نسرين هلول
سطرت زهراء مبارك أسمى معاني الكفاح والاجتهاد في السعي وراء حلمها، لتحققه على الرغم من الظروف، حيث أصبحت مخرجة مسرحية وكاتبة لقصص شعبية تجاوز عددها الـ 30، وأسست العديد من الفرق المسرحية الحاضنة لمواهب الناشئين، كما أنها ناشطة في العمل التطوعي.
وتقول مبارك "إن الإخراج يعتبر موهبة لخلق جو من الإبداع، فإذا كانت موجودة لدى الشخص استطاع دخول هذا العالم بسهولة رغم أي تحديات تواجهه".
كيف عرف المسرح والإخراج طريقه إليك؟
لم يعرف، إنما أنا التي بحثت عنه، وحاولت أن أدخل هذا المجال، لأن المسرح والإخراج من أصعب الأشياء في الفن، وخصوصا أننا لسنا من جماهير المسرح.
بمعنى أن قليل من يستهوي هذا النوع من الفن ويقبل عليه، لذلك يجب تقديم نص الجيل وهذا لا يأتي بسهولة بل يجب أن تجتهدي وتكافحي لتصلي إليه ولذلك أنا التي بحثت عن المسرح واستهويته لأنه صعب و فيه الكثير من التحديات.
تحدثي عن ملهمك في كتابة وإخراج القصص المسرحية؟
طفولتي كان لها دور أساس وأيضا البيئة التي عشت فيها بسيطة، وهي التي كونت عندي خيالا واسعا وأدخلتني هذا العالم وسحرتني به
ما الذي يغريك ويشدك في الإخراج؟
الإبداع المتجدد والمستمر وذلك لأن مسمى الإخراج يعني أنك متجددة دائما ومهما قلت هذا المخرج كبير في السن وذوقه قديم لكن لا بالعكس كل ما كبر اكتسب خبرة أكثر ومن سمع ورأى تجارب الآخرين أصبح عنده تجديد أكثر
ما هي الصعوبات التي واجهتك ؟
لم تكن لدي صعوبة في كتابة القصص ولكن محاولة النشر هي الصعبة فأنت تريدين إقبالا من الجمهور وتريدين الناس أن يكونوا مرتاحين لكتابتك وتريدين دخول قلوبهم وهنا تأتي الصعوبة لذلك يجب عليك أن تكتبي من قلبك وتشعري بآلامهم و مشاعرهم و بحياتهم حتى لكي تستطيع دخول كل بيت من بيوت من يشاهدونك و يتابعونك أما بالنسبة للمسرح فهناك الكثير من الصعوبات مثلا القصة فأنت غير ضامنة ما إذا سيتقبلها التمويل ، و خصوصا أن المسرح يسحب الكثير من النقود بدون أن تدرك ذلك كما أنه ليس لديك العلم إذا ما سيتم تعويضها أم لا ، وبالنسبة لمكان التدريب ومكان العمل فأنت تريدين مقرا ثابتا ونحن كفرقة غير رسمية مكونة من هواة فليس لدينا لحد الآن مكان مستقر
من الأشخاص والجهات الرسمية الذين دعموا زهراء ماديا و معنويا ؟
ماديا لا يوجد ومعنويا بعض الشخصيات الفنية مثل مسرح الريف ، فأنا أدخل عليهم لطلب المساعدة واستشيرهم مثل المخرج محمد الصفار حاولت أن أستعين به عدة مرات و كذلك يوجد كُتاب من السعودية و مخرجون أتواصل معهم لكي أسهل علي الطريق
كيف ثبتت زهراء نفسها في عالم الفن ؟
لحد الان لا أعتقد أني وصلت للمستوى الذي أريده و لكني أحاول بقدر المستطاع أن اتواصل مع الصحف و مع وسائل الإعلام لنشر أعمالي ، لقد اجتهدت و حاولت أن يشع اسمي فقد سوقت لنفسي مثل ما يقولون عند عمل أي مسرحية أو عمل فني أحاول بكل جهدي و بكل طاقتي أن أشهر أعمالي وأوصلها للناس من خلال الدعايات و من خلال الإنستغرام و الفيس بوك بحيث أنها توصل لكل مكان
كيف طورت من مواهبك الإخراجية و الكتابية ؟
طورتها عن طريق المتابعة في الإنترنت و عن طريق الاتصال بالمخرجين و الكتاب و الفنيين وحضور المسرحيات بحيث أني اشاهدها كمراقب فقط و ليس كمستمتع بها و أراقب كيف و من أي جهة و من أي باب يخرجون و كيف يتصرفون ، أراقب الحبكة و قوة الجذب فيها لذلك أحاول أن أتابع و أوثق كل شيء تقع ناظري عليه و أبحث في الإنترنت أشاهد الفيديوهات و الفيديو كليبات لأتعلم و تصبح عندي خبرة
هل وصلتك أي انتقادات بشأن أعمالك المسرحية ؟
لا أعتبرها انتقادات و إنما وجهات نظر مختلفة تفيدني و تساعدني في بناء عملي و تعلمني فهذه الأشياء تصب ناظري على أفتقد و تجعلني أعيد الصياغة و أعيد الترتيب من جديد و لكن الحمد لله كل أعمالي ناجحة وفي كل مرة يكون هناك تطور و نجاح يزيد على العمل السابق و بكل فخر أشعر أن مسرحياتي تنجح لأن فيها إخلاصا للكادر الذي يعمل معي بالإضافة أن أغلب قصصي لها قيمة و هادفة لذلك أشعر أن عليها إقبالا
ما هي التجارب المسرحية التي تأثرت بها ؟
لقد تأثرت بالكثير مثلا في التلفزيون تأثرت بالفنان عادل إمام في مسرحية " شاهد مشفش حاجة " و بالنسبة للخليجية تأثرت بالمسرحيات اللي يشارك فيها عبد الحسين عبد الرضا " باي باي لندن " و " باي باي عرب " و مسرحية " معاك معاك " و الكثير من المسرحيات الجميلة التي شدتني في الصغر و صقلتني
لماذا أغلب قصصك و مسرحياتك نابعة من التراث الشعبي ؟
لأني أحب التراث ، فبيئتي و جوي تراثي أينما أنظر ، من جهة أرى البحر و من جهة أخرى أرى التراث فالتراث محيط بي من كل الجوانب ، و أيضا لأني عشت في بيت الباب فيه مفتوح ، و كنا من الصباح للعصر نلعب قي الشوارع مع البنات و الأولاد و صوب السيف ندخل البحر نلعب بالماء بمعنى استمتعنا بطفولتنا لأقصى درجة و هذا أثر علي ، و حتى الآن الكل مهتم بالتراث فالجامعات و المؤسسات تحاول الرجوع للماضي لأن فيه طعما و نوعا من اللذة ، أجيال اليوم بعد عشر سنوات لن يشتاقوا للماضي بقدر اشتياقنا له لأنه جيل مليء بالإلكترونيات يمكن أن يتذكروا أيام المدارس و الجامعة و يتذكروا أصدقاءهم و لكن أين الطفولة التي عاشوها و أين ألعابهم و تجمعاتهم على عكسنا نحن فكنا نجلس بالساعات على لعبة العروسة و نلعب بالأوراق لنكون سفنا فكانت هذي هي الدافع ان اتمسك بالتراث
لماذا أكثر أعمالك مهتمة بالطفل من سن (6_15) عاما ؟
لأنه هو السن الذي يكون فيه الطفل في مرحلة التكوين فإذا أسست طفلك في هذا السن كسبته و استطعت أن توصليه لبر الأمان و تكونين شكلته و علمته على عكس اذا أسسته مثلا في سن 10 سنوات ستكونين متأخرة كثيرا لأنه أسس نفسه بنفسه
كيف تحتضنين الناشئين الموهوبين في تطوير قدراتهم في سماء الفن ؟
أحاول دمجهم في المسرح بصورة مباشرة بحيث يخرجون و يدربون و يعتمدون على نفسهم حتى كفكرة مثلا أو إعطاء رأي لكي يتركوا لهم بصمات هذا الذي أحاول فعله لأجذبهم من هذه الناحية و أكسبهم و ذلك لأنهم لديهم القدرة و باستطاعتهم فعل الكثير كما أنهم في بعض الأحيان يدلونني على أشياء لم أنتبه إليها أو فاقدة لها لذلك نحن نشكل جزءا متكامل فنلعب الدورين المتعلمين و المعلمين
كيف جاءك الإلهام لكتابة رحلة السبايا ؟
رحلة السبايا هي أول عمل لي و كانت بمناسبة قصص الأنبياء للصغار فكنت أقيم سنويا حفلا ففكرت أن أخرج عن المألوف قليلا و أخرج لهم أوبريت صغيرة في مقابل توزيع الشهادات و خصوصا أن لدي خبرة في المسرح فأخرجت عملا فنيا باسم خراريف ، و بعد فترة جاءتني فكرة تأسيس فرقة و سميتها قيتارة و كان أول عمل لي هي قصة بائعة الكبريت بحيث أن لها قبولا من الأطفال لكن لم آخذ القصة نفسها بل استوحيت فكرة منها و حاولت أن أحورها بطريقة ثانية بحيث أنها تتماشى مع قيمنا و أخلاقياتنا
كيف تساعدك عائلتك في العمل الإخراجي ؟
الكل يشجعني و خصوصا ابنتي " بتول " فهي معي في كل خطوة أخطوها وأيضا زوجي يساعدني كثيرا و لا يعترض على ذهابي و إيابي و ليس لديه مانع أن اذهب للاجتماعات و أبقى لفترة طويلة بل بالعكس فإنه يوفر الأشياء المحتاجة في البيت و أما بالنسبة لأولادي فهم يشجعوني لأنهم يشعرون بأني أقدم ما يستفيد منه المجتمع و أترك بصمتي فيه
من يتبع خطاك في عالم الفن من أولادك ؟
الكل تقريبا فابنتي بتول في الإخراج و التمثيل و هي حاليا تدرس تخصص إعلام بجامعة البحرين ، و ولدي الأول في عالم الفن و التصميم و الثاني في عالم التصوير والسينما يعني الحمد لله كلهم فنيون
ما رأيك بالساحة المسرحية المحلية ؟
لا توجد لدينا ساحة مسرحية محلية قوية و خاصة في مسرح الطفل لأنهم دائما يعتمدون على الشكل دون المحتوى فمثلا نجد أزياء مبهرة و أغاني جاذبة و لكن القصة لا توجد لذلك الطفل ينبهر و لكن بدون استفادة من العمل المسرحي و من ناحية مسرح الكبار فهناك انتعاش في الفترة الأخيرة و لكن لحد الآن لم يصل للمستوى المطلوب
هل تكلف صالات العرض المسرحي الإنتاج المحلي ؟
نعم تكلف كثيرا إذا استأجرت كل شي ، و خصوصا أنك ليس لديك تمويل ذاتي و لا رأس مال و لا وجود في الساحة بالصورة التي تشعرين بأن أي عمل تقدمينه سيكون عليه إقبال و خصوصا إذا كنت مبتدئة و عملك ينشر على نطاق و فئة صغيرة بمعنى أن الحضور قد يكون 100 شخص أو فقط 50 شخصا ، لكن إذا كان لديك بصمة في المجتمع مثل المسرحيات التي تعرض في العيد يكون عليها إقبال و بطريقة كبيرة لذلك هذه المسرحيات ترجع أضعاف ما خسرته ، لذى من المهم دراسة المسرحية و العمل الإخراجي و معرفة إذا يرجع لك أموالك و يضاعفها أم لا
على ماذا تعملين حاليا ؟
أعمل على اصدار كتاب للقصص الشعبية مثل قصة " الدشة " التي تتعلق بدخول البحر و قصة " الزوجة الرابعة " و التي تحكي عن أربع زوجات و كل زوجة ما هي قصتها و ما الصعوبات و المشاكل التي واجهتها و قصة "رحلة إلى خصيفة " و قصة "ودوني المدرسة " و قصة "ليلة الختم " ، يعني قصص متعلقة بمناسبات شعبية حاولت أن أجسدها في هذا الكتاب بالطبع لم أكمله فهو يحوي ست عشرة قصة و إن شاء الله سيكون هناك جزء ثان له إذا كتب الله
إلام تطمحين ؟
أطمح أن يكون لي مسرح مستقل و يكون لدي فرقة رسمية أعتمد عليها ، أستطيع إخراجها بمعنى أنها لا تشارك فقط في حدود المملكة و لكن بالعكس تشارك في المهرجانات و تنافس المسارح الكبرى الموجودة في البلد و خارجه و خصوصا اننا على مقدرة لفعل هذا و لكن إمكانياتنا المادية ضعيفة
كلمة لمخرجي المستقبل ؟
الإخراج موهبة إذا كانت موجودة لدى الشخص استطاع دخول هذا العالم بسهولة و لكن إذا أراد الدخول فقط لأنه يريد ذلك و بدون امتلاك أي موهبة تدعمه سيواجه تحديات و صعوبات كثيرة ، يمكنه تعلم الحرفة بسهولة إذا كان لديه الإصرار و العزيمة الكافية ، كما أن معظم المخرجين لا يعتمدون على الإخراج وحده بل لديهم سلاح آخر و ذلك لأن نجاح عمله غير مضمون
فالإخراج شي جميل و متجدد يخلق جو من الإبداع ليس له حد و لكن هناك الكثير من العمل وراءه فالمشاهد عندما يرى المسرحية جاهزة يقول هذا العمل جميل و لكن متى نقول هذا المخرج مبدع نقولها عندما نعرف ما وراء الكواليس من تسجيل الأصوات واختيار الملابس و الأضواء المناسبة ، اختيار الأماكن ومعرفة تعب التدريب لأيام عديدة و ساعات طويلة هذا كله يقع على المخرج صحيح أنه يوظف مختصين بذلك و لكنه يكون المشرف عليهم و لا يتم عمل أي شيء بدون موافقته
نسرين هلول _ طالبة إعلام بجامعة البحرين
سطرت زهراء مبارك أسمى معاني الكفاح والاجتهاد في السعي وراء حلمها، لتحققه على الرغم من الظروف، حيث أصبحت مخرجة مسرحية وكاتبة لقصص شعبية تجاوز عددها الـ 30، وأسست العديد من الفرق المسرحية الحاضنة لمواهب الناشئين، كما أنها ناشطة في العمل التطوعي.
وتقول مبارك "إن الإخراج يعتبر موهبة لخلق جو من الإبداع، فإذا كانت موجودة لدى الشخص استطاع دخول هذا العالم بسهولة رغم أي تحديات تواجهه".
كيف عرف المسرح والإخراج طريقه إليك؟
لم يعرف، إنما أنا التي بحثت عنه، وحاولت أن أدخل هذا المجال، لأن المسرح والإخراج من أصعب الأشياء في الفن، وخصوصا أننا لسنا من جماهير المسرح.
بمعنى أن قليل من يستهوي هذا النوع من الفن ويقبل عليه، لذلك يجب تقديم نص الجيل وهذا لا يأتي بسهولة بل يجب أن تجتهدي وتكافحي لتصلي إليه ولذلك أنا التي بحثت عن المسرح واستهويته لأنه صعب و فيه الكثير من التحديات.
تحدثي عن ملهمك في كتابة وإخراج القصص المسرحية؟
طفولتي كان لها دور أساس وأيضا البيئة التي عشت فيها بسيطة، وهي التي كونت عندي خيالا واسعا وأدخلتني هذا العالم وسحرتني به
ما الذي يغريك ويشدك في الإخراج؟
الإبداع المتجدد والمستمر وذلك لأن مسمى الإخراج يعني أنك متجددة دائما ومهما قلت هذا المخرج كبير في السن وذوقه قديم لكن لا بالعكس كل ما كبر اكتسب خبرة أكثر ومن سمع ورأى تجارب الآخرين أصبح عنده تجديد أكثر
ما هي الصعوبات التي واجهتك ؟
لم تكن لدي صعوبة في كتابة القصص ولكن محاولة النشر هي الصعبة فأنت تريدين إقبالا من الجمهور وتريدين الناس أن يكونوا مرتاحين لكتابتك وتريدين دخول قلوبهم وهنا تأتي الصعوبة لذلك يجب عليك أن تكتبي من قلبك وتشعري بآلامهم و مشاعرهم و بحياتهم حتى لكي تستطيع دخول كل بيت من بيوت من يشاهدونك و يتابعونك أما بالنسبة للمسرح فهناك الكثير من الصعوبات مثلا القصة فأنت غير ضامنة ما إذا سيتقبلها التمويل ، و خصوصا أن المسرح يسحب الكثير من النقود بدون أن تدرك ذلك كما أنه ليس لديك العلم إذا ما سيتم تعويضها أم لا ، وبالنسبة لمكان التدريب ومكان العمل فأنت تريدين مقرا ثابتا ونحن كفرقة غير رسمية مكونة من هواة فليس لدينا لحد الآن مكان مستقر
من الأشخاص والجهات الرسمية الذين دعموا زهراء ماديا و معنويا ؟
ماديا لا يوجد ومعنويا بعض الشخصيات الفنية مثل مسرح الريف ، فأنا أدخل عليهم لطلب المساعدة واستشيرهم مثل المخرج محمد الصفار حاولت أن أستعين به عدة مرات و كذلك يوجد كُتاب من السعودية و مخرجون أتواصل معهم لكي أسهل علي الطريق
كيف ثبتت زهراء نفسها في عالم الفن ؟
لحد الان لا أعتقد أني وصلت للمستوى الذي أريده و لكني أحاول بقدر المستطاع أن اتواصل مع الصحف و مع وسائل الإعلام لنشر أعمالي ، لقد اجتهدت و حاولت أن يشع اسمي فقد سوقت لنفسي مثل ما يقولون عند عمل أي مسرحية أو عمل فني أحاول بكل جهدي و بكل طاقتي أن أشهر أعمالي وأوصلها للناس من خلال الدعايات و من خلال الإنستغرام و الفيس بوك بحيث أنها توصل لكل مكان
كيف طورت من مواهبك الإخراجية و الكتابية ؟
طورتها عن طريق المتابعة في الإنترنت و عن طريق الاتصال بالمخرجين و الكتاب و الفنيين وحضور المسرحيات بحيث أني اشاهدها كمراقب فقط و ليس كمستمتع بها و أراقب كيف و من أي جهة و من أي باب يخرجون و كيف يتصرفون ، أراقب الحبكة و قوة الجذب فيها لذلك أحاول أن أتابع و أوثق كل شيء تقع ناظري عليه و أبحث في الإنترنت أشاهد الفيديوهات و الفيديو كليبات لأتعلم و تصبح عندي خبرة
هل وصلتك أي انتقادات بشأن أعمالك المسرحية ؟
لا أعتبرها انتقادات و إنما وجهات نظر مختلفة تفيدني و تساعدني في بناء عملي و تعلمني فهذه الأشياء تصب ناظري على أفتقد و تجعلني أعيد الصياغة و أعيد الترتيب من جديد و لكن الحمد لله كل أعمالي ناجحة وفي كل مرة يكون هناك تطور و نجاح يزيد على العمل السابق و بكل فخر أشعر أن مسرحياتي تنجح لأن فيها إخلاصا للكادر الذي يعمل معي بالإضافة أن أغلب قصصي لها قيمة و هادفة لذلك أشعر أن عليها إقبالا
ما هي التجارب المسرحية التي تأثرت بها ؟
لقد تأثرت بالكثير مثلا في التلفزيون تأثرت بالفنان عادل إمام في مسرحية " شاهد مشفش حاجة " و بالنسبة للخليجية تأثرت بالمسرحيات اللي يشارك فيها عبد الحسين عبد الرضا " باي باي لندن " و " باي باي عرب " و مسرحية " معاك معاك " و الكثير من المسرحيات الجميلة التي شدتني في الصغر و صقلتني
لماذا أغلب قصصك و مسرحياتك نابعة من التراث الشعبي ؟
لأني أحب التراث ، فبيئتي و جوي تراثي أينما أنظر ، من جهة أرى البحر و من جهة أخرى أرى التراث فالتراث محيط بي من كل الجوانب ، و أيضا لأني عشت في بيت الباب فيه مفتوح ، و كنا من الصباح للعصر نلعب قي الشوارع مع البنات و الأولاد و صوب السيف ندخل البحر نلعب بالماء بمعنى استمتعنا بطفولتنا لأقصى درجة و هذا أثر علي ، و حتى الآن الكل مهتم بالتراث فالجامعات و المؤسسات تحاول الرجوع للماضي لأن فيه طعما و نوعا من اللذة ، أجيال اليوم بعد عشر سنوات لن يشتاقوا للماضي بقدر اشتياقنا له لأنه جيل مليء بالإلكترونيات يمكن أن يتذكروا أيام المدارس و الجامعة و يتذكروا أصدقاءهم و لكن أين الطفولة التي عاشوها و أين ألعابهم و تجمعاتهم على عكسنا نحن فكنا نجلس بالساعات على لعبة العروسة و نلعب بالأوراق لنكون سفنا فكانت هذي هي الدافع ان اتمسك بالتراث
لماذا أكثر أعمالك مهتمة بالطفل من سن (6_15) عاما ؟
لأنه هو السن الذي يكون فيه الطفل في مرحلة التكوين فإذا أسست طفلك في هذا السن كسبته و استطعت أن توصليه لبر الأمان و تكونين شكلته و علمته على عكس اذا أسسته مثلا في سن 10 سنوات ستكونين متأخرة كثيرا لأنه أسس نفسه بنفسه
كيف تحتضنين الناشئين الموهوبين في تطوير قدراتهم في سماء الفن ؟
أحاول دمجهم في المسرح بصورة مباشرة بحيث يخرجون و يدربون و يعتمدون على نفسهم حتى كفكرة مثلا أو إعطاء رأي لكي يتركوا لهم بصمات هذا الذي أحاول فعله لأجذبهم من هذه الناحية و أكسبهم و ذلك لأنهم لديهم القدرة و باستطاعتهم فعل الكثير كما أنهم في بعض الأحيان يدلونني على أشياء لم أنتبه إليها أو فاقدة لها لذلك نحن نشكل جزءا متكامل فنلعب الدورين المتعلمين و المعلمين
كيف جاءك الإلهام لكتابة رحلة السبايا ؟
رحلة السبايا هي أول عمل لي و كانت بمناسبة قصص الأنبياء للصغار فكنت أقيم سنويا حفلا ففكرت أن أخرج عن المألوف قليلا و أخرج لهم أوبريت صغيرة في مقابل توزيع الشهادات و خصوصا أن لدي خبرة في المسرح فأخرجت عملا فنيا باسم خراريف ، و بعد فترة جاءتني فكرة تأسيس فرقة و سميتها قيتارة و كان أول عمل لي هي قصة بائعة الكبريت بحيث أن لها قبولا من الأطفال لكن لم آخذ القصة نفسها بل استوحيت فكرة منها و حاولت أن أحورها بطريقة ثانية بحيث أنها تتماشى مع قيمنا و أخلاقياتنا
كيف تساعدك عائلتك في العمل الإخراجي ؟
الكل يشجعني و خصوصا ابنتي " بتول " فهي معي في كل خطوة أخطوها وأيضا زوجي يساعدني كثيرا و لا يعترض على ذهابي و إيابي و ليس لديه مانع أن اذهب للاجتماعات و أبقى لفترة طويلة بل بالعكس فإنه يوفر الأشياء المحتاجة في البيت و أما بالنسبة لأولادي فهم يشجعوني لأنهم يشعرون بأني أقدم ما يستفيد منه المجتمع و أترك بصمتي فيه
من يتبع خطاك في عالم الفن من أولادك ؟
الكل تقريبا فابنتي بتول في الإخراج و التمثيل و هي حاليا تدرس تخصص إعلام بجامعة البحرين ، و ولدي الأول في عالم الفن و التصميم و الثاني في عالم التصوير والسينما يعني الحمد لله كلهم فنيون
ما رأيك بالساحة المسرحية المحلية ؟
لا توجد لدينا ساحة مسرحية محلية قوية و خاصة في مسرح الطفل لأنهم دائما يعتمدون على الشكل دون المحتوى فمثلا نجد أزياء مبهرة و أغاني جاذبة و لكن القصة لا توجد لذلك الطفل ينبهر و لكن بدون استفادة من العمل المسرحي و من ناحية مسرح الكبار فهناك انتعاش في الفترة الأخيرة و لكن لحد الآن لم يصل للمستوى المطلوب
هل تكلف صالات العرض المسرحي الإنتاج المحلي ؟
نعم تكلف كثيرا إذا استأجرت كل شي ، و خصوصا أنك ليس لديك تمويل ذاتي و لا رأس مال و لا وجود في الساحة بالصورة التي تشعرين بأن أي عمل تقدمينه سيكون عليه إقبال و خصوصا إذا كنت مبتدئة و عملك ينشر على نطاق و فئة صغيرة بمعنى أن الحضور قد يكون 100 شخص أو فقط 50 شخصا ، لكن إذا كان لديك بصمة في المجتمع مثل المسرحيات التي تعرض في العيد يكون عليها إقبال و بطريقة كبيرة لذلك هذه المسرحيات ترجع أضعاف ما خسرته ، لذى من المهم دراسة المسرحية و العمل الإخراجي و معرفة إذا يرجع لك أموالك و يضاعفها أم لا
على ماذا تعملين حاليا ؟
أعمل على اصدار كتاب للقصص الشعبية مثل قصة " الدشة " التي تتعلق بدخول البحر و قصة " الزوجة الرابعة " و التي تحكي عن أربع زوجات و كل زوجة ما هي قصتها و ما الصعوبات و المشاكل التي واجهتها و قصة "رحلة إلى خصيفة " و قصة "ودوني المدرسة " و قصة "ليلة الختم " ، يعني قصص متعلقة بمناسبات شعبية حاولت أن أجسدها في هذا الكتاب بالطبع لم أكمله فهو يحوي ست عشرة قصة و إن شاء الله سيكون هناك جزء ثان له إذا كتب الله
إلام تطمحين ؟
أطمح أن يكون لي مسرح مستقل و يكون لدي فرقة رسمية أعتمد عليها ، أستطيع إخراجها بمعنى أنها لا تشارك فقط في حدود المملكة و لكن بالعكس تشارك في المهرجانات و تنافس المسارح الكبرى الموجودة في البلد و خارجه و خصوصا اننا على مقدرة لفعل هذا و لكن إمكانياتنا المادية ضعيفة
كلمة لمخرجي المستقبل ؟
الإخراج موهبة إذا كانت موجودة لدى الشخص استطاع دخول هذا العالم بسهولة و لكن إذا أراد الدخول فقط لأنه يريد ذلك و بدون امتلاك أي موهبة تدعمه سيواجه تحديات و صعوبات كثيرة ، يمكنه تعلم الحرفة بسهولة إذا كان لديه الإصرار و العزيمة الكافية ، كما أن معظم المخرجين لا يعتمدون على الإخراج وحده بل لديهم سلاح آخر و ذلك لأن نجاح عمله غير مضمون
فالإخراج شي جميل و متجدد يخلق جو من الإبداع ليس له حد و لكن هناك الكثير من العمل وراءه فالمشاهد عندما يرى المسرحية جاهزة يقول هذا العمل جميل و لكن متى نقول هذا المخرج مبدع نقولها عندما نعرف ما وراء الكواليس من تسجيل الأصوات واختيار الملابس و الأضواء المناسبة ، اختيار الأماكن ومعرفة تعب التدريب لأيام عديدة و ساعات طويلة هذا كله يقع على المخرج صحيح أنه يوظف مختصين بذلك و لكنه يكون المشرف عليهم و لا يتم عمل أي شيء بدون موافقته
نسرين هلول _ طالبة إعلام بجامعة البحرين