انطلقت، الاثنين، أعمال الاجتماع الأول لنقاط اتصال التراث العالمي في الدول العربية حول الدورة الثالثة لتمرين التقارير الدورية، وذلك في متحف البحرين الوطني بحضور ممثلين عن 15 دولة عربية، وتواجد خبراء من المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، مركز التراث العالمي باليونيسكو والهيئات الاستشارية للجنة التراث العالمي وهي الاتحاد الدول لصون الطبيعية (IUCN) والمجلس الدولي للآثار والمواقع (ICOMOS).
وتعد التقارير الدورية من متطلبات اتفاقية التراث العالمي، وهي عبارة عن نشاط دولي يرصد حالة صون وإدارة المواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو). وستنطلق الدورة الثالثة من هذه التقارير من المنطقة العربية، مروراً ببقية مناطق العالم خلال السنوات القادمة.
وبهذه المناسبة توجهت مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي شادية طوقان بالشكر إلى مركز التراث العالمي لمساهمته الفاعلة والمستمرة في جهود حماية الإرث الثقافي والطبيعي في الوطن العربي، قائلة إن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بدوره سيعمل عن قرب مع نقاط اتصال التراث العالمي العرب من أجل إنجاح الدورة الثالثة للتقارير الدورية، مشيرة إلى أن هذا الاجتماع هو باكورة سلسلة من اللقاءات التي ستجمع خبراء التراث العالمي والمعنيين به في الدول العربية من أجل إنجاز تقريرها الدوري ورفعه إلى لجنة التراث العالمي خلال اجتماعها الثالث والأربعين في أذربيجان العام المقبل.
بدورها قالت أخصائية برامج في مركز التراث العالمي بباريس ألسيرا ساندوفال إن التقارير الدورية تعتبر فرصة كبيرة من أجل تبادل الخبرات والمعارف ما بين المعنيين بالتراث العالمي في الوطن العربي، شاكرة هيئة البحرين للثقافة والآثار لاستضافتها اجتماع الدورة الثالثة في متحف البحرين الوطني.
ويستمر الاجتماع حتى يوم 14 نوفمبر الجاري، حيث سيقوم المجتمعون بالتدرّب على إعداد التقارير الدورية عبر جلسات متعددة ومجموعات عمل، حيث سيقوم الخبراء باستكمال كافة متطلبات التقارير ومن ثم مناقشتها من أجل تحسين مستوى الأداء والدقة في إعدادها. كذلك سيشهد اليوم الأخير من الاجتماع زيارة ميدانية إلى موقع قلعة البحرين، المسجل على قائمة التراث العالمي لليونيسكو .
وتصف منظمة اليونيسكو التقارير الدورية بأنها فحص يرصد صحّة وسلامة ممتلكات التراث العالمي في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى تقييم نجاح اتفاقية التراث العالمي بشكل عام. وتستمر كل دورة للتقارير الدورية 6 سنوات، إذ يقوم إقليم مختلف من العالم بتقديم التقارير كل سنة.
وبحسب منظومة التقارير الدورية ينقسم العالم إلى خمسة أقاليم وهي: الدول العربية، إفريقيا، آسيا والمحيط الهادي، أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأوروبا وأميركا الشمالية. وخلال السنوات الست القادمة يجب على كل إقليم تقديم تقرير إلى لجنة التراث العالمي حول تطبيق اتفاقية التراث العالمي في الدول الواقعة فيه .
ومن أهداف التقارير الدورية تقييم حالة صون ممتلكات التراث العالمي، تقييم تطبيق اتفاقية التراث العالمي من قبل الدول الأطراف، المساعدة في مواجهة التحديات التي تواجهها مواقع التراث العالمي، تبادل الخبرات والمعارف والدروس بين الدول الأطراف ومديري المواقع وغيرهم من خبراء التراث العالمي، تشجيع التعاون والاتصال الدولي وزيادة الوعي حول اتفاقية التراث العالمي.
وكانت التقارير الدورية قد بدأت عام 1998م، وقد تطورات على مدى السنوات الماضية لتلائم متطلبات العصر والتطورات التكنولوجية المتسارعة، واليوم فإن الدورة الثالثة لهذه التقارير تتضمن مشاركة 193 دولة وأكثر من 1000 موقع تراث عالمي. كذلك فإن التقارير تعتمد على الانترنت كوسيلة لجمع المعلومات، فالمشاركون فيها، من مدراء مواقع التراث العالمي ونقاط الاتصال الوطنية وأفراد المجتمع المحلي وغيرهم، سيعملون على ملء استبيانين، الأول يتطرق إلى مستوى تنفيذ اتفاقية التراث العالمي على المستوى الوطني والثاني يتعلق بمستوى إدارة وصون موقع التراث العالمي.
وكان من أبرز توصيات الدورة الثانية للتقارير الدورية، إنشاء مراكز إقليمية من الفئة الثانية تحت رعاية اليونيسكو، ومن بينها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الذي تستضيفه مملكة البحرين بالمنامة منذ عام 2012م. واليوم فإن المركز الإقليمي يساعد في بناء قدرات مدراء مواقع التراث العالمي، نشر المعرفة والوعي بخصوص التراث العالمي ويساهم في صون 84 موقع تراث عالمي ثقافي وطبيعي ومختلط في معظم الدول العربية.