صرح رئيس نيابة الجرائم الإرهابية المحامي العام المستشار أحمد الحمادي أن المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة أصدرت الخميس حكماً على خمسة متهمين بقضية تنظيم وإدارة جماعة إرهابية على خلاف أحكام القانون وتولي قيادة بها والانضمام إليها و إحداث تفجيرات وحيازة المفرقعات والأسلحة و التدريب على استعمالها والقتل العمد والشروع في قتل أفراد الشرطة وأشخاص مدنيين والاعتداء على سلامتهم، تنفيذا لأغراض إرهابية وإتلاف أموال مملوكة للغير بمعاقبة المتهم الاول بالسجن المؤبد وتغريمه خمسمائة دينار وبمعاقبة المتهمين الثاني والثالث بإجماع الآراء بالإعدام وغرامة خمسمائة دينار وبمعاقبة المتهم الرابع بالسجن لمدة عشر سنوات وبمعاقبة المتهم الخامس بالسجن لمدة سبع سنوات وبإلزام المتهمين الاول والثاني والثالث متضامنين بدفع قيمة التلفيات كما قضت باسقاط جنسية جميع المتهمين وبمصادرة المضبوطات.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي النيابة العامة بلاغاً من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية مفاده أنه في إطار جهود رصد وكشف مرتكبي العديد من الحوادث الإرهابية في تلك الآونة والتي استهدفت رجال الأمن بواسطة زرع العبوات المتفجرة بأماكن تمركز ومرور مركبات القوات الأمنية فقد وردت معلومات تفيد قيام المتهم الأول والهارب والمتواجد بإيران بتجنيد العديد من العناصر بمملكة البحرين وتشكيل خلايا منفصلة من تلك العناصر تعمل كل منها تحت إمرته وقيادته وذلك لتنفيذ مخططهم الإرهابي بمملكة البحرين.
كما أسفرت التحريات بأنه سبق للمتهمين الثاني والثالث وبناء على تنسيق وترتيب من المتهم الرابع وهو هارب ومتواجد بإيران السفر إلى إيران في غضون عام 2011 وتدربا عسكرياً على كيفية تصنيع العبوات المتفجرة واستخدام الأسلحة النارية.
وذكرت المعلومات قيام المتهم الأول في بداية عام 2017 بالتواصل مع المتهم الثاني عن طريق شقيقة المتهم الخامس و طلب منه الانضمام إلى التنظيم الإرهابي الذي يتولى قيادته للقيام بأعمال إرهابية بالبحرين وتمكن من تجنيده وكلفه بتشكيل خلية بالبحرين تتولى تنفيذ مخططه الإرهابي. كما كلفه بتجنيد عناصر أخرى بالبحرين لمعاونته ومساعدته وقد تمكن المتهم الثاني من تجنيد العديد من العناصر عرف منهم المتهم الثالث وتولى المتهم الأول التواصل معهم وتزويدهم بالعبوات والمواد المتفجرة والأسلحة النارية والأموال اللازمة لتنفيذ نشاطهم الإجرامي.
وأفادت التحريات بقيامه بتزويد المتهمين سالفي الذكر بالعبوات المتفجرة والمواد التي تدخل في تصنيع المتفجرات والأسلحة النارية اللازمة لتنفيذ جرائمهم الإرهابية وذلك عن طريق بعض عناصره الأخرى المتواجدين بمملكة البحرين والذين تمكن من تجنيدهم كما زودهم بالأموال اللازمة لتنفيذ مخططهم الإجرامي.
وقد تمكن المتهمان الثاني والثالث وآخرون، وبناء على توجيهات وتعليمات المتهم الأول، من ارتكاب العديد من حوادث التفجيرات بالمملكة عن طريق زرع العبوات المتفجرة بطريق تمركز ومرور مركبات القوات الأمنية، بحيث يتوليان توزيع الأدوار فيما بينهما، حيث يتولى أحدهما تفجير العبوة عن بعد وذلك بعد زرعها بالمكان الذي تم رصده ويتولى الآخر تصوير واقعة التفجير وإرسالها عقب ذلك للمتهم الأول عن طريق وضعها في أحد المناطق وتتولى عناصر أخرى تابعة للمتهم الأول استلامها وتوصيلها إليه ، وقد أسفرت التحريات أن المذكورين هم مرتكبي حوادث التفجيرات التي استهدفت عدد من مركبات الشرطة في عدة مناطق بالمملكة أدت إلى إصابة عدد من أفراد الشرطة وأشخاص مدنيين كما أدت إلى إتلاف الممتلكات الخاصة والعامة وقد نتج عن احد التفجيرات قتل الشرطي سلمان أنجم وإصابة العديد من رجال الأمن بتاريخ 27/10/2017.
كما أفادت المعلومات والتحريات أن المتهم الأول قد نسق وسهل لكل من المتهمان الثاني والثالث السفر إلى إيران في غضون شهر يوليو عام 2017 حيث تلقيا دورة تدريبية متقدمة على كيفية تصنيع العبوات المتفجرة المتطورة واستخدام الأسلحة النارية.
واستندت النيابة العامة في التدليل على ثبوت التهم في حقهم إلى الأدلة القولية منها شهود الإثبات واعتراف المتهم الثاني والأدلة الفنية، فتمت إحالة المتهمين إلى المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة.
وقد تداولت القضية بجلسات المحكمة بحضور المحامين ومكنتهم من الدفاع وإبداء الدفوع القانونية، ووفرت لهم جميع الضمانات القانونية وقضت بحكمها سالف البيان، وللمتهمين حق الطعن على الحكم الصادر أمام محكمة الاستئناف في المواعيد المقررة قانوناً إذا قامت أسباب قانونية تحمله لذلك، كما يسمح النظام القضائي البحريني من بعد مرحلة الطعن أمام الاستئناف الطعن أمام محكمة التمييز وهي من الضمانات القانونية المكفولة لأي متهم.