أحمد عطا
صدق أو لا تصدق.. فالنسيا يحقق فوزه الأول في الميستايا هذا الموسم في الليغا في نهايات شهر نوفمبر! كيف لا والفريق قبل انتصاره على رايو باييكانو كان قد سجل 8 أهداف في 12 مباراة جعلته أضعف خط هجوم في البطولة.
لكن المفارقة كانت في أن الفريق مع نهاية تلك الجولة أصبح صاحب أقوى خط دفاع في البطولة بالمشاركة مع أتلتيكو مدريد، وهو ما كفل للخفافيش ألا يتلقوا سوى هزيمتين فقط في الليغا ليصبحوا ثاني أقل الفرق تعرضاً للهزيمة بالمشاركة مع برشلونة وخلف الأتليتي.
صاحب المشكلة كان المدرب مارسيلينو وصاحب الحل كان مارسيلينو كذلك.. صحيح أن نتائج الفريق كانت متراجعة لكن أداء اللوس تشي لم يكن يشي بكارثة، بل كانت المتابعة المتعمقة للفريق تلمّح إلى أن ما يمر بها الفريق من تراجع يعود إلى تفاصيل فردية أكثر منها جماعية.
ففالنسيا كان مدمنًا للتعادلات منذ انطلاقة الموسم، لكن تلك التعادلات كان من الممكن أن يتفادى الفريق كم لا بأس به منها إن كانت صفقات الصيف الهجومية قد قدمت ما هو منتظر منها، لكن كيفن جاميرو وميشي باتشواي تفننا في إهدار فرص صريحة وحقيقية لا يمكن إلا أن يكون طريقها للشباك مهدية الفريق نقاط الفوز في مباريات كليجانيس وبرشلونة وليفانتي وبلباو وحتى يانج بويز ذهاباً في دوري الأبطال. أضف إلى ذلك تراجع مردود رودريجو مورينو ليصير البلانكونيجروس بلا أنياب أمام مرمى الخصوم.
مع عودة سانتي مينا من الإصابة الطويلة ومشاركته بانتظام بدأ فالنسيا يعرف طريق الشباك.. المهاجم الشاب لا يمتلك الكثير من المهارات التي يمتلكها رودريجو أو باتشواي، لكن ربما يكون هذا الأمر ميزة لصالحه في المواقف داخل الصندوق فهو لا يتفلسف كثيراً ويعرف أن التسديد مهما كانت الوضعية يعطيك فرصة ولو قليلة في التسجيل مقارنة بالمراوغة غير المجدية وعدم التسديد أصلاً!
سجل مينا ثنائية في كأس الملك قبل أن يسجل هدفين في مرمى يانج بويز في لقاء العودة ومحاولة إحياء آمال التأهل للأدوار الإقصائية قبل أن يسجل ثنائية جديدة أمام رايو باييكانو ومن لقطات تكررت كثيراً للمهاجمين الآخرين دون قدرة من خلالهم على تحويلها إلى أهداف.
لكن هذا ليس كل شيء بطبيعة الحال، فمارسيلينو الذي كان مشكلة عرف أن حل الجبهة اليمنى الضعيفة يكمن في التخلص من معدوم الحيلة كريستيانو بيتشيني الذي كانت الإدارة تعول عليه ليصير ظهير أيمن الفريق لفترة طويلة، لكنه تمكن ببراعة يُحسد عليها أن يضطر نفس الإدارة التي جلبته إلى التفكير في ضم ظهير أيمن جديد بعد أقل من شهرين على وصوله للميستايا.
لذلك شغل دانييل فاس الجبهة اليمنى -وهو الذي يلعب أكثر كجناح أيمن أو لاعب وسط- لينجح الدنماركي في إعادة إحياء تلك الجبهة من جديد وتحسين مستوى كارلوس سولير الذي كان مستواه سيئًا هو الآخر منذ بداية الموسم مع كونه ليس بالجناح أصلًا ما ضاعف من معاناته ليحمل لواء الجبهة وحده وهو الأمر الجوهري جدًا لفريق يلعب بطريقة 4/4/2 يحتاج فيها إلى جبهتين نشيطتين لتمويل مهاجمي الفريق بالكرات باستمرار.
التحسين الثالث الذي قام به مارسيلينو كان في اقتحام فرانسيس كوكلان لمنظومة الوسط وكسره للرابطة الدائمة بين دانييل باريخو وجيوفري كوندوبيا اللذين عانا من انخفاض واضح في المستوى ليصير لاعب آرسنال السابق عنصرًا لا غنى عنه في خط الوسط مع إراحة واحد من الثنائي المذكور آنفًا أملًا في عودتهما لمستواهما مع الوقت بدلاً من معاناة الفريق في انتظار تلك الاستفاقة.
كوكلان وصل إلى الليغا في الموسم الماضي معتمداً على قدراته البدنية لكنه بدا غير قادر على الاندماج والتأقلم مع أسلوب اللعب في الليغا حيث التحكم في النسق واللعب في المساحات الضيقة والصبر على الهجمة، لكن مستواه تطور بشدة هذا الموسم ليقتحم مكانًا آخر وهو قلوب مشجعي الفريق.
التحسّن الأخير كان مع عنصرين في خط الدفاع وهما المدافع جابرييل باوليستا والحارس نيتو، فبعد إصرار مارسيلينو على الاستبعاد المستمر لجيلسون موريّو من التشكيل الأساسي وحتى استبعاده من قائمة المباراة أحيانًا، كان لا بد للفريق من أن يعثر على عنصر كفء آخر في ظل الإصابات المتلاحقة لإيزيكييل جاراي.
كان باوليستا في الموعد ليقدم مستوى مميز مقارنة بمستواه الضعيف في الموسم الماضي وبات أقل اندفاعية وحريصاً على إغلاق ثغراته أولاً قبل التفكير في ثغرات الآخرين، بينما تحسن مستوى نيتو بشكل كبير وبات الجميع يشعر بطمأنينة أكثر مما كان عليه في بداية الموسم.
***
هل يعني أن كل شيء بات على ما يرام؟
بالتأكيد لا، ففالنسيا في النهاية لم يفز سوى في 3 مباريات متتالية في كافة المسابقات وهو رقم غير كافٍ لتحويل موسم الفريق.. مازال على الفريق تحسين ترابط عناصره وسرعة النسق في بعض الأحيان مع رفع قدرته على تنفيذ الهجمة المرتدة بسرعة كما كان يفعل في الموسم الماضي وكانت أحد أهم نقاط قوته، كما أنه من المهم جداً عودة رودريجو مورينو إلى التهديف وعودة جونزالو غيديش إلى مستواه.
لكن مباراتين قادمتين من الممكن أن تكونا سبباً في هذا التحول الكبير في الموسم وذلك عندما يخوض فالنسيا بعد ساعات مواجهة شبه مستحيلة في تورينو أملاً في هزم يوفنتوس على أرضه وتكرار الصدفة العجيبة التي قام بها مانشستر يونايتد قبل فترة التوقف الدولي وخطف انتصار يحافظ للإسبان على آمالهم في التأهل للدور التالي من دوري الأبطال وإلا مواجهة خطر الإقصاء المبكر.
بينما يمكن لفالنسيا مواصلة استفاقته في الليغا وتعزيزها بقوة عندما يعود من إيطاليا إلى مدريد ليواجه النادي الملكي الذي يعاني الأمرين هذا الموسم وفي حالة انتصار الخفافيش فإنهم سيواصلون الاقتراب من ركب المقدمة وزيادة تطلعاتهم في حجز مكان في مراكز دوري الأبطال على أقل تقدير.
لننتظر ونرى.. لن يكون علينا سوى الانتظار لبضع ساعات قبل مشاهدة هذه الاختبارات تبدأ.
صدق أو لا تصدق.. فالنسيا يحقق فوزه الأول في الميستايا هذا الموسم في الليغا في نهايات شهر نوفمبر! كيف لا والفريق قبل انتصاره على رايو باييكانو كان قد سجل 8 أهداف في 12 مباراة جعلته أضعف خط هجوم في البطولة.
لكن المفارقة كانت في أن الفريق مع نهاية تلك الجولة أصبح صاحب أقوى خط دفاع في البطولة بالمشاركة مع أتلتيكو مدريد، وهو ما كفل للخفافيش ألا يتلقوا سوى هزيمتين فقط في الليغا ليصبحوا ثاني أقل الفرق تعرضاً للهزيمة بالمشاركة مع برشلونة وخلف الأتليتي.
صاحب المشكلة كان المدرب مارسيلينو وصاحب الحل كان مارسيلينو كذلك.. صحيح أن نتائج الفريق كانت متراجعة لكن أداء اللوس تشي لم يكن يشي بكارثة، بل كانت المتابعة المتعمقة للفريق تلمّح إلى أن ما يمر بها الفريق من تراجع يعود إلى تفاصيل فردية أكثر منها جماعية.
ففالنسيا كان مدمنًا للتعادلات منذ انطلاقة الموسم، لكن تلك التعادلات كان من الممكن أن يتفادى الفريق كم لا بأس به منها إن كانت صفقات الصيف الهجومية قد قدمت ما هو منتظر منها، لكن كيفن جاميرو وميشي باتشواي تفننا في إهدار فرص صريحة وحقيقية لا يمكن إلا أن يكون طريقها للشباك مهدية الفريق نقاط الفوز في مباريات كليجانيس وبرشلونة وليفانتي وبلباو وحتى يانج بويز ذهاباً في دوري الأبطال. أضف إلى ذلك تراجع مردود رودريجو مورينو ليصير البلانكونيجروس بلا أنياب أمام مرمى الخصوم.
مع عودة سانتي مينا من الإصابة الطويلة ومشاركته بانتظام بدأ فالنسيا يعرف طريق الشباك.. المهاجم الشاب لا يمتلك الكثير من المهارات التي يمتلكها رودريجو أو باتشواي، لكن ربما يكون هذا الأمر ميزة لصالحه في المواقف داخل الصندوق فهو لا يتفلسف كثيراً ويعرف أن التسديد مهما كانت الوضعية يعطيك فرصة ولو قليلة في التسجيل مقارنة بالمراوغة غير المجدية وعدم التسديد أصلاً!
سجل مينا ثنائية في كأس الملك قبل أن يسجل هدفين في مرمى يانج بويز في لقاء العودة ومحاولة إحياء آمال التأهل للأدوار الإقصائية قبل أن يسجل ثنائية جديدة أمام رايو باييكانو ومن لقطات تكررت كثيراً للمهاجمين الآخرين دون قدرة من خلالهم على تحويلها إلى أهداف.
لكن هذا ليس كل شيء بطبيعة الحال، فمارسيلينو الذي كان مشكلة عرف أن حل الجبهة اليمنى الضعيفة يكمن في التخلص من معدوم الحيلة كريستيانو بيتشيني الذي كانت الإدارة تعول عليه ليصير ظهير أيمن الفريق لفترة طويلة، لكنه تمكن ببراعة يُحسد عليها أن يضطر نفس الإدارة التي جلبته إلى التفكير في ضم ظهير أيمن جديد بعد أقل من شهرين على وصوله للميستايا.
لذلك شغل دانييل فاس الجبهة اليمنى -وهو الذي يلعب أكثر كجناح أيمن أو لاعب وسط- لينجح الدنماركي في إعادة إحياء تلك الجبهة من جديد وتحسين مستوى كارلوس سولير الذي كان مستواه سيئًا هو الآخر منذ بداية الموسم مع كونه ليس بالجناح أصلًا ما ضاعف من معاناته ليحمل لواء الجبهة وحده وهو الأمر الجوهري جدًا لفريق يلعب بطريقة 4/4/2 يحتاج فيها إلى جبهتين نشيطتين لتمويل مهاجمي الفريق بالكرات باستمرار.
التحسين الثالث الذي قام به مارسيلينو كان في اقتحام فرانسيس كوكلان لمنظومة الوسط وكسره للرابطة الدائمة بين دانييل باريخو وجيوفري كوندوبيا اللذين عانا من انخفاض واضح في المستوى ليصير لاعب آرسنال السابق عنصرًا لا غنى عنه في خط الوسط مع إراحة واحد من الثنائي المذكور آنفًا أملًا في عودتهما لمستواهما مع الوقت بدلاً من معاناة الفريق في انتظار تلك الاستفاقة.
كوكلان وصل إلى الليغا في الموسم الماضي معتمداً على قدراته البدنية لكنه بدا غير قادر على الاندماج والتأقلم مع أسلوب اللعب في الليغا حيث التحكم في النسق واللعب في المساحات الضيقة والصبر على الهجمة، لكن مستواه تطور بشدة هذا الموسم ليقتحم مكانًا آخر وهو قلوب مشجعي الفريق.
التحسّن الأخير كان مع عنصرين في خط الدفاع وهما المدافع جابرييل باوليستا والحارس نيتو، فبعد إصرار مارسيلينو على الاستبعاد المستمر لجيلسون موريّو من التشكيل الأساسي وحتى استبعاده من قائمة المباراة أحيانًا، كان لا بد للفريق من أن يعثر على عنصر كفء آخر في ظل الإصابات المتلاحقة لإيزيكييل جاراي.
كان باوليستا في الموعد ليقدم مستوى مميز مقارنة بمستواه الضعيف في الموسم الماضي وبات أقل اندفاعية وحريصاً على إغلاق ثغراته أولاً قبل التفكير في ثغرات الآخرين، بينما تحسن مستوى نيتو بشكل كبير وبات الجميع يشعر بطمأنينة أكثر مما كان عليه في بداية الموسم.
***
هل يعني أن كل شيء بات على ما يرام؟
بالتأكيد لا، ففالنسيا في النهاية لم يفز سوى في 3 مباريات متتالية في كافة المسابقات وهو رقم غير كافٍ لتحويل موسم الفريق.. مازال على الفريق تحسين ترابط عناصره وسرعة النسق في بعض الأحيان مع رفع قدرته على تنفيذ الهجمة المرتدة بسرعة كما كان يفعل في الموسم الماضي وكانت أحد أهم نقاط قوته، كما أنه من المهم جداً عودة رودريجو مورينو إلى التهديف وعودة جونزالو غيديش إلى مستواه.
لكن مباراتين قادمتين من الممكن أن تكونا سبباً في هذا التحول الكبير في الموسم وذلك عندما يخوض فالنسيا بعد ساعات مواجهة شبه مستحيلة في تورينو أملاً في هزم يوفنتوس على أرضه وتكرار الصدفة العجيبة التي قام بها مانشستر يونايتد قبل فترة التوقف الدولي وخطف انتصار يحافظ للإسبان على آمالهم في التأهل للدور التالي من دوري الأبطال وإلا مواجهة خطر الإقصاء المبكر.
بينما يمكن لفالنسيا مواصلة استفاقته في الليغا وتعزيزها بقوة عندما يعود من إيطاليا إلى مدريد ليواجه النادي الملكي الذي يعاني الأمرين هذا الموسم وفي حالة انتصار الخفافيش فإنهم سيواصلون الاقتراب من ركب المقدمة وزيادة تطلعاتهم في حجز مكان في مراكز دوري الأبطال على أقل تقدير.
لننتظر ونرى.. لن يكون علينا سوى الانتظار لبضع ساعات قبل مشاهدة هذه الاختبارات تبدأ.