* رئيس الوزراء اللبناني: السنة لن يكونوا ملحقاً لأحد
* لن أوافق على خلق أعراف جديدة للحكم في لبنان
* الدستور يقول إن تشكيل الحكومة مهمتي بالتفاهم مع رئيس الجمهورية
* مصادر لـ "الوطن": "حزب الله" يرفض توزير مصطفى علوش وماي شدياق
* تململ في "البيت الشيعي" بسبب مواقف "حزب الله"
بيروت - بديع قرحاني، (وكالات)
حمل رئيس وزراء لبنان المكلف سعد الحريري، الثلاثاء، ميليشيات "حزب الله" اللبناني، "مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة"، متهماً إياها "بوضع العراقيل أمام الجهود الرامية لتحقيق ذلك الهدف".
ورد الحريري على خطاب الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله بشأن تشكيل الحكومة، قائلاً في مؤتمر صحافي "كل اللبنانيين يعرفون أن خطابي السياسي محكوم دائماً بالتفاؤل رغم الأزمات والتهديدات فدائماً أحب رؤية النصف الملآن من الكأس لأنني أرى أن الشعب يستحق أكثر مما حصل عليه سابقاً"، مشيراً إلى أن "هناك من يعتبر أن دساتير الأحزاب والطوائف يجب أن تتقدم على الدولة".
واعتبر الحريري أن "تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير والبعض يحب أن يسميه "حاجز نواب سُنة 8 آذار وأنا آراه أكبر "من هيك"".
وأضاف "كنت واضحاً وصريحاً من اللحظة الأولى وقلت لـ "حزب الله"، أنني أرفض نهائياً توزير من سنة 8 آذار"، لافتاً إلى أن "الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله "مش مضطر ينتظر لتقوم القيامة"، وقال، "الأمر لا يحتاج كل هذا الصريخ والتهديد ولا يحتاج لا لسنة ولا لأكثر وكان بإمكانكم تسمية شخص من هؤلاء الستة رئيساً للحكومة"، وتابع الحريري، "لا أقبل من أحد أن يتهم سعد الحريري بالتحريض الطائفي والمذهبي وأنا "بَي السنة في لبنان" و"أنا بعرف وين مصلحة السنة"، مشدداً أنه " ليس صحيحاً أنني أريد أن أحتكر السنة".
حمل رئيس وزراء لبنان المكلف سعد الحريري، الثلاثاء، ميليشيات "حزب الله" اللبناني مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، متهماً إياها بوضع العراقيل أمام الجهود الرامية لتحقيق ذلك الهدف.
وأشار الحريري في مؤتمر صحافي، إلى أن "هناك من لا يغلب المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة"، مضيفاً أن "تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير عبّر عنه "حسن" نصر الله"".
وتابع "كلما حاولنا أن نفتح باباً من أجل البلد يأتي من يقفل هذا الباب في وجه البلد".
وأكد على "ضرورة انفتاح الأحزاب اللبنانية على الجميع، وألا تنغلق على نفسها في مناطقها"، مشيراً إلى أن "التنازل لمصلحة البلد مكسب وليس خسارة".
وشدد الحريري على أنه "لن يقبل بتعطيل البلد والدستور والمؤسسات"، قائلاً إن "الحكومة حاجة وطنية وتأليفها سهل إذا رجعنا للأصول وفق الدستور".
ورفض رئيس الوزراء المكلف "شرط تمثيل النواب السنة المتحالفين مع "حزب الله" في التشكيلة الحكومية"، مبيناً أنه "لا يمكن لأحد يحتكر طائفة أن ينتقد طرفاً آخر يحتكر طائفة أخرى. التشكيلة الحكومية جاهزة ويجب أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم".
وكان أمين عام ميليشيات "حزب الله"، حسن نصر الله، قد هدد بإعادة مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية إلى المربع الأول، وعبر عن إصراره على تمثيل حلفائه السنة بمقعد في الحكومة، وهو ما يرفضه الحريري.
ويتفاوض الحريري، منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في مايو الماضي، مع الأحزاب اللبنانية المتنافسة على أمل تشكيل حكومة تقتسم السلطة، من دون التوصل إلى توافق حتى الآن.
من جهة أخرى، أشارت وكالة "المركزية" في تقرير لها حول تململ داخل الطائفة الشيعية من المواقف التي يتخذها "حزب الله" داخلياً. وجاء في تقرير الوكالة انه وفي خضم معركة تمثيل سنة 8 آذار في الحكومة العتيدة، التي يخوضها "حزب الله"، بكل ما أوتي من قوة سياسية ومعنوية، رافضاً التراجع أو الاستسلام ومقدماً الدعم الكامل لأعضاء "اللقاء التشاوري" الستة في مطلبهم وجازما انه لن يتخلى عن التزامه "الأخلاقي" مع هؤلاء. ويبدو أن موقف الضاحية هذا - الذي أوقف في اللحظات الأخيرة، الولادة الحكومية التي كان يُفترض ان تحصل ساعاتٍ بعيد إعلان القوات اللبنانية موافقتها على العرض الوزاري الذي قدم إليها- أثار تململاً في البيئة الشيعية الداخلية، وفق ما ذكرت مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية".
فيما عبّرت الحاضنة الشعبية لـ "حزب الله"، في أكثر من محطة في الأشهر والسنوات الماضية، عن انزعاج من أداء "حارة حريك"، أكان من خلال الانتخابات البلدية أو من خلال تظاهرات في الضاحية والبقاع وجهت السهام إلى قيادات "الحزب" من أعلى الهرم إلى أسفله، منتقدة صمّ آذانهم عن مشاكلهم اليومية وأوضاعهم الصعبة وتقديمَهم الملفات الإقليمية الخارجية على مصالحهم، وأتت العقبة الجديدة التي رماها "الحزب" أمام عربة التشكيل، لتفاقم هذه "النقمة" وتُضاعفها. وبحسب المصادر، تماماً كما اللبنانيين كلهم، لم تعد البيئة الشيعية قادرة على تحمل الواقع المعيشي الصعب والركود والجمود الاقتصاديين الراهنين. وعليه، كانت تتنظر من "الحزب" أن يأخذ في الاعتبار هذا العامل وان يعطيه الأولوية، التزاماً منه بما تعهد به قبل الانتخابات النيابية.. ويضيف التقرير أن ما زاد الطين بلة، أن تأخير التشكيل يأتي على وقع دخول رزمة عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة وعلى رأسها حزب الله، حيز التنفيذ، تطال كل من يتعامل معه تجارياً واقتصادياً، وهو ما سيترك بلا شك تداعيات ثقيلة ليس فقط على المساعدات التي يقدمها الحزب لبيئته، بل أيضاً على مصالح المواطنين الشيعة أكانت في لبنان أو في الخارج.
من ناحية أخرى، كشفت مصادر مطلعة لـ "الوطن"، أن "العقدة السنية المستجدة ليست السبب الحقيقي لعرقلة تشكيل الحكومة من قبل "حزب الله"، بل أن الحزب يعترض على توزير كل من القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش وهو احد صقور تيار المستقبل والمعروف بتشدده تجاه "حزب الله"، إضافة إلى الإعلامية مي شدياق التي تم طرح اسمها من قبل القوات اللبنانية وهي احد ابرز الوجوه الإعلامية المعادية لـ "حزب الله" والتي سبق أن تعرضت لمحاولة اغتيال في بيروت".
معركة شد الأصابع مستمرة بين القوى السياسية في لبنان، و"حزب الله" يعتبر نفسه يمتلك فائضاً من القوة ويريد فرض شروطه بكل الوسائل، إلا أن الوضع المعيشي والاقتصادي قد يكون أقوى من أي شئ في حال استمر التدهور الاقتصادي في لبنان، ولكن الواقع يؤكد سواء تشكلت الحكومة أم لم تتشكل تبقى العقدة الرئيسية في لبنان هو سلاح "حزب الله" وهيمنة إيران بواسطة هذا السلاح.
* لن أوافق على خلق أعراف جديدة للحكم في لبنان
* الدستور يقول إن تشكيل الحكومة مهمتي بالتفاهم مع رئيس الجمهورية
* مصادر لـ "الوطن": "حزب الله" يرفض توزير مصطفى علوش وماي شدياق
* تململ في "البيت الشيعي" بسبب مواقف "حزب الله"
بيروت - بديع قرحاني، (وكالات)
حمل رئيس وزراء لبنان المكلف سعد الحريري، الثلاثاء، ميليشيات "حزب الله" اللبناني، "مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة"، متهماً إياها "بوضع العراقيل أمام الجهود الرامية لتحقيق ذلك الهدف".
ورد الحريري على خطاب الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله بشأن تشكيل الحكومة، قائلاً في مؤتمر صحافي "كل اللبنانيين يعرفون أن خطابي السياسي محكوم دائماً بالتفاؤل رغم الأزمات والتهديدات فدائماً أحب رؤية النصف الملآن من الكأس لأنني أرى أن الشعب يستحق أكثر مما حصل عليه سابقاً"، مشيراً إلى أن "هناك من يعتبر أن دساتير الأحزاب والطوائف يجب أن تتقدم على الدولة".
واعتبر الحريري أن "تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير والبعض يحب أن يسميه "حاجز نواب سُنة 8 آذار وأنا آراه أكبر "من هيك"".
وأضاف "كنت واضحاً وصريحاً من اللحظة الأولى وقلت لـ "حزب الله"، أنني أرفض نهائياً توزير من سنة 8 آذار"، لافتاً إلى أن "الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله "مش مضطر ينتظر لتقوم القيامة"، وقال، "الأمر لا يحتاج كل هذا الصريخ والتهديد ولا يحتاج لا لسنة ولا لأكثر وكان بإمكانكم تسمية شخص من هؤلاء الستة رئيساً للحكومة"، وتابع الحريري، "لا أقبل من أحد أن يتهم سعد الحريري بالتحريض الطائفي والمذهبي وأنا "بَي السنة في لبنان" و"أنا بعرف وين مصلحة السنة"، مشدداً أنه " ليس صحيحاً أنني أريد أن أحتكر السنة".
حمل رئيس وزراء لبنان المكلف سعد الحريري، الثلاثاء، ميليشيات "حزب الله" اللبناني مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، متهماً إياها بوضع العراقيل أمام الجهود الرامية لتحقيق ذلك الهدف.
وأشار الحريري في مؤتمر صحافي، إلى أن "هناك من لا يغلب المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة"، مضيفاً أن "تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير عبّر عنه "حسن" نصر الله"".
وتابع "كلما حاولنا أن نفتح باباً من أجل البلد يأتي من يقفل هذا الباب في وجه البلد".
وأكد على "ضرورة انفتاح الأحزاب اللبنانية على الجميع، وألا تنغلق على نفسها في مناطقها"، مشيراً إلى أن "التنازل لمصلحة البلد مكسب وليس خسارة".
وشدد الحريري على أنه "لن يقبل بتعطيل البلد والدستور والمؤسسات"، قائلاً إن "الحكومة حاجة وطنية وتأليفها سهل إذا رجعنا للأصول وفق الدستور".
ورفض رئيس الوزراء المكلف "شرط تمثيل النواب السنة المتحالفين مع "حزب الله" في التشكيلة الحكومية"، مبيناً أنه "لا يمكن لأحد يحتكر طائفة أن ينتقد طرفاً آخر يحتكر طائفة أخرى. التشكيلة الحكومية جاهزة ويجب أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم".
وكان أمين عام ميليشيات "حزب الله"، حسن نصر الله، قد هدد بإعادة مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية إلى المربع الأول، وعبر عن إصراره على تمثيل حلفائه السنة بمقعد في الحكومة، وهو ما يرفضه الحريري.
ويتفاوض الحريري، منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في مايو الماضي، مع الأحزاب اللبنانية المتنافسة على أمل تشكيل حكومة تقتسم السلطة، من دون التوصل إلى توافق حتى الآن.
من جهة أخرى، أشارت وكالة "المركزية" في تقرير لها حول تململ داخل الطائفة الشيعية من المواقف التي يتخذها "حزب الله" داخلياً. وجاء في تقرير الوكالة انه وفي خضم معركة تمثيل سنة 8 آذار في الحكومة العتيدة، التي يخوضها "حزب الله"، بكل ما أوتي من قوة سياسية ومعنوية، رافضاً التراجع أو الاستسلام ومقدماً الدعم الكامل لأعضاء "اللقاء التشاوري" الستة في مطلبهم وجازما انه لن يتخلى عن التزامه "الأخلاقي" مع هؤلاء. ويبدو أن موقف الضاحية هذا - الذي أوقف في اللحظات الأخيرة، الولادة الحكومية التي كان يُفترض ان تحصل ساعاتٍ بعيد إعلان القوات اللبنانية موافقتها على العرض الوزاري الذي قدم إليها- أثار تململاً في البيئة الشيعية الداخلية، وفق ما ذكرت مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية".
فيما عبّرت الحاضنة الشعبية لـ "حزب الله"، في أكثر من محطة في الأشهر والسنوات الماضية، عن انزعاج من أداء "حارة حريك"، أكان من خلال الانتخابات البلدية أو من خلال تظاهرات في الضاحية والبقاع وجهت السهام إلى قيادات "الحزب" من أعلى الهرم إلى أسفله، منتقدة صمّ آذانهم عن مشاكلهم اليومية وأوضاعهم الصعبة وتقديمَهم الملفات الإقليمية الخارجية على مصالحهم، وأتت العقبة الجديدة التي رماها "الحزب" أمام عربة التشكيل، لتفاقم هذه "النقمة" وتُضاعفها. وبحسب المصادر، تماماً كما اللبنانيين كلهم، لم تعد البيئة الشيعية قادرة على تحمل الواقع المعيشي الصعب والركود والجمود الاقتصاديين الراهنين. وعليه، كانت تتنظر من "الحزب" أن يأخذ في الاعتبار هذا العامل وان يعطيه الأولوية، التزاماً منه بما تعهد به قبل الانتخابات النيابية.. ويضيف التقرير أن ما زاد الطين بلة، أن تأخير التشكيل يأتي على وقع دخول رزمة عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة وعلى رأسها حزب الله، حيز التنفيذ، تطال كل من يتعامل معه تجارياً واقتصادياً، وهو ما سيترك بلا شك تداعيات ثقيلة ليس فقط على المساعدات التي يقدمها الحزب لبيئته، بل أيضاً على مصالح المواطنين الشيعة أكانت في لبنان أو في الخارج.
من ناحية أخرى، كشفت مصادر مطلعة لـ "الوطن"، أن "العقدة السنية المستجدة ليست السبب الحقيقي لعرقلة تشكيل الحكومة من قبل "حزب الله"، بل أن الحزب يعترض على توزير كل من القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش وهو احد صقور تيار المستقبل والمعروف بتشدده تجاه "حزب الله"، إضافة إلى الإعلامية مي شدياق التي تم طرح اسمها من قبل القوات اللبنانية وهي احد ابرز الوجوه الإعلامية المعادية لـ "حزب الله" والتي سبق أن تعرضت لمحاولة اغتيال في بيروت".
معركة شد الأصابع مستمرة بين القوى السياسية في لبنان، و"حزب الله" يعتبر نفسه يمتلك فائضاً من القوة ويريد فرض شروطه بكل الوسائل، إلا أن الوضع المعيشي والاقتصادي قد يكون أقوى من أي شئ في حال استمر التدهور الاقتصادي في لبنان، ولكن الواقع يؤكد سواء تشكلت الحكومة أم لم تتشكل تبقى العقدة الرئيسية في لبنان هو سلاح "حزب الله" وهيمنة إيران بواسطة هذا السلاح.