عواصم - (وكالات): قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر إن الحكومة توصلت إلى اتفاق لإنهاء القتال مع ميليشيا الحوثيين الشيعة الذين نقلوا تمردهم شمال البلاد إلى العاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي وترسخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد. وجاءت تصريحات بن عمر قبل أن تشتعل النيران أمس في مبنى التلفزيون القريب من منشآت حيوية أخرى مع استمرار قصف المتمردين للمبنى بقذائف «مورتر» لليوم الثالث على التوالي، بينما بث التلفزيون اليمني رسالة مكتوبة تدعو منظمات محلية ودولية للتدخل لإنقاذ العاملين من القصف، قبل أن تؤكد تقاير استيلاء الحوثيين على التلفزيون بعد انسحاب قوات الجيش.ولاتزال الرحلات الدولية معلقة إلى مطار صنعاء شمال العاصمة حيث المعارك مستمرة، مع فرض السلطات حظر للتجول في صنعاء. وأعلن مصدر ملاحي أن «تعليق رحلات الشركات العربية والأجنبية لايزال سارياً»، بينما أكد سكان أحياء قريبة من المطار أن حركة الملاحة شبه متوقفة.والطائرة الوحيدة التي حطت في المطار كانت عسكرية نقلت بن عمر عند عودته من صعدة معقل المتمردين الشيعة شمال اليمن دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال بن عمر للصحافيين بعد 3 أيام من المفاوضات مع زعيم التمرد الشيعي عبد الملك الحوثي «حاولت تضييق الفجوة بين الطرفين واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها أساساً لاتفاق».ولدى استقباله في الوقت نفسه سفراء البلدان الداعمة للاتفاق السياسي الذي تنحى بموجبه عن الحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وصف الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي الهجوم الذي يشنه المتمردون الشيعة أنصار الله في العاصمة بأنه «محاولة انقلاب». ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن الرئيس اليمني قوله إن إطلاق النار على مقر التلفزيون اليمني الذي قطع أمس الأول برامجه طوال ساعة وعلى منشآت رسمية أخرى، يؤكد هذا المسار الانقلابي. وفي وقت لاحق، دعا الرئيس اليمني إلى تسوية سياسية مع المتمردين الشيعة بوساطة الأمم المتحدة.ولم يقدم بن عمر أو السلطات اليمنية أي إيضاح حول احتمال استئناف المحادثات في شأن الهدنة. وأفادت مصادر طبية بأن 3 مدنيين قتلوا في قصف على شارع الثلاثين الرئيس شمال غرب صنعاء، القريب من جامعة الإمام التي يحاول مقاتلو أنصار الله انتزاع السيطرة عليها من المقاتلين السنة في حزب الإصلاح.ويضاف هؤلاء إلى 18 قتيلاً مدنياً سقطوا في القطاع نفسه منذ 3 أيام، كما أفادت مصادر طبية.وقال سكان وأقارب ضحايا إن 16 شخصاً قتلوا وأن 10 منهم من عائلة واحدة كانوا يحاولون الفرار من منزلهم في حي شملان شمال العاصمة.وذكرت مصادر طبية أن 13 من الحوثيين قتلوا في مواجهات مع الجيش في العاصمة. ولازم سكان الأحياء القريبة من مناطق القتال منازلهم.وسقطت على مقر القيادة السابق للواء الأول مدرع القريب من جامعة الإمام، قذائف أطلقها متمردون شيعة، فارتفعت في السماء سحب الدخان. وطلبت جامعة صنعاء في القطاع نفسه من الطلاب أخذ إجازة إلزامية حتى منتصف أكتوبر المقبل بعد سقوط عدد من القذائف في حرمها. وقالت وكالة سبأ إن وزارة التعليم أعلنت توقف الدراسة بصفة مؤقتة اعتباراً من اليوم من أجل سلامة الطلاب والمدرسين. وذكر سكان أن إحدى أكبر أسواق العاصمة، سوق علي المحسن، وسط منطقة المعارك، مغلق منذ 3 أيام. ويشترط الحوثيون لوقف القتال رحيل الحكومة التي يتهمونها بالفساد، والمشاركة في قرار تعيين الوزراء وتأمين منفذ لهم على البحر. وقد رفض الحوثيون الشهر الماضي اقتراحاً للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيين رئيس وزراء جديد وخفض زيادة مثيرة للجدل لأسعار الوقود. وهذان مطلبان أساسيان من مطالبهم. ومنذ أكثر من شهر، يعتصم الحوثيون وأنصارهم في صنعاء وحولها وخصوصاً على الطريق المؤدي إلى المطار وخاضوا مواجهات بشكل متقطع مع قوات الأمن شمال صنعاء قبل أن تتصاعد حدة المعارك وتنتقل إلى العاصمة.
International
الاتفاق على هدنة باليمن والحوثيون يستولون على التلفزيون
21 سبتمبر 2014