ، ويخشون من أن هذه الخطوة ستقود لطريق الحرب. ومما هو مأساوي ومدمر مثلما كانت حرب العراق ، فإن الحرب مع إيران ستكون أكثر كارثية بالنسبة للمنطقة والاستقرار العالمي.
وكان الاتحاد الأوروبي انتقد هذه الخطوة، في بيان مشترك صادر عن وزراء الاتحاد الأوروبي وممثلي وزراء الخارجية في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، قالوا إنهم "يأسفون بشدة لإعادة فرض العقوبات من قبل الولايات المتحدة". وتابعوا أن الاتفاق النووي "هو العمل "ونطلق عليه" أمرًا حيويًا لأمن أوروبا والمنطقة والعالم بأسره ".
وقام ترامب الجمعة بالتغريد عن صورة "شبيهة بالتهديد" مع عبارة "العقوبات آتية في الخامس من نوفمبر" ، على ما يبدو واستخدم صورة لمسلسل شهير "صراع العروش" كصورة مصاحبة لتغريدته.
وبعد تخلي ترامب عن خطة العمل المشتركة، على ما اعتبره فشله في وقف برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ونفوذه المزعزع للاستقرار في المنطقة، دخلت أول مجموعة من العقوبات حيز التنفيذ في أغسطس الماضي. وفرضت واشنطن حظرا على بعض المعاملات والقيود بالدولار الأمريكي والقيود على العديد من القطاعات، بما في ذلك السيارات والمواد الخام الصناعية والمعادن الثمينة. والاثنين تبدأ الخطوة الثانية التي قد تكون أكثر ضرراً من التدابير التي تستهدف صناعة النفط الإيرانية، المصدر الرئيس للعملة الأجنبية.
وقد يؤدي كبح الصادرات النفطية إلى إغراق الاقتصاد الإيراني المتعثر في أزمة.
من جانبه، قال مرشد الثورة الإيراني علي خامنئي تعليقا على الوضع القائم بين إيران والولايات المتحدة، بانه "لقد أثبتت التجربة خلال كل الأعوام الماضية أن الولايات المتحدة هي الخاسرة في سجالها مع إيران، وأن مصيرها هو التلاشي لا محالة، بينما مصيرنا هو التعالي"، لتتبين وجهة النظر الإيرانية الرسمية إزاء العقوبات التي ستبدأ دفعتها الثانية، الاثنين، لتشمل قطاع النفط والطاقة والموانئ والبنوك، بعد أن شملت الدولار والذهب في دفعتها الأولى.
ولم يكن خامنئي الوحيد في تأكيد وجهة النظر هذه، فقد أشار الرئيس حسن روحاني إلى أن حزمة العقوبات الثانية يمكن أن تحمل معها بعض الصعوبات، لكن هذه الصعوبات لا تستطيع كسر العزيمة، وأن الحكومة تستطيع التغلب عليها بسهولة، على حد تعبيره.
وكان كذلك موقف نائب الرئيس الإيراني، الإصلاحي إسحاق جهانغيري، الذي قال إن "العقوبات ليست الرياح التي تستطيع ثني إيران، وإن النظام الإيراني سيخرج منتصراً من العقوبات"، مشيراً إلى أن "العالم كله رفض الموقف الأمريكي، وأن الولايات المتحدة تعيش اليوم عزلة واقعية تجعل من العقوبات أمراً غير فاعل".
وبعيداً عن الشعارات التي يطلقها السياسيون في إيران فإن الواقع شيء مختلف. انخفض بيع النفط الإيراني إلى مستويات قياسية منذ 2011، إذ تشير المعلومات إلى أرقام أعلى من مليون برميل بقليل. وحتى الصين التي وقفت خلال الموجة السابقة من العقوبات إلى جانب إيران اختارت مساراً آخر، الآن، إذ أعلنت شركة النفط الصينية الحكومية خفض وارداتها من النفط الإيراني، وأن البنوك الصينية بدأت توقف تعاونها مع إيران.
وأثار ذلك تساؤلاً في إيران مفاده "إذا كان هذا الأمر مع الصين فما بال البلدان الأخرى؟!".
بدوره، فإن الاتحاد الأوروبي الذي عولت عليه إيران كثيراً في مجال الطرق البديلة للتبادل المالي بقي كلام ساسته الآن في حدود الشعارات، على حد تعبير وزير الخارجية الإيراني، الذي أكَّد أكثر من مرة أن الموقف الأوروبي ليس مرضياً لإيران. ويتخوَّف الإيرانيون من تراجع بلدان الاتحاد الأوروبي عن تفعيل الآلية المقترحة للتبادل المالي مع إيران على أراضيها.
على أرض الواقع، فإن إيران تشرف على الهاوية، على مشارف الدفعة الثانية من العقوبات، التي يبدو أن ترمب وإدارته عازمان على ترجمتها حرفياً دون أي تنازلات.
ويعرف الإيرانيون تماماً أنهم وحيدون إلى حد كبير حيال هذه العاصفة الآتية، وأنه لا ملجأ يؤويهم هذه المرة. فحتى روحاني الذي أكد في شعاراته أن إيران ستخرج منتصرة من هذا النزال قال إن الشعب سيتحمل المزيد والمزيد من المتاعب.
متاعب يؤكدها الخبراء بشكل واضح. نائب الرئيس السابق لغرفة التجارة في إيران أشار في مقال له نشرته إحدى الصحف الاقتصادية إلى أن الوضع سيكون سيئاً للغاية، وأن الناس هم من يتحملون عبئاً مزدوجاً منشؤه العقوبات وتعنُّت المسؤولين، مؤكداً أن مزيداً من العظام ستتحطم على هذا الطريق.
من جانبه، قال سيد حسين موسويان، العضو السابق في فريق المفاوضات النووية والسفير الإيراني السابق لدى ألمانيا، إن الدفعة الثانية من العقوبات ستكون أشد وطأة من الدفعة الأولى. موسويان قال في معرض كلامه عن العقوبات إن الدفعة الأولى من العقوبات كانت مؤثرة للغاية، ولكن تأثيرها سيظل قليلاً قياساً مع هذه الدفعة الثانية التي تستهدف قطاع النفط في إيران، لأن النفط يؤمن 60 % من مصادر الموازنة العامة الإيرانية، على حد تعبيره.
تبدأ الولايات المتحدة الاثنين تنفيذ حزمتها الثانية من العقوبات القاسية التي فرضتها على إيران، وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية على الرغم من امتثال طهران للاتفاق الذي تم التفاوض عليه في ظل إدارة أوباما. وكانت إدارة ترامب أعلنت الجمعة عن إعادة فرض العقوبات على قطاعات الشحن والمالية والطاقة الإيرانية، وهي الدفعة الثانية من العقوبات التي يتعين أن تدخل حيز التنفيذ الاثنين. واستوحى الرئيس الأمريكي تغريدة من مسلسل Game of Thrones.
وبحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فإن ترامب نشر تغريدة بصورة عليها عبارة "العقوبات قادمة" Sanctions are coming بشكل مستوحى من عبارة "الشتاء قادم" Winter is coming، وكانت العبارة تحمل إشارة واضحة لفرض العقوبات على إيران بداية من 5 نوفمبر. وأصبحت إيران بالفعل في قبضة أزمة اقتصادية، وشهدت احتجاجات متقطعة في الأشهر الأخيرة، حيث حاول المسؤولون الإيرانيون التقليل من شأن العقوبات وآثارها. وقبل شهرين كانت مراكز البحوث إيرانية تقول إن صادرات إيران من النفط ستكون عند 700 ألف برميل لليوم، بعد تطبيق العقوبات، لكن اليوم يبدو أن هذا التقدير متفائل في ظل تعاون الصين والهند مع العقوبات الأمريكية، ولن تستطيع آليات إيران للتحايل على نظام العقوبات، مثل إطفاء أجهزة الملاحة والرادار في سفن شحن النفط الإيرانية عمل الكثير حيال المشكلة.
وخارج الإطار الرسمي، فإن طلائع آثار العقوبات يمكن رؤيتها من الآن في الأسواق التي تجمد النشاط فيها انتظاراً لما تحمله الأيام المقبلة. أسعار الألبان شهدت، خلال الأسبوع الماضي، قفزة بنسبة 45 %، لتكون "تشبيباً" لقصيدة العقوبات المريرة.
ترمب أشار قبل أيام إلى أن العقوبات على إيران ستكون أشد العقوبات التي يمكن تصوُّرُها ضمن أي بلد، مؤكداً أن الطريق الوحيد لإنهائها هو الحصول على اتفاق جديد شامل ولا شيء آخر.
وتقول الولايات المتحدة إن العقوبات لا تهدف إلى الإطاحة بالحكومة، ولكن في إقناعها بتغيير سياساتها بشكل جذري، بما في ذلك دعمها للجماعات المتشددة الإقليمية وتطويرها للصواريخ البالستية بعيدة المدى.
وفي أعقاب إعلان إدارة ترامب عن فرض عقوبات جديدة على إيران، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الاثنين، تحذر الجماعات المناهضة للحرب من أن التحركات تنحي جانباً الدبلوماسية لصالح تمهيد الطريق نحو الحرب.
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو "في الخامس من نوفمبر، ستعيد الولايات المتحدة فرض العقوبات التي تم رفعها كجزء من الاتفاق النووي حول قطاعات الطاقة وبناء السفن والشحن والبنوك في إيران، وهي الركائز الأساسية للاقتصاد الإيراني وضرورية لتحفيز التغييرات التي نسعى إليها من جانب النظام"، وأضاف أن "جهود الإدارة لتغيير السلوك الإيراني أوسع نطاقاً وأعمق بكثير".
وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي، المعروف رسميا باسم خطة العمل المشتركة الشاملة، في وقت سابق من هذا العام. في المقابل، أعاد الاتحاد الأوروبي التأكيد على التزامه بالصفقة.
من جانبه قال نائب الرئيس مايك بنس "ستكون إيران تحت أكثر العقوبات الصارمة التي واجهتها على الإطلاق".
ويرى بعض المراقبين انه "من المحتمل أن يعاني الإيرانيون العاديون نتيجة لذلك، جراء هذه العقوبات".
ووصف جمال عبدي، رئيس المجلس القومي الإيراني الأمريكي، العقوبات بأنها "صفعة في وجه الشعب الإيراني الذي تم تقييده بين قمع حكومته والضغط على العقوبات الدولية لعقود". وقال "إن إفقار الإيرانيين العاديين لن يضر بالنظام أو يحقق أي مصالح أمنية أمريكية، لكنه سيضر بتطلعات الشعب الإيراني لسنوات قادمة".
ويقول بول كاويكا مارتن، المدير الأول للشؤون السياسية والشؤون السياسية في منظمة "العمل من أجل السلام"، إنه من "الفاحشة لإدارة ترامب-بنس أن تتظاهر بالقلق على الشعب الإيراني في الوقت الذي تفرض فيه عقوبات". وتابع "هي أحدث خطوة في حملة محسوبة من قبل هذا البيت الأبيض لإثارة الحرب مع إيران ".
"من خلال الإعلان أن إيران" في بداية عام 2017 ، قامت بانتهاك الانسحاب من الاتفاقية النووية الإيرانية الناجحة والمتعددة الأطراف والانسحاب منها يرى المراقبون أن هذه الإجراءات الأخيرة وضعتها الإدارة الأمريكية لخنق اقتصاد إيران ، ويخشون من أن هذه الخطوة ستقود لطريق الحرب. ومما هو مأساوي ومدمر مثلما كانت حرب العراق ، فإن الحرب مع إيران ستكون أكثر كارثية بالنسبة للمنطقة والاستقرار العالمي.
وكان الاتحاد الأوروبي انتقد هذه الخطوة، في بيان مشترك صادر عن وزراء الاتحاد الأوروبي وممثلي وزراء الخارجية في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، قالوا إنهم "يأسفون بشدة لإعادة فرض العقوبات من قبل الولايات المتحدة". وتابعوا أن الاتفاق النووي "هو العمل "ونطلق عليه" أمرًا حيويًا لأمن أوروبا والمنطقة والعالم بأسره ".
وقام ترامب الجمعة بالتغريد عن صورة "شبيهة بالتهديد" مع عبارة "العقوبات آتية في الخامس من نوفمبر" ، على ما يبدو واستخدم صورة لمسلسل شهير "صراع العروش" كصورة مصاحبة لتغريدته.
وبعد تخلي ترامب عن خطة العمل المشتركة، على ما اعتبره فشله في وقف برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ونفوذه المزعزع للاستقرار في المنطقة، دخلت أول مجموعة من العقوبات حيز التنفيذ في أغسطس الماضي. وفرضت واشنطن حظرا على بعض المعاملات والقيود بالدولار الأمريكي والقيود على العديد من القطاعات، بما في ذلك السيارات والمواد الخام الصناعية والمعادن الثمينة. والاثنين تبدأ الخطوة الثانية التي قد تكون أكثر ضرراً من التدابير التي تستهدف صناعة النفط الإيرانية، المصدر الرئيس للعملة الأجنبية.
وقد يؤدي كبح الصادرات النفطية إلى إغراق الاقتصاد الإيراني المتعثر في أزمة.
من جانبه، قال مرشد الثورة الإيراني علي خامنئي تعليقا على الوضع القائم بين إيران والولايات المتحدة، بانه "لقد أثبتت التجربة خلال كل الأعوام الماضية أن الولايات المتحدة هي الخاسرة في سجالها مع إيران، وأن مصيرها هو التلاشي لا محالة، بينما مصيرنا هو التعالي"، لتتبين وجهة النظر الإيرانية الرسمية إزاء العقوبات التي ستبدأ دفعتها الثانية، الاثنين، لتشمل قطاع النفط والطاقة والموانئ والبنوك، بعد أن شملت الدولار والذهب في دفعتها الأولى.
ولم يكن خامنئي الوحيد في تأكيد وجهة النظر هذه، فقد أشار الرئيس حسن روحاني إلى أن حزمة العقوبات الثانية يمكن أن تحمل معها بعض الصعوبات، لكن هذه الصعوبات لا تستطيع كسر العزيمة، وأن الحكومة تستطيع التغلب عليها بسهولة، على حد تعبيره.
وكان كذلك موقف نائب الرئيس الإيراني، الإصلاحي إسحاق جهانغيري، الذي قال إن "العقوبات ليست الرياح التي تستطيع ثني إيران، وإن النظام الإيراني سيخرج منتصراً من العقوبات"، مشيراً إلى أن "العالم كله رفض الموقف الأمريكي، وأن الولايات المتحدة تعيش اليوم عزلة واقعية تجعل من العقوبات أمراً غير فاعل".
وبعيداً عن الشعارات التي يطلقها السياسيون في إيران فإن الواقع شيء مختلف. انخفض بيع النفط الإيراني إلى مستويات قياسية منذ 2011، إذ تشير المعلومات إلى أرقام أعلى من مليون برميل بقليل. وحتى الصين التي وقفت خلال الموجة السابقة من العقوبات إلى جانب إيران اختارت مساراً آخر، الآن، إذ أعلنت شركة النفط الصينية الحكومية خفض وارداتها من النفط الإيراني، وأن البنوك الصينية بدأت توقف تعاونها مع إيران.
وأثار ذلك تساؤلاً في إيران مفاده "إذا كان هذا الأمر مع الصين فما بال البلدان الأخرى؟!".
بدوره، فإن الاتحاد الأوروبي الذي عولت عليه إيران كثيراً في مجال الطرق البديلة للتبادل المالي بقي كلام ساسته الآن في حدود الشعارات، على حد تعبير وزير الخارجية الإيراني، الذي أكَّد أكثر من مرة أن الموقف الأوروبي ليس مرضياً لإيران. ويتخوَّف الإيرانيون من تراجع بلدان الاتحاد الأوروبي عن تفعيل الآلية المقترحة للتبادل المالي مع إيران على أراضيها.
على أرض الواقع، فإن إيران تشرف على الهاوية، على مشارف الدفعة الثانية من العقوبات، التي يبدو أن ترمب وإدارته عازمان على ترجمتها حرفياً دون أي تنازلات.
ويعرف الإيرانيون تماماً أنهم وحيدون إلى حد كبير حيال هذه العاصفة الآتية، وأنه لا ملجأ يؤويهم هذه المرة. فحتى روحاني الذي أكد في شعاراته أن إيران ستخرج منتصرة من هذا النزال قال إن الشعب سيتحمل المزيد والمزيد من المتاعب.
متاعب يؤكدها الخبراء بشكل واضح. نائب الرئيس السابق لغرفة التجارة في إيران أشار في مقال له نشرته إحدى الصحف الاقتصادية إلى أن الوضع سيكون سيئاً للغاية، وأن الناس هم من يتحملون عبئاً مزدوجاً منشؤه العقوبات وتعنُّت المسؤولين، مؤكداً أن مزيداً من العظام ستتحطم على هذا الطريق.
من جانبه، قال سيد حسين موسويان، العضو السابق في فريق المفاوضات النووية والسفير الإيراني السابق لدى ألمانيا، إن الدفعة الثانية من العقوبات ستكون أشد وطأة من الدفعة الأولى. موسويان قال في معرض كلامه عن العقوبات إن الدفعة الأولى من العقوبات كانت مؤثرة للغاية، ولكن تأثيرها سيظل قليلاً قياساً مع هذه الدفعة الثانية التي تستهدف قطاع النفط في إيران، لأن النفط يؤمن 60 % من مصادر الموازنة العامة الإيرانية، على حد تعبيره.