ما من غرابة في أن بعض المنظمات الحقوقية الدولية قد تحولت إلى معاول هدم مجاوزين أسس البناء والتنمية في المجتمعات، وقد اختبرنا ذلك جيداً في البحرين لاسيما في أزمتها الكبرى عام 2011، ولاحظنا ملياً كيف أن المنظمات التي تنادي في ظاهرها بحقوق الإنسان قد تحولت إلى منابر لبث العنف والكراهية والتحريض بدل الدعوة إلى السلام والاستقرار والعيش القويم، بل وباتت تتعمد الاصطياد في المياه العكرة لظروف المجتمعات على الدوام، لتحقيق مآربها وأجنداتها الخاصة، ولاحظنا في البحرين أيضاً كيف أن كل تلك المنظمات تصمت في بادئ الأمر، عندما يتم القبض على الشبكات والخلايا التجسسية التي كانت تنوي الشر للبلاد والعباد بما ينتهك حقوق الأبرياء من المواطنين والمقيمين على هذه الأرض، غير أنها تنعق في مناسبات أخرى منادية بحقوق هؤلاء المقبوض عليهم، أو غيرهم من على نفس الشاكلة.

في تصريح مثير، ولكنه غير مستغرب من منظمة «هيومن رايتس ووتش»، قبل أسبوع، قالت ان الانتخابات البرلمانية القادمة في البحرين ستجري في بيئة قمعية لن تفضي إلى انتخابات حرة، معللةً قولها، بإسقاط عقوبة السجن على من أسمتهم رموزاً للمعارضة في تغليف كاشف الرأس للإرهاب ورموزه، مشيرةً في تصريحها لأسماء ذات أجندة إرهابية واضحة ولها تاريخها الأسود الحافل في مملكة البحرين نحو النائب السابق علي العشيري، وعلي سلمان. المضحك في الأمر أنه في ختام التصريح جاء الحديث عن الدور البحريني في حرب اليمن للتشكيك في مملكة البحرين ومساعيها، ولإلباسها ثوب الإرهاب الذي تحاول المنظمة أن تسبغه زوراً على المملكة فيما تسعى لتطهير أجساد الإرهابيين الحقيقيين وسيرهم من أردانهم، غير أنه وكما جرى لدينا المثل الشعبي، فإن ثمة أفعال «ما يطهرها ماء زمزم».

إن اختيار منظمة «هيومن رايتس ووتش» هذا الوقت بالذات للحديث عن الانتخابات والتشكيك في نزاهتها وثوابتها، إنما جاء من أجل تثبيط الهمم، ومن أجل خلق اصطفافات بإثارة مشاعر طائفية إزاء رموز إرهابية، لا تمت في حقيقة الأمر في ممارساتها المرتكبة إلى الدين أو مفهوم المعارضة البناءة بصلة. من جهة أخرى فإن هناك كثير من المتقاعسين الذين يظنون بعدم جدوى الذهاب لصناديق الاقتراع والتصويت للمترشح المناسب، ما يشي بمحاولة اللعب على إفشال العملية الانتخابية الديمقراطية في البحرين هذه المرة.

* اختلاج النبض:

هيهات لكل من حاول زعزعة إيمان أهل البحرين بمكتسباتهم الديمقراطية وبقدرتهم على الإسهام في بناء غدهم المشرق، فالشعب البحريني أكثر وعياً من أن توجهه في الرأي منظمة آثمة أو أقوال شاردة وواردة لا قيمة لها. المواطن البحريني يدرك جيداً قيمة المشاركة في العملية الديمقراطية انطلاقاً من تصويته على الميثاق في عام 2001 وصولاً إلى هذه اللحظة. ولذلك فالبحرين عصية على من أراد بها شراً.. عصية بأهلها، الذين سنلقاهم اليوم محولين مراكز الاقتراع لساحات احتفالات بهيجة، ليحتفي الشعب المخلص كله بعيد وطني من أعياد البحرين المجيدة.