* الحسيني يندد بمواقف نصرالله تجاه البحرين وتدخله في شؤونها الداخلية
* تدخل نصرالله في شؤون البحرين يتعارض مع سياسة لبنان بخصوص النأي بالنفس
* الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية تدفع بإيران نحو مزيد من العزلة
* ارتفاع الأدرينالين عند نصرالله نتيجة مخاوف طرد حزبه من سوريا والعقوبات الأمريكية على إيران
وليد صبري
سخر الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني من الخطاب الأخير للأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله - الحزب المصنف إرهابياً بحرينياً وخليجياً وعربياً وأمريكياً - مشيراً إلى أن "حسن نصرالله يعاني من ارتفاع "الأدرينالين"!"، مندداً في الوقت ذاته، "بمواقف نصرالله تجاه البحرين والتدخل في شؤونها الداخلية"، موضحاً أن "هذا يتعارض مع سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان".
وأضاف العلامة الحسيني في تصريحات خاصة لـ "الوطن" أن "أكثر شيء مثير للسخرية والتهكم، ما جاء في الخطاب الأخير لنصرالله، لاسيما ما يتعلق بالتذكير الدائم بالويلات التي تصيب الشعب اليمني نتيجة الحرب، وهو يسعى من خلال ذلك وبشكل واضح لا لبس فيه إلى التغطية على دور حزبه وراعيته إيران من الخلف في التدخلات السافرة والمثيرة للاستهجان في سوريا والعراق وفي كل الدول التي تتدخل فيها ضد إرادة شعوبها".
وفيما يتعلق بالبحرين، ندد العلامة الحسيني "بمواقف نصرالله تجاه البحرين والتدخل في شؤونها الداخلية"، موضحاً أن "هذا يتعارض مع سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان".
وذكر الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان أن "هناك وشائج قوية وغير عادية تربط "حزب الله" وإيران، تتضح معالمها عند الأوضاع والظروف التي تواجهها الأخيرة، فكلما كانت إيران هادئة وأمورها على ما يرام، نرى حسن نصرالله مسالماً ووديعاً ويمد يده للآخرين، ولكن عندما تتلبد الغيوم في طهران وتعصف الأوضاع بالنظام وتجعله في موقف عصيب، لذلك فإن نصر الله ينقلب إلى نمر كاسر ويقوم بالتهديد والوعيد يسرة ويمنة مع تجديد لبيعته الأبدية لـ "الولي الفقيه" ونظامه".
العلامة الحسيني أشار إلى أن "الخطاب الأخير لنصر الله والذي كان استثنائياً وغير مسبوق بالمرة، لا يمكن أبداً عزله عما يجري من أحداث وتطورات في إيران، خصوصاً وأن الظروف والأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية تدفع بإيران نحو المزيد من العزلة".
وسخر العلامة الحسيني من نصرالله قائلاً إن "أمين عام "حزب الله"، ومن بعده حزبه ومن ثم إيران وعلى رأسها "الولي الفقيه" يعانون من ارتفاع بـ "الأدرينالين" نتيجة للإخفاقات في الداخل الإيراني والخارج وهذا ينعكس بطبيعة الحال على نصرالله وحزبه في لبنان، وحالة الخوف من القادم الحتمي من تغيرات في المنطقة وعلى رأسها سوريا التي سوف تطرد نصر الله وحزبه في القريب العاجل، لأنهم دخلوا إليها كمرتزقة ومحتلين ونهاية المحتل والظالم يعرفها نصرالله تماماً، ويبدو ذلك جلياً في خطابه المتسم بدرجة عالية جداً من الانفعالية والتوتر".
ورأى الحسيني أن "أكثر شيء مثير للسخرية والتهكم، هو ما جاء في خطابه بخصوص التذكير الدائم بالويلات التي تصيب الشعب اليمني نتيجة الحرب، وهو يسعى من خلال ذلك وبشكل واضح لا لبس فيه إلى التغطية على دور حزبه وراعيته إيران من الخلف في التدخلات السافرة والمثيرة للاستهجان في سوريا والعراق وفي كل الدول التي تتدخل فيها ضد ارادة شعوبها".
وأوضح العلامة الحسيني أن "سبب توتر نصر الله في خطابه الذي ألقاه مؤخرا والذي يظهر -بعد العقوبات الأمريكية على حزبه- تحرك يبرز سعيه لأخذ صلاحيات سياسية أوسع وأكثر في النظام السياسي في لبنان ولكن هذا لايمكن تحقيقه بوجود اتفاق الطائف الذي حدد صلاحيات وحصة كل طائفة، لذا فإن نصرالله يعطل الحياة السياسية الآن ويسعى لإنهاء اتفاق الطائف ويدعو لمؤتمر وطني تأسيسي، يُفصِله حسب مصالحه ويمكنه من السيطرة على لبنان بشكل رسمي".
واعتبر الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان أنه "يبدو هذا الأمر وبكل وضوح أنه مسعى إيراني للانقلاب أو الالتفاف على الواقع والدفع قسراً باتجاه فرض إملاءات واقع جديد يكون لنصرالله وحزبه حصة الأسد وكلمة الحسم على حساب الجميع في لبنان، وهذا ما يمكن تفسيره أيضاً بأنه مقدمة لإعلان ما يمكن تشبيهه بحالة حرب في الأفق القريب".
وأضاف العلامة الحسيني أن "ارتفاع الأدرينالين عند نصرالله أكثر من غيره يأتي لسببين، أولهما هو احتمال وارد جداً بطرد حزبه من سوريا وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على موقفه وموقف الحزب سلباً، والثاني، العقوبات الأمريكية المفروضة على حزبه وعلى النظام في إيران والظروف الصعبة جداً التي تواجهه، تجعل المستقبل يبدو حالكاً بالنسبة لـ "حزب الله"".
وتابع أنه "كما هو معروف عن إيران وعندما تصبح في موقف خطير وتجد التهديدات تحدق بها فإنها تلجأ إلى اختلاق مشاكل وأزمات وحتى إثارة حروب ومواجهات من أجل تخفيف حالة الضغط والتهديد ضدها"، موضحاً أن "نصر الله الذي يسير على خطى ولي نعمته يمكن أن يبادر إلى نفس الشيء سعياً منه إلى تغيير مسارات الأمور والأوضاع وضمان مستقبله الذي يتجه ليصبح على كف عفريت".
وقال إن "التهديد المباشر والصريح للرئيس المكلف سعد الحريري بإعادة المفاوضات إلى نقطة الصفر، ووضع مجموعة مطالب تعجيزية يعرف نصر الله أنه لا يمكن تلبيتها، مع تكرار الاتهامات بحق المملكة العربية السعودية وبشكل خاص بعد الزعم بأنها كانت تسعى لإثارة الفتنة المذهبية في مرحلة سابقة، يمكن ربطهما ببعضهما من حيث أن الخطاب الأخير لم يكن بوحي خاص من نصر الله وإنما كانت هناك أيضاً لقاءات له من طهران ولاسيما وأن مصير نصرالله مرتبط بمصير إيران وأن أي تهديد ضد الأخيرة يمس ويٶثر على نصر الله وحزبه، خصوصاً وأن كل الحجج المحلية التي ساقها تأتي متأخرة جداً، وخارج السياق، وبعد أن انتهت مرحلة التفاوض الحكومي".
وأوضح العلامة الحسيني أن "الأوضاع في إيران والمنطقة والتي تسير بخطى متسارعة وحتى غير اعتيادية، هي من السرعة، حيث لم يعد بمقدور إيران أو الأمين العام لـ "حزب الله"، مجاراتها واستيعابها، لاسيما بعد أن دخلت أطراف أخرى في قضايا إقليمية كانت إيران لأعوام خلت بمثابة الآمرة الناهية فيها".
وذكر أنه "لا شك في أن الدورين الروسي والتركي لا يسيران وفق مزاج وهوى إيران، بل وحتى يمكن القول إن آخر ما قد يفكران به هو إيران، ذلك أنه وطبقاً لأبسط المبادئ السياسية فإن تراجع دور أي طرف في أية قضية وعدم تمكنه من وقف التراجع، يعني ذلك عليه التوقع بأن لهذا التراجع ضريبة ليس فقط على المسار الذي تراجع فيه فحسب وإنما على مسارات أخرى، وحتى أن اعتبار نصرالله الدعوات الدولية لوقف الحرب في اليمن تأتي على خلفية قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، تصور غير دقيق بالمرة وسعي من أجل العمل باتجاه منح شيء من القوة والعزم لحلفاء إيران في اليمن من الانقلابيين الحوثيين والتأثير على الموقف السعودي المناصر للشرعية في اليمن، ولكن من الصعب جداً أن يحقق نصرالله هدفه، لاسيما بعد التصريحات والمواقف الدولية التي أدانت الحوثيين مؤخراً وحتى ما بات يتردد عن احتمال إدراجهم على قائمة الإرهاب".
* تدخل نصرالله في شؤون البحرين يتعارض مع سياسة لبنان بخصوص النأي بالنفس
* الأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية تدفع بإيران نحو مزيد من العزلة
* ارتفاع الأدرينالين عند نصرالله نتيجة مخاوف طرد حزبه من سوريا والعقوبات الأمريكية على إيران
وليد صبري
سخر الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني من الخطاب الأخير للأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله - الحزب المصنف إرهابياً بحرينياً وخليجياً وعربياً وأمريكياً - مشيراً إلى أن "حسن نصرالله يعاني من ارتفاع "الأدرينالين"!"، مندداً في الوقت ذاته، "بمواقف نصرالله تجاه البحرين والتدخل في شؤونها الداخلية"، موضحاً أن "هذا يتعارض مع سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان".
وأضاف العلامة الحسيني في تصريحات خاصة لـ "الوطن" أن "أكثر شيء مثير للسخرية والتهكم، ما جاء في الخطاب الأخير لنصرالله، لاسيما ما يتعلق بالتذكير الدائم بالويلات التي تصيب الشعب اليمني نتيجة الحرب، وهو يسعى من خلال ذلك وبشكل واضح لا لبس فيه إلى التغطية على دور حزبه وراعيته إيران من الخلف في التدخلات السافرة والمثيرة للاستهجان في سوريا والعراق وفي كل الدول التي تتدخل فيها ضد إرادة شعوبها".
وفيما يتعلق بالبحرين، ندد العلامة الحسيني "بمواقف نصرالله تجاه البحرين والتدخل في شؤونها الداخلية"، موضحاً أن "هذا يتعارض مع سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان".
وذكر الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان أن "هناك وشائج قوية وغير عادية تربط "حزب الله" وإيران، تتضح معالمها عند الأوضاع والظروف التي تواجهها الأخيرة، فكلما كانت إيران هادئة وأمورها على ما يرام، نرى حسن نصرالله مسالماً ووديعاً ويمد يده للآخرين، ولكن عندما تتلبد الغيوم في طهران وتعصف الأوضاع بالنظام وتجعله في موقف عصيب، لذلك فإن نصر الله ينقلب إلى نمر كاسر ويقوم بالتهديد والوعيد يسرة ويمنة مع تجديد لبيعته الأبدية لـ "الولي الفقيه" ونظامه".
العلامة الحسيني أشار إلى أن "الخطاب الأخير لنصر الله والذي كان استثنائياً وغير مسبوق بالمرة، لا يمكن أبداً عزله عما يجري من أحداث وتطورات في إيران، خصوصاً وأن الظروف والأوضاع الداخلية والإقليمية والدولية تدفع بإيران نحو المزيد من العزلة".
وسخر العلامة الحسيني من نصرالله قائلاً إن "أمين عام "حزب الله"، ومن بعده حزبه ومن ثم إيران وعلى رأسها "الولي الفقيه" يعانون من ارتفاع بـ "الأدرينالين" نتيجة للإخفاقات في الداخل الإيراني والخارج وهذا ينعكس بطبيعة الحال على نصرالله وحزبه في لبنان، وحالة الخوف من القادم الحتمي من تغيرات في المنطقة وعلى رأسها سوريا التي سوف تطرد نصر الله وحزبه في القريب العاجل، لأنهم دخلوا إليها كمرتزقة ومحتلين ونهاية المحتل والظالم يعرفها نصرالله تماماً، ويبدو ذلك جلياً في خطابه المتسم بدرجة عالية جداً من الانفعالية والتوتر".
ورأى الحسيني أن "أكثر شيء مثير للسخرية والتهكم، هو ما جاء في خطابه بخصوص التذكير الدائم بالويلات التي تصيب الشعب اليمني نتيجة الحرب، وهو يسعى من خلال ذلك وبشكل واضح لا لبس فيه إلى التغطية على دور حزبه وراعيته إيران من الخلف في التدخلات السافرة والمثيرة للاستهجان في سوريا والعراق وفي كل الدول التي تتدخل فيها ضد ارادة شعوبها".
وأوضح العلامة الحسيني أن "سبب توتر نصر الله في خطابه الذي ألقاه مؤخرا والذي يظهر -بعد العقوبات الأمريكية على حزبه- تحرك يبرز سعيه لأخذ صلاحيات سياسية أوسع وأكثر في النظام السياسي في لبنان ولكن هذا لايمكن تحقيقه بوجود اتفاق الطائف الذي حدد صلاحيات وحصة كل طائفة، لذا فإن نصرالله يعطل الحياة السياسية الآن ويسعى لإنهاء اتفاق الطائف ويدعو لمؤتمر وطني تأسيسي، يُفصِله حسب مصالحه ويمكنه من السيطرة على لبنان بشكل رسمي".
واعتبر الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان أنه "يبدو هذا الأمر وبكل وضوح أنه مسعى إيراني للانقلاب أو الالتفاف على الواقع والدفع قسراً باتجاه فرض إملاءات واقع جديد يكون لنصرالله وحزبه حصة الأسد وكلمة الحسم على حساب الجميع في لبنان، وهذا ما يمكن تفسيره أيضاً بأنه مقدمة لإعلان ما يمكن تشبيهه بحالة حرب في الأفق القريب".
وأضاف العلامة الحسيني أن "ارتفاع الأدرينالين عند نصرالله أكثر من غيره يأتي لسببين، أولهما هو احتمال وارد جداً بطرد حزبه من سوريا وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على موقفه وموقف الحزب سلباً، والثاني، العقوبات الأمريكية المفروضة على حزبه وعلى النظام في إيران والظروف الصعبة جداً التي تواجهه، تجعل المستقبل يبدو حالكاً بالنسبة لـ "حزب الله"".
وتابع أنه "كما هو معروف عن إيران وعندما تصبح في موقف خطير وتجد التهديدات تحدق بها فإنها تلجأ إلى اختلاق مشاكل وأزمات وحتى إثارة حروب ومواجهات من أجل تخفيف حالة الضغط والتهديد ضدها"، موضحاً أن "نصر الله الذي يسير على خطى ولي نعمته يمكن أن يبادر إلى نفس الشيء سعياً منه إلى تغيير مسارات الأمور والأوضاع وضمان مستقبله الذي يتجه ليصبح على كف عفريت".
وقال إن "التهديد المباشر والصريح للرئيس المكلف سعد الحريري بإعادة المفاوضات إلى نقطة الصفر، ووضع مجموعة مطالب تعجيزية يعرف نصر الله أنه لا يمكن تلبيتها، مع تكرار الاتهامات بحق المملكة العربية السعودية وبشكل خاص بعد الزعم بأنها كانت تسعى لإثارة الفتنة المذهبية في مرحلة سابقة، يمكن ربطهما ببعضهما من حيث أن الخطاب الأخير لم يكن بوحي خاص من نصر الله وإنما كانت هناك أيضاً لقاءات له من طهران ولاسيما وأن مصير نصرالله مرتبط بمصير إيران وأن أي تهديد ضد الأخيرة يمس ويٶثر على نصر الله وحزبه، خصوصاً وأن كل الحجج المحلية التي ساقها تأتي متأخرة جداً، وخارج السياق، وبعد أن انتهت مرحلة التفاوض الحكومي".
وأوضح العلامة الحسيني أن "الأوضاع في إيران والمنطقة والتي تسير بخطى متسارعة وحتى غير اعتيادية، هي من السرعة، حيث لم يعد بمقدور إيران أو الأمين العام لـ "حزب الله"، مجاراتها واستيعابها، لاسيما بعد أن دخلت أطراف أخرى في قضايا إقليمية كانت إيران لأعوام خلت بمثابة الآمرة الناهية فيها".
وذكر أنه "لا شك في أن الدورين الروسي والتركي لا يسيران وفق مزاج وهوى إيران، بل وحتى يمكن القول إن آخر ما قد يفكران به هو إيران، ذلك أنه وطبقاً لأبسط المبادئ السياسية فإن تراجع دور أي طرف في أية قضية وعدم تمكنه من وقف التراجع، يعني ذلك عليه التوقع بأن لهذا التراجع ضريبة ليس فقط على المسار الذي تراجع فيه فحسب وإنما على مسارات أخرى، وحتى أن اعتبار نصرالله الدعوات الدولية لوقف الحرب في اليمن تأتي على خلفية قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، تصور غير دقيق بالمرة وسعي من أجل العمل باتجاه منح شيء من القوة والعزم لحلفاء إيران في اليمن من الانقلابيين الحوثيين والتأثير على الموقف السعودي المناصر للشرعية في اليمن، ولكن من الصعب جداً أن يحقق نصرالله هدفه، لاسيما بعد التصريحات والمواقف الدولية التي أدانت الحوثيين مؤخراً وحتى ما بات يتردد عن احتمال إدراجهم على قائمة الإرهاب".