استضاف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، فعالية خاصّة للاحتفاء باليوم العالمي للتسامح، استكمالاً لجهود مملكة البحرين في نشر قيم التسامح وتعزيز التبادل الحضاري ما بين شعوب العالم.

وتقام فعالية الاحتفاء بتعاون ما بين مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي والجمعية البهائية الاجتماعية، وذلك

وقالت المديرة العامة لليونيسكو أودريه آزولاي في رسالة وجهتها بمناسبة اليوم العالمي للتسامح: "يذكرنا هذا اليوم الدولي للتسامح بأن التنوع الثقافي متأصل في المجتمعات البشرية وأنه مصدر قوة ومحرك للتنمية وثروة بوسعنا جميعاً الاستفادة منها شريطة أن نتعلم أن نتعارف، وأن نميز ما هو عالمي في كل ثقافة من الثقافات، ونعتمد مبدأ التسامح مع كل ما يبدو لنا مغايراً ومختلفاً للوهلة الأولى".

وأضافت: "ولا يعني التسامح مجرد الاستعداد لتقبل الآخر بل يجب فهم التسامح على أنه القدرة على احترام الآخر وتقديره، وإدراك القيمة الجوهرية الكامنة في ثقافته، والاعتراف بالمساواة بين جميع الأفراد في الحقوق لكونهم بشراً"، مشيرة إلى أن "إعلان المبادئ بشأن التسامح" الذي اعتمدته اليونسكو في عام 1995 ينص على أن "التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا".

وفي مستهل الاحتفالية، قال ممثل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخ إبراهيم بن حمود آل خليفة: "باسم رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، نرحب بكم في هذه الاحتفالية التي تعكس إيمان المركز بقيم اليوم العالمي للتسامح"، مؤكداً أن المركز من خلال خدمة التراث العالمي في كافة الدول العربية يسعى إلى التوعية بالإرث الإنساني المشترك للشعوب بما يعزز التعايش السلمي.

بدوره توجّه مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج سمير الدرابيع بالشكر إلى المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، وعلى رأسه الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، للعمل الجاد والتعاون البناء في الترويج لقيم التسامح والتواصل ما بين الثقافات المختلفة. وأكد الأستاذ الدرابيع على أهمية تعزيز معاني التسامح، خصوصاً في ظل ما يعايشه العالم من اتساع لرقعة الصراعات المبنية على تجاهل حقوق الآخرين. وأشار إلى أن التسامح يعترف بالحريات الأساسية للبشر، موضحاً أنه يضمن بقاء المجتمعات المختلطة والمتنوعة.

وفي سياق متّصل، ألقى الاستشاري الأكاديمي السعودي ممدوح موهبة الضوء على سبل تعزيز ثقافة التسامح في المجتمعات العربية، مشيراً إلى النموذج البحريني ومنجزاته في هذا المجال برعاية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدىأ لافتا أن وتيرة الأحداث الدامية تسارعت حول العالم بسبب التباينات الفكرية والثقافية، ومستدركاً أنه في ذات الوقت شهدت الدول خلال السنوات الماضية حراكاً جماعياً لتعزيز معاني التسامح.

وقال إنه من أجل تحقيق أهداف قيم التسامح، يجب على الدول اتّباع منهجيات واضحة تسعى إلى بناء جسور التواصل ما بين الشعوب باستخدام مختلف السبل، مضيفاً أن على كافة فئات المجتمع والمؤسسات الخاصة والعامة التكاتف من أجل نشر قيم التسامح والتعايش.

أما فواز الشروقي فأشار إلى أن غياب قيمة التسامح، ساهم في تزايد الصراعات ما بين الدول، مؤكداً على أهمية هذه القيمة وضرورة توريثها إلى الأجيال القادمة. وقال إن التسامح له دور كبير في تعزيز عملية التنمية المستدامة والحفاظ على المكتسبات والمنجزات الوطنية، مضيفاً أن المجتمع المتسامح هو المجتمع المنتج.

وشهد الاحتفال الذي قدمّته الإعلامية سميّة المير، عرضاً فنيّاً من إعداد الجمعية البهائية الاجتماعية بعنوان "الوحدة في التنوع"، قدّمته مجموعة من ناشئة مملكة البحرين، حيث غنّوا بشكل جماعي لمعاني التنوع والتعايش في المجتمع.

وتعكس هذه الاحتفالية جهود منظمة الأمم المتحدة في دعم وترويج قيم التسامح والتفاهم والحوار ما بين الثقافات والشعوب، والراسخة في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وكانت منظمة اليونيسكو قد اعتمدت عام 1995 "إعلان المبادئ بشأن التسامح"، والذي يوضح أن التسامح هو القدرة على احترام الآخر وتقديره وإدراك القيمة الجوهرية الكامنة في ثقافته. ومن بعدها دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996م إلى الاحتفال باليوم العالمي للتسامح في السادس عشر من نوفمبر من كل عام.

كما أطلقت منظمة اليونيسكو جائزة "مادانجيت سنغ" لتعزيز التسامح ونبذ العنف تأكيداً على مبدأ التسامح ومساهمة في تحقيق السلام العالمي، حيث فاز بالجائزة لعام 2018 كل من السينمائية الكندية مانون باربو لدورها في نشر الوعي حول تنوع الثقافات ولغات الشعوب، والمنظمة الكينية غير الحكومية "مبادرة التعايش" التي تدافع عن حقوق المرأة والصور النمطية المتعلقة بها.