هنا شيء من السخرية التي يتطلبها الموقف. يقال -والعهدة على الراوي- إنه تم رصد خلو إحدى نشرات أخبار قناة «الجزيرة» القطرية قبل يومين من أي خبر عن قصة الصحافي السعودي جمال خاشقجي لمدة خمس دقائق كاملة، وهو ما يعد غريباً ولافتاً ويحتاج إلى البحث فيه بجدية، فأن تخلو نشرة إخبارية لهذه القناة «السوسة» من خبر عن هذه القصة لهذه المدة الطويلة أمر يستوجب البحث والدرس لمعرفة الأسباب والظروف التي أدت إلى حصول هذه السقطة التي يقيناً سيحاسب عليها المتسببون فيها من العاملين في هذه القناة التي فضحت بتركيزها على قصة خاشقجي «أربابها» وكل مستفيد منها.
هذا التركيز غير العادي لهذه القناة على موضوع خاشقجي منذ وفاته يدفع إلى طرح الكثير من الأسئلة ويؤدي إلى استنتاج واحد هو أنها ومن يقف من ورائها يعملون على الإساءة إلى المملكة العربية السعودية والضغط لإعاقة وصول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى العرش مستقبلاً، وهذا أمر لم يعد خافياً ولا تستطيع قطر وتركيا وإيران ومن يقف في معسكرهم أن ينفوه، فقد صاروا يعملون على المكشوف ويفعلون كل ما يؤلب العالم ضد ما حسبوا أن منفعتهم تكمن في الوقوف ضده، وهذا يعني باختصار أنهم لا يريدون للسعودية أن تتقدم كي لا تنفرد بقيادة المنطقة، والمتابع لتطورات الأحداث لا يجد صعوبة في أن هذه الدول الثلاث استنفرت كل قواها وطاقتها منذ اللحظة التي تم فيها تعيين سمو الأمير محمد بن سلمان ولياً لعهد المملكة وزادت منها فور أن شرح سموه استراتيجيته وطموحه وبدأ العمل في المشاريع التي يؤمل أن تغير وجه المنطقة.
منذ تلك اللحظة لم يمر يوم على المنطقة إلا وابتدعت فيه الدول الثلاث قصة جديدة كي تهاجم من خلالها السعودية وولي عهدها، ولهذا فمن غير المتوقع أن تتوقف فضائياتها وخصوصاً قناة «الجزيرة» عن عمل المراهقة الذي هي فيه وستستمر في اللعب بقصة خاشقجي حتى «الرمق الأخير» معتبرة ذلك من الحريات ومن الأدوار الأساسية للإعلام.
قبل عدة أيام وتحديداً في ساعات الفجر الأولى احتل شاشة قناة «الجزيرة» خبر أعطي صفة «عاجل» ملخصه أن الاستخبارات الأمريكية توصلت إلى وجهة نظر معينة فيما يخص ظروف وفاة خاشقجي وفرتها للرئيس ترامب وأنه سيستفيد منها في تحديد موقفه وقراره النهائي. هذا الخبر ظل ساكناً على الشاشة في ذلك اليوم بتلك الصفة حتى الليل وتم بسببه استضافة كل من يمكن أن يسيء للسعودية للتعليق عليه، وهكذا صنعت منه ألف قصة وقصة وهيأت الظروف لتمتلئ ساعات بثها للأيام التالية بخاشقجي.
تركيا وقطر وإيران تعرف تأثير الإعلام وتعمد إلى الاستفادة قدر الإمكان من ترسانتها الإعلامية، وهي تعرف أيضاً أن دول الغرب على وجه الخصوص ستحاول الاستفادة من هذه القصة إذ لكل دولة مصالحها، لهذا حرصت -الدول الثلاث- على جعل قصة خاشقجي حية ومستمرة أملاً في أن تكون نهايتها ما تطمح إليه أو تتوصل إلى صفقة تكسب من خلالها ما يصعب عليها كسبه خارج خاشقجي.
عدم اتخاذ الولايات المتحدة موقفاً واضحاً ومنحازاً إلى الدول الثلاث سيدفع هذه الدول إلى مزيد من العبث بالإعلام ومزيد من العمل المسيء إلى الشقيقة الكبرى وشخص ولي عهدها، فهي ترى أن عدم انحياز الولايات المتحدة إلى رأيها وموقفها يعني أنها لم تحقق هدفها وبالتالي فإن عليها أن تبذل مزيداً من الجهد... ومزيداً من خاشقجي.
ملخص كل هذا هو أن القصة ليست قصة خاشقجي وما حصل له وإنما ما ينبغي أن تحققه الدول الثلاث من هذه الفرصة لمنع السعودية من قيادة المنطقة، ولإفشال برامج ولي عهدها.
هذا التركيز غير العادي لهذه القناة على موضوع خاشقجي منذ وفاته يدفع إلى طرح الكثير من الأسئلة ويؤدي إلى استنتاج واحد هو أنها ومن يقف من ورائها يعملون على الإساءة إلى المملكة العربية السعودية والضغط لإعاقة وصول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى العرش مستقبلاً، وهذا أمر لم يعد خافياً ولا تستطيع قطر وتركيا وإيران ومن يقف في معسكرهم أن ينفوه، فقد صاروا يعملون على المكشوف ويفعلون كل ما يؤلب العالم ضد ما حسبوا أن منفعتهم تكمن في الوقوف ضده، وهذا يعني باختصار أنهم لا يريدون للسعودية أن تتقدم كي لا تنفرد بقيادة المنطقة، والمتابع لتطورات الأحداث لا يجد صعوبة في أن هذه الدول الثلاث استنفرت كل قواها وطاقتها منذ اللحظة التي تم فيها تعيين سمو الأمير محمد بن سلمان ولياً لعهد المملكة وزادت منها فور أن شرح سموه استراتيجيته وطموحه وبدأ العمل في المشاريع التي يؤمل أن تغير وجه المنطقة.
منذ تلك اللحظة لم يمر يوم على المنطقة إلا وابتدعت فيه الدول الثلاث قصة جديدة كي تهاجم من خلالها السعودية وولي عهدها، ولهذا فمن غير المتوقع أن تتوقف فضائياتها وخصوصاً قناة «الجزيرة» عن عمل المراهقة الذي هي فيه وستستمر في اللعب بقصة خاشقجي حتى «الرمق الأخير» معتبرة ذلك من الحريات ومن الأدوار الأساسية للإعلام.
قبل عدة أيام وتحديداً في ساعات الفجر الأولى احتل شاشة قناة «الجزيرة» خبر أعطي صفة «عاجل» ملخصه أن الاستخبارات الأمريكية توصلت إلى وجهة نظر معينة فيما يخص ظروف وفاة خاشقجي وفرتها للرئيس ترامب وأنه سيستفيد منها في تحديد موقفه وقراره النهائي. هذا الخبر ظل ساكناً على الشاشة في ذلك اليوم بتلك الصفة حتى الليل وتم بسببه استضافة كل من يمكن أن يسيء للسعودية للتعليق عليه، وهكذا صنعت منه ألف قصة وقصة وهيأت الظروف لتمتلئ ساعات بثها للأيام التالية بخاشقجي.
تركيا وقطر وإيران تعرف تأثير الإعلام وتعمد إلى الاستفادة قدر الإمكان من ترسانتها الإعلامية، وهي تعرف أيضاً أن دول الغرب على وجه الخصوص ستحاول الاستفادة من هذه القصة إذ لكل دولة مصالحها، لهذا حرصت -الدول الثلاث- على جعل قصة خاشقجي حية ومستمرة أملاً في أن تكون نهايتها ما تطمح إليه أو تتوصل إلى صفقة تكسب من خلالها ما يصعب عليها كسبه خارج خاشقجي.
عدم اتخاذ الولايات المتحدة موقفاً واضحاً ومنحازاً إلى الدول الثلاث سيدفع هذه الدول إلى مزيد من العبث بالإعلام ومزيد من العمل المسيء إلى الشقيقة الكبرى وشخص ولي عهدها، فهي ترى أن عدم انحياز الولايات المتحدة إلى رأيها وموقفها يعني أنها لم تحقق هدفها وبالتالي فإن عليها أن تبذل مزيداً من الجهد... ومزيداً من خاشقجي.
ملخص كل هذا هو أن القصة ليست قصة خاشقجي وما حصل له وإنما ما ينبغي أن تحققه الدول الثلاث من هذه الفرصة لمنع السعودية من قيادة المنطقة، ولإفشال برامج ولي عهدها.