من الصفر إلى نهضة شاملة، أو كما ذكرت إحدى المؤسسات الإعلامية «من قِزمٍ مقفر إلى مارد اقتصادي عملاق»، وما بين المرحلتين قصة خطها لي كوان يو رئيس الوزراء السنغافوري الراحل ومؤسسها الحديث، فبينما كانت سنغافورة تعاني من الفقر وترفل بأثواب مهترئة لانعدام مواردها الطبيعية وقلة حيلتها، سلّ كوان يو سلاح خطة الإنقاذ باستبسال وروح قتالية محققاً نجاح قل نظيره، بوأه وبلاده مركز الريادة في التنمية الشاملة.
ما ميز كوان يو ومكنه من بناء سنغافورة الحديثة عداءه الشديد للفساد، وإخلاصه العميق لقيم تطوير الذات، وإيمانه بأصحاب الكفاءات من ذوي الشهادات العليا في كل المجالات، الذين قربهم إليه وبوأهم المراكز القيادية في بلاده لضمان نمائها على أسس متينة، مكنته من النهوض بسنغافورة في مجالات شتى، انطلقت بالسياحة، انتقالاً إلى النهوض بالتعليم ومن ثم الاقتصاد بعدما أسس مجلس سنغافورة للتنمية الاقتصادية، تلاها النهضة الصحية، وغيرها، ولو أفردنا لكل منها حديثاً خاصاً مفصلاً لكان لدينا سجل غني بالتجربة السنغافورية في مجالات كثيرة، تستحق الاستفادة والنقل كما حدث في نقل تجربتها في التعليم والاستنارة بها.
وربما من الجدير الالتفات بعناية إلى ما ذكره كوان يو في حوار له مع جريدة «نيويورك تايمز» بقوله «نحن نعلم أننا لو سرنا على نهج الدول المجاورة سنموت، فنحن لا نملك شيئا بالمقارنة مع ما يمتلكونه من موارد. ولهذا، ركزنا على إنتاج شيء مميز وأفضل مما لديهم، وهو القضاء تماماً على الفساد، والكفاءة، واختيار أصحاب المناصب والنفوذ بناء على الجدارة والاستحقاق. ونجحنا».
هذه الخلطة السحرية التي نهض فيها باني سنغافورة الحديثة ببلاده، وهي نفس الخلطة التي أعتقد أنها ستحلحل الوضع الاقتصادي في البحرين وتنقله إلى ما وصلت إليه سنغافورة اليوم وربما أفضل. الأمر فقط يستلزم إرادة قوية، وصدق في التنفيذ يجاوز المصالح الشخصية لكبار المسؤولين، ولن يتحقق ذلك إلا بردع قوي وإسقاط رؤوس الفساد وأعوانها جراء ارتكاب أي خطأ كما فعلت في أكثر من مرة دول مجاورة أخرى.
بقليل من التمحيص لكلمة كوان يو، فإن سنغافورة التي لا تمتلك الموارد، كانت أسوأ حالاً من البحرين ذات الموارد النفطية –رغم محدوديتها– والمورد البشري الغني، صحيح أن المورد النفطي في البحرين أقل من دول الجوار ولذلك لا يمكننا السير كلياً على نهجها، ولكن رؤيتنا باتت واضحة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها اليوم والدين العام للمملكة.
اختلاج النبض:
التجارب المشرقة حاضرة وبات من السهل جداً الرجوع إليها، والأزمات التي نعاني منها إما أن تنحدر بنا إلى أسفل سافلين، أو تكون دافعنا للبذل والارتقاء. ولنا أن نقرر أي السبيلين نختار.
ما ميز كوان يو ومكنه من بناء سنغافورة الحديثة عداءه الشديد للفساد، وإخلاصه العميق لقيم تطوير الذات، وإيمانه بأصحاب الكفاءات من ذوي الشهادات العليا في كل المجالات، الذين قربهم إليه وبوأهم المراكز القيادية في بلاده لضمان نمائها على أسس متينة، مكنته من النهوض بسنغافورة في مجالات شتى، انطلقت بالسياحة، انتقالاً إلى النهوض بالتعليم ومن ثم الاقتصاد بعدما أسس مجلس سنغافورة للتنمية الاقتصادية، تلاها النهضة الصحية، وغيرها، ولو أفردنا لكل منها حديثاً خاصاً مفصلاً لكان لدينا سجل غني بالتجربة السنغافورية في مجالات كثيرة، تستحق الاستفادة والنقل كما حدث في نقل تجربتها في التعليم والاستنارة بها.
وربما من الجدير الالتفات بعناية إلى ما ذكره كوان يو في حوار له مع جريدة «نيويورك تايمز» بقوله «نحن نعلم أننا لو سرنا على نهج الدول المجاورة سنموت، فنحن لا نملك شيئا بالمقارنة مع ما يمتلكونه من موارد. ولهذا، ركزنا على إنتاج شيء مميز وأفضل مما لديهم، وهو القضاء تماماً على الفساد، والكفاءة، واختيار أصحاب المناصب والنفوذ بناء على الجدارة والاستحقاق. ونجحنا».
هذه الخلطة السحرية التي نهض فيها باني سنغافورة الحديثة ببلاده، وهي نفس الخلطة التي أعتقد أنها ستحلحل الوضع الاقتصادي في البحرين وتنقله إلى ما وصلت إليه سنغافورة اليوم وربما أفضل. الأمر فقط يستلزم إرادة قوية، وصدق في التنفيذ يجاوز المصالح الشخصية لكبار المسؤولين، ولن يتحقق ذلك إلا بردع قوي وإسقاط رؤوس الفساد وأعوانها جراء ارتكاب أي خطأ كما فعلت في أكثر من مرة دول مجاورة أخرى.
بقليل من التمحيص لكلمة كوان يو، فإن سنغافورة التي لا تمتلك الموارد، كانت أسوأ حالاً من البحرين ذات الموارد النفطية –رغم محدوديتها– والمورد البشري الغني، صحيح أن المورد النفطي في البحرين أقل من دول الجوار ولذلك لا يمكننا السير كلياً على نهجها، ولكن رؤيتنا باتت واضحة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها اليوم والدين العام للمملكة.
اختلاج النبض:
التجارب المشرقة حاضرة وبات من السهل جداً الرجوع إليها، والأزمات التي نعاني منها إما أن تنحدر بنا إلى أسفل سافلين، أو تكون دافعنا للبذل والارتقاء. ولنا أن نقرر أي السبيلين نختار.