يوسف ألبي
في عالم كرة القدم نشاهد هناك بعض المغالطات وتغيير واضح للحقائق، والذي يقع من بعض القنوات الفضائية والصحف التي تعطي وتزج بمعلومات غير صحيحة. فلا شك أن هذا السيناريو سينعكس بشكل سلبي على متابعي اللعبة الأشهر في العالم.
قناة beIN SPORTS القطرية حاولت التمويه على المشاهد العربي وخداعه، مستغلة في ذلك حقوقها الحصرية في نقل المباريات والبطولات الكبيرة، لتبث رسائلها بتعمد خبيث، ولا غرابة في ذلك فهذه القناة خرجت من رحم أمها قناة الجزيرة ذات السمعة السيئة والمعروفة لدى الجميع.
beIN SPORTS القطرية روجت دائماً عبر شاشتها أن هناك خمسة دوريات كبرى في أوروبا، وهي أسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا بالإضافة لفرنسا، وهذا هو الترويج الخاطئ والمتعمد من هذه القناة والتي تهدف إلى ترسيخ هذه المعلومة الخاطئة في ذهن المشاهد بأن الدوريات الكبرى في أوروبا هي خمسة دوريات، وتتبع هذه القناة وبخبث كبير قاعدة اكذب ثم اكذب حتى يصدقوك.
وما أرغب في تأكيده هنا ومن باب الأمانة الصحفية التي تحتم علينا قول الحقائق فقط دون سواها، إن الدوريات الكبرى هي أربعة فقط، وليست خمسة كما تروج وتقول beIN SPORTS القطرية، وهي الليغا والبريميرليغ والكاتشيو والبونسدليغا، ولا مكان للدوري الفرنسي بين كبار الدوريات في القارة العجوز.
ولكن بسبب شراء جهاز قطر للاستثمار التابعة للحكومة القطرية لنادي الأمراء في فرنسا وهو باريس سان جيرمان الذي يرأسه رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي منذ عام 2011، بدأت قناة beIN SPORTS الشهيرة والصحف القطرية بتزييف الحقائق وإدراج اسم الدوري الفرنسي ضمن الدوريات الكبرى، لتنتقل العدوى الخاطئة للقنوات والصحف الخليجية والعربية، وهذا الخبث الإعلامي لا نستغربه للأسباب التي ذكرتها آنفاً.
ومن أهم الأسباب والمبررات التي تؤكد وتبرهن لنا جميعاً أن الدوري الفرنسي ليس من الدوريات الكبرى في القارة العجوز هو موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي يذكر عبر صفحته الرئيسة أن الدوريات الكبرى أربعة وهي إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا ولم يتم إدراج فرنسا معهم، وحتى الصحف الأوروبية الشهيرة أيضاً دائماً ما تذكر البيغ 4 وتتجاهل الدوري الفرنسي، فضلاً أنه عبر التاريخ لم يصنف الدوري الفرنسي بأنه الأفضل في أوروبا، بعكس الدول الأربع الكبرى التي تبادلت في حقبات وفترات معينة صدارة تصنيف الدوري الأفضل في القارة العجوز والعالم، كما أن في البطولات الأوروبية دائماً ما يتم تصنيف فرنسا في الدرجة B، ومنذ استحداث دوري أبطال أوروبا قبل عقدين من الزمن وبالتحديد في عام 1998 إلى يومنا هذا، لم تحصل فرنسا على التصنيف A إطلاقاً، كما أن توزيع المقاعد في البطولات الأوروبية تعطي الأفضلية للدول الأربع بفارق كبير على حساب فرنسا، وهذا دليل أن الدوري الفرنسي ليس ضمن الكبار في أوروبا.
وفي المسابقات التابعة للاتحاد الأوروبي دائماً ما نشاهد حضوراً ضعيفاً للأندية الفرنسية، ففي دوري أبطال أوروبا البطولة الأهم والأمجد في القارة العجوز لم نشاهد سوى تتويج واحد لأنديتها منذ أن بدأت البطولة في عام 1955 إلى الآن وكان ذلك عن طريق أولمبيك مارسيليا، حين توج بالبطولة موسم 1993 بعد تغلبه على العريق إي سي ميلان الإيطالي بهدف دون مقابل، في المباراة النهائية الشهيرة التي أقيمت على الملعب الأولمبي في ميونيخ بألمانيا، وبخلاف ذلك كان أفضل حضور لها وصافة البطولة خمس مرات من خلال أندية مارسيليا أيضاً في موسم 1991 وإستاد ريمس مرتين عامي 1956 و 1959 وسانت إتيان موسم 1976 وموناكو عام 2004، وغير ذلك كانت أندية فرنسا تشارك للحضور لا أكثر ولا أقل.
وفي الدوري الأوروبي البطولة الثانية من حيث القوة والقيمة في أوروبا، لم تحرز أندية فرنسا لقب البطولة الممتد تاريخها لقرابة النصف قرن، فقد اكتفوا بتحقيق المركز الثاني خمس مرات ثلاث منها مع مارسيليا أعوام 1999 و2004 و2018 ومرة واحدة من خلال كل من باستيا وبوردو عامي 1978 و1996، بعد أن خسروا أمام كل من إيندهوفن الهولندي وبايرن ميونيخ الألماني، ولم يختلف الحال في كأس السوبر الأوروبي، حيث لم تحصل الأندية الفرنسية على لقب البطولة ولا مرة في تاريخها، وهذا دليل قاطع على ضعف الدوري الفرنسي وأنديتها.
أما في كأس الكؤوس الأوروبية التي أنشأت في عام 1960 وتم إلغاؤها في 1999، ظفرت فرنسا بلقب واحد فقط بإمضاء باريس سان جيرمان وكان ذلك في موسم 1996 بعد فوزه على رابيد فيينا النمساوي، في المباراة النهائية التي أجريت على ملعب الملك بودوان في بلجيكا، وباستثناء ذلك كان أفضل إنجاز للأندية الفرنسية الحصول على وصافة البطولة مرتين عبر كل من باريس سان جيرمان و موناكو.
وبسبب ضعف مردود الأندية الفرنسية في أبطال أوروبا، لم تنل أنديتها شرف المشاركة في كأس أندية العالم سواء بمسماه القديم أو الحديث، حتى حين توج مارسيليا بلقب الأبطال عام 1993، ولكن بسبب التلاعب في نتائج الدوري الفرنسي في نفس العام تم معاقبة مارسيليا وهبوطه للدرجة الثانية وحرمانه من مباراة كأس الانتركونتيننتال، لتكون تلك الحادثة بصمة عار على أندية فرنسا.
فبعد انقضاء 63 نسخة لأبطال أوروبا و47 للدوري الأوروبي 43 للسوبر الأوروبي و39 لكأس الكؤوس الأوروبية (الملغاة)، فإن الخلاصة النهائية لإنجازات الأندية الفرنسية لقبين فقط متمثلة بمارسيليا في "ذات الأذنين" وباريس سان جيرمان في كأس الكؤوس الأوروبية، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أن أندية مثل بورتو البرتغالي وإشبيلية الأسباني وفينورد الهولندي وأندرلخت البلجيكي وبارما الإيطالي وبوروسيا دورتموند الألماني ودينامو كييف الأوكراني يملكون بطولات وإنجازات أوروبية وقارية أكثر من جميع أندية فرنسا مجتمعة.
وأخيراً فإن غياب أندية فرنسا في التتويج بأي لقب أوروبي منذ حوالي أكثر من عقدين من الزمن هو مؤشر قوي على صحة ما ذكرناه سلفاً، فبعد سرد هذا المقال أو التقرير فلا أعتقد أن من المنطق أو المعقول أن نطلق على الدوري الفرنسي بالكبير فالدوريات الكبرى هي أربعة فقط ولا خامس لها.
في عالم كرة القدم نشاهد هناك بعض المغالطات وتغيير واضح للحقائق، والذي يقع من بعض القنوات الفضائية والصحف التي تعطي وتزج بمعلومات غير صحيحة. فلا شك أن هذا السيناريو سينعكس بشكل سلبي على متابعي اللعبة الأشهر في العالم.
قناة beIN SPORTS القطرية حاولت التمويه على المشاهد العربي وخداعه، مستغلة في ذلك حقوقها الحصرية في نقل المباريات والبطولات الكبيرة، لتبث رسائلها بتعمد خبيث، ولا غرابة في ذلك فهذه القناة خرجت من رحم أمها قناة الجزيرة ذات السمعة السيئة والمعروفة لدى الجميع.
beIN SPORTS القطرية روجت دائماً عبر شاشتها أن هناك خمسة دوريات كبرى في أوروبا، وهي أسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا بالإضافة لفرنسا، وهذا هو الترويج الخاطئ والمتعمد من هذه القناة والتي تهدف إلى ترسيخ هذه المعلومة الخاطئة في ذهن المشاهد بأن الدوريات الكبرى في أوروبا هي خمسة دوريات، وتتبع هذه القناة وبخبث كبير قاعدة اكذب ثم اكذب حتى يصدقوك.
وما أرغب في تأكيده هنا ومن باب الأمانة الصحفية التي تحتم علينا قول الحقائق فقط دون سواها، إن الدوريات الكبرى هي أربعة فقط، وليست خمسة كما تروج وتقول beIN SPORTS القطرية، وهي الليغا والبريميرليغ والكاتشيو والبونسدليغا، ولا مكان للدوري الفرنسي بين كبار الدوريات في القارة العجوز.
ولكن بسبب شراء جهاز قطر للاستثمار التابعة للحكومة القطرية لنادي الأمراء في فرنسا وهو باريس سان جيرمان الذي يرأسه رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي منذ عام 2011، بدأت قناة beIN SPORTS الشهيرة والصحف القطرية بتزييف الحقائق وإدراج اسم الدوري الفرنسي ضمن الدوريات الكبرى، لتنتقل العدوى الخاطئة للقنوات والصحف الخليجية والعربية، وهذا الخبث الإعلامي لا نستغربه للأسباب التي ذكرتها آنفاً.
ومن أهم الأسباب والمبررات التي تؤكد وتبرهن لنا جميعاً أن الدوري الفرنسي ليس من الدوريات الكبرى في القارة العجوز هو موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي يذكر عبر صفحته الرئيسة أن الدوريات الكبرى أربعة وهي إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا ولم يتم إدراج فرنسا معهم، وحتى الصحف الأوروبية الشهيرة أيضاً دائماً ما تذكر البيغ 4 وتتجاهل الدوري الفرنسي، فضلاً أنه عبر التاريخ لم يصنف الدوري الفرنسي بأنه الأفضل في أوروبا، بعكس الدول الأربع الكبرى التي تبادلت في حقبات وفترات معينة صدارة تصنيف الدوري الأفضل في القارة العجوز والعالم، كما أن في البطولات الأوروبية دائماً ما يتم تصنيف فرنسا في الدرجة B، ومنذ استحداث دوري أبطال أوروبا قبل عقدين من الزمن وبالتحديد في عام 1998 إلى يومنا هذا، لم تحصل فرنسا على التصنيف A إطلاقاً، كما أن توزيع المقاعد في البطولات الأوروبية تعطي الأفضلية للدول الأربع بفارق كبير على حساب فرنسا، وهذا دليل أن الدوري الفرنسي ليس ضمن الكبار في أوروبا.
وفي المسابقات التابعة للاتحاد الأوروبي دائماً ما نشاهد حضوراً ضعيفاً للأندية الفرنسية، ففي دوري أبطال أوروبا البطولة الأهم والأمجد في القارة العجوز لم نشاهد سوى تتويج واحد لأنديتها منذ أن بدأت البطولة في عام 1955 إلى الآن وكان ذلك عن طريق أولمبيك مارسيليا، حين توج بالبطولة موسم 1993 بعد تغلبه على العريق إي سي ميلان الإيطالي بهدف دون مقابل، في المباراة النهائية الشهيرة التي أقيمت على الملعب الأولمبي في ميونيخ بألمانيا، وبخلاف ذلك كان أفضل حضور لها وصافة البطولة خمس مرات من خلال أندية مارسيليا أيضاً في موسم 1991 وإستاد ريمس مرتين عامي 1956 و 1959 وسانت إتيان موسم 1976 وموناكو عام 2004، وغير ذلك كانت أندية فرنسا تشارك للحضور لا أكثر ولا أقل.
وفي الدوري الأوروبي البطولة الثانية من حيث القوة والقيمة في أوروبا، لم تحرز أندية فرنسا لقب البطولة الممتد تاريخها لقرابة النصف قرن، فقد اكتفوا بتحقيق المركز الثاني خمس مرات ثلاث منها مع مارسيليا أعوام 1999 و2004 و2018 ومرة واحدة من خلال كل من باستيا وبوردو عامي 1978 و1996، بعد أن خسروا أمام كل من إيندهوفن الهولندي وبايرن ميونيخ الألماني، ولم يختلف الحال في كأس السوبر الأوروبي، حيث لم تحصل الأندية الفرنسية على لقب البطولة ولا مرة في تاريخها، وهذا دليل قاطع على ضعف الدوري الفرنسي وأنديتها.
أما في كأس الكؤوس الأوروبية التي أنشأت في عام 1960 وتم إلغاؤها في 1999، ظفرت فرنسا بلقب واحد فقط بإمضاء باريس سان جيرمان وكان ذلك في موسم 1996 بعد فوزه على رابيد فيينا النمساوي، في المباراة النهائية التي أجريت على ملعب الملك بودوان في بلجيكا، وباستثناء ذلك كان أفضل إنجاز للأندية الفرنسية الحصول على وصافة البطولة مرتين عبر كل من باريس سان جيرمان و موناكو.
وبسبب ضعف مردود الأندية الفرنسية في أبطال أوروبا، لم تنل أنديتها شرف المشاركة في كأس أندية العالم سواء بمسماه القديم أو الحديث، حتى حين توج مارسيليا بلقب الأبطال عام 1993، ولكن بسبب التلاعب في نتائج الدوري الفرنسي في نفس العام تم معاقبة مارسيليا وهبوطه للدرجة الثانية وحرمانه من مباراة كأس الانتركونتيننتال، لتكون تلك الحادثة بصمة عار على أندية فرنسا.
فبعد انقضاء 63 نسخة لأبطال أوروبا و47 للدوري الأوروبي 43 للسوبر الأوروبي و39 لكأس الكؤوس الأوروبية (الملغاة)، فإن الخلاصة النهائية لإنجازات الأندية الفرنسية لقبين فقط متمثلة بمارسيليا في "ذات الأذنين" وباريس سان جيرمان في كأس الكؤوس الأوروبية، فلك أن تتخيل عزيزي القارئ أن أندية مثل بورتو البرتغالي وإشبيلية الأسباني وفينورد الهولندي وأندرلخت البلجيكي وبارما الإيطالي وبوروسيا دورتموند الألماني ودينامو كييف الأوكراني يملكون بطولات وإنجازات أوروبية وقارية أكثر من جميع أندية فرنسا مجتمعة.
وأخيراً فإن غياب أندية فرنسا في التتويج بأي لقب أوروبي منذ حوالي أكثر من عقدين من الزمن هو مؤشر قوي على صحة ما ذكرناه سلفاً، فبعد سرد هذا المقال أو التقرير فلا أعتقد أن من المنطق أو المعقول أن نطلق على الدوري الفرنسي بالكبير فالدوريات الكبرى هي أربعة فقط ولا خامس لها.