عواصم - (وكالات): أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن قتلت أكثر من 130 شخصاً قتلوا أمس، أغلبهم من المدنيين، في أعمال العنف في سوريا، قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لوقف إطلاق النار وسحب دبابات الجيش من الشوارع، ، في ظل شكوك حول نجاح خطته بعد اشتراط دمشق «ضمانات مكتوبة» من المعارضة ودول عربية لوقف العنف.وقال المرصد إن عدد القتلى بلغ 130 بينهم 74 مدنياً، و19 من الجنود النظاميين و8 منشقين.وأعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل «الالتزام التام بمبادرة المبعوث الأممي كوفي عنان وانسجاماً مع البيان الرئاسي لمجلس الأمن». ودعت بكين التي تعد حليفاً أساسياً لدمشق، «الحكومة السورية والأطراف المعنيين في سوريا إلى احترام التعهدات بوقف إطلاق النار وسحب القوات» من المدن. ودعت من جهة أخرى الأسرة الدولية إلى «الصبر» وطالبتها بـ «إعطاء أنان المزيد من الوقت». ودان مجلس الوزراء السعودي الذي اجتمع برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود «التصعيد الخطير في أعمال العنف من قبل النظام السوري في العديد من المدن والقرى السورية». وأشار المجلس إلى أن «عدم الالتزام بخطة كوفي عنان يظهر مدى تعنت النظام السوري وعدم احترامه لالتزاماته العربية والدولية التي سبق أن وعد بها». وحث مجلس الوزراء المجتمع الدولي «على بذل كل الجهد لحماية المدنيين السوريين وإيجاد حلول ناجعة للوضع المتأزم في سوريا».ميدانياً، أسفرت العمليات العسكرية والأمنية والاشتباكات مع المنشقين في مختلف أنحاء البلاد عن مقتل 150 شخصاً في أعمال عنف متفرقة. وقتل صحافي لبناني على الحدود اللبنانية الشمالية مع سوريا برصاص الجيش السوري النظامي، بحسب ما أعلنت قناة «الجديد» التي يعمل فيها.وفي ريف حماة قتل 35 شخصاً بينهم 15 طفلاً وفتى و8 نساء جراء قصف القوات النظامية على بلدة اللطامنة التي سقط فيها السبت الماضي 27 قتيلاً بنيران القوات السورية.ووقعت اشتباكات في كفر زيتا المجاورة عندما حاصرت القوات النظامية مستشفى المدينة لاعتقال الجرحى، بحسب المرصد وناشطين.وفي مدينة حماة نفذت قوات الأمن حملة مداهمات واعتقالات في أحياء عدة من المدينة رافقها «تكسير المحال التجارية والاعتداء على منازل الناشطين على وجه الخصوص» بحسب الحموي.وفي مدينة حلب، وقعت اشتباكات بين عناصر من الجيش الحر وقوات الأمن في حي السكري على خلفية قيام عناصر الأمن بإطلاق الرصاص على تظاهرة» بحسب ما أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي. من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن ضابطاً و9 عناصر أمن قتلوا لدى توجههم إلى حي السكري «لحماية متظاهرين بعد أن شهدت هذه المنطقة في الفترات الأخيرة حالات من الاعتداء على التجمعات بقصد اتهام قوات حفظ النظام فيها».وعلى مقربة من الحدود التركية، دارت اشتباكات في قرية السلامة التابعة لمدينة اعزاز أسفرت عن مقتل 6 عناصر من نظاميين وجرح 8 منشقين جرى نقلهم عبر الحدود التركية. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن مصدر رسمي أن سوريين اثنين قتلا وأصيب 15 في إطلاق نار قرب الحدود التركية السورية. وقال المرصد إن عناصر من الأمن السوري أطلقوا الرصاص باتجاه مخيم كيليس للاجئين السوريين داخل الأراضي التركية ما أسفر عن وقوع إصابات.وفي حمص، قتل ستة أشخاص في أحياء المدينة وشخص في ريف حمص بنيران القوات النظامية.وتتعرض أحياء مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ أشهر، لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاصرها، بحسب ما نقلت «شبكة شام الإخبارية». وفي العاصمة دمشق، دخلت تعزيزات أمنية إلى حي كفرسوسة حيث نفذت عمليات مداهمات للبيوت واعتقلت عشرات الأشخاص. وتدوراشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في قرية البوعمر بالقرب من موحسن، فيما سمعت في مدينة دير الزور أصوات إطلاق رصاص وانفجارات.ونددت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» بتنفيذ القوات السورية النظامية «إعدامات خارج القانون» خلال الأسابيع الأخيرة في سوريا.وتشمل الأحداث التي ذكرتها هيومن رايتس ووتش بتفاصيلها 85 مدنياً، منهم 25 رجلاً قتلوا خلال عمليات تفتيش في مارس الماضي في حمص، و13 آخرين قتلوا في مسجد بلال في ادلب، و47 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال قتلوا في عدة أحياء من حمص.إلى ذلك، يتوقع أن يزور المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان جنوب تركيا، حيث يقيم 25 آلف سوري هربوا من أعمال العنف في بلادهم، لتفقد مخيمات اللاجئين حسب ما أفاد مصدر دبلوماسي تركي.وأعربت الأمم المتحدة عن «غضبها الشديد» من الأنباء عن هجوم القوات السورية على لاجئين سوريين على الجانب التركي من الحدود. وقال البيت الأبيض إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يظهر حتى الآن أي مؤشر على أن حكومته ملتزمة بخطة السلام لإنهاء العنف في سوريا قبل ساعات من المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لتنفيذها.
International
قوات الأسد تقتل 150 شخصاً قبل بدء «مهلة عنان» لوقف إطلاق النار
15 أبريل 2012