باريس - لوركا خيزران

تلوح في الأفق أزمة دبلوماسية جديدة بين فرنسا وإيطاليا بعد نشر فيديو يظهر عناصر من الشرطة الفرنسية تنزل 3 مهاجرين غير شرعيين على الحدود الإيطالية الفرنسية عند قرية كليفاني وإرسالهم إلى الجانب الإيطالي.

وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني الذي نشر الفيديو سارع على الفور إلى الإعلان عن إرسال الشرطة الإيطالية للقيام بدوريات على الحدود مع فرنسا لمنع دخول مهاجرين تريد فرنسا طردهم.

وتقع قرية كلافيير التي حدثت فيها الواقعة بالمنطقة الحدودية شمال إيطاليا وتعد نقطة عبو للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى فرنسا

ملامح الازمة الدبلوماسية بدت واضحة إثر نشر الفيديو الذي صوره أحد سكان القرية ونشره ووزير الداخلية الإيطالي ويظهر مركبة تابعة للشرطة الفرنسية وهي تنزل 3 مهاجرين على الجانب الإيطالي من الحدود ثم تعود باتجاه الجانب الفرنسي.

الجانب الإيطالي على لسان وزير داخليته اعتبر أن تصرف الشرطة الفرنسية "تعد على السيادة الإيطالية"، داعيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لـ"تقديم توضيحات".

وفي تصريحات صحافية قال رئيس بلدية القرية فراكو كابرا "ماحدث ليس بجديد لست متأكدا من قوانين الترحيل لكنني أعرف ما يحدث هنا مؤخرا الشرطة الفرنسية أحضرت مهاجرين إلى الحدود الفرنسية الإيطالية وأنزلتهم في أرضنا".

وقال إيغو جاك وهو أحد سكان القرية لـ"الوطن" إن "ما حدث هو إجراء اعتيادي، بين الفترة والاخرى نشاهد سيارات تابعة للشرطة الفرنسية تنزل مهاجرين وترسلهم لداخل القرية".

إيف مورجان، صاحبة متجر في القرية، قالت أيضا "هنا تحدث هذه الامور بشكل شبه يومي لكن هذه المرة تتم اثارة القضية بهذا الشكل، والسلطات الفرنسية اعترفت بالواقعة أيضا"، لكن من دون أي توضيح.

وفي جبال الألب الفرنسية والإيطالية الكثير من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى فرنسا معرضين حياتهم وحياة من يساعدهم للخطر بينما يحاول المتطرفون وضع الحواجز بطريقهم لمنعهم من دخول المنطقة.

ومن يحالفه الحظ بالوصول إلى فرنسا قد يتخلى عنه الحظ مرة أخرى إذا وقع بيد الشرطة الفرنسية على الحدود لتعيده مجددا إلى الجانب الإيطالي.

ومنذ أعوام، مازال العديد من المهاجرين يجازفون بحياتهم للوصول إلى فرنسا من إيطاليا من خلال عبور جبال الألب على الطرق النائية لتجنب الضوابط. وتنتهي رحلتهم أحيانا بحدوث مأساة. وقد فقد الكثيرون حياتهم مؤخرا. يقوم جزء من السكان المحليين على جانبي الحدود، خاصة في جبال الألب العليا بمساعدتهم أو حتى الاعتناء بهم في غياب نظام استقبال رسمي بينما يحاول ناشطون من اليمين المتطرف إيقافهم.

ويرتاد قرية كلافيير في جبال الألب بإيطاليا عشاق التزلج في فصل الشتاء. لكن في هذا اليوم الربيعي، يقف جهاز شرطة غير عادي على أبواب القرية. وعلى بعد بضع مئات من الأمتار، على الجانب الآخر من الحدود، هناك تظاهرة .

وتسببت أعداد المهاجرين المتزادية بأزمات دبلوماسية متوالية بين إيطاليا وفرنسا، ومنذ يناير الماضي رحلت السلطات الفرنسية أكثر من 40 ألف مهاجر إلى إيطاليا التي لا تقدم أي معونات أو ضمانات لحياة كريمة للاجئ عكس فرنسا التي يحتوي نظام الهجرة لديها على اعانات محددة تتضمن النقود والسكن والتعليم والصحة.