* 3 قتلى ومئات الجرحى والمعتقلين في احتجاجات فرنسا

* "السترات الصفراء" ترفض التفاوض مع الحكومة الفرنسية

* الضرب الوحشي يفضح الشرطة الفرنسية ويروع العالم

* الشرطة الفرنسية استخدمت 10 آلاف قنبلة صوت وغاز في 24 ساعة خلال "السبت الأسود"

باريس - لوركا خيزران

في 3 أيام سبت توزعت على الأسابيع الماضية، لقي 3 أشخاص مصرعهم واعتقلت الشرطة الفرنسية مئات الأشخاص وجرحت مئات غيرهم، فيما استخدمت قوات الأمن السبت الماضي فقط 10 آلاف قنبلة صوت وغاز مسيل للدموع، بالإضافة إلى الرصاص المطاطي ومدافع المياه لمواجهة المحتجين على غلاء الأسعار في العاصمة باريس، فيما أصبحت فرنسا في موقف حرج أمام العالم بعدما ظهر قمع الشرطة للمتظاهرين، بينما وصفه مراقبون ومحللون بأنه كان "قمعاً وحشياً".

وأعلن المحتجون الفرنسيون الذين يطلقون على أنفسهم اسم "السترات الصفراء" أنهم لن يفاوضوا الحكومة، الثلاثاء.

ورغم ما تصفه المعارضة الفرنسية بشقيها "اليسار واليمين" بـ"القمع غير المقبول" من الشرطة الفرنسية للمحتجين على غلاء الأسعار، فإن الأنباء تشير إلى أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيضرب بيد من حديد"، اعتبارا من السبت المقبل.

وذكرت مصادر، الاثنين، أن "الحكومة الفرنسية ستقترح الأربعاء حواراً في البرلمان حول أزمة التظاهرات".

وعقد رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، محادثات أزمة مع ممثلي الأحزاب السياسية الرئيسية في أعقاب الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة التي هزت باريس.

وأصيب أكثر من 100 شخص في العاصمة الفرنسية، وألقي القبض على 412 خلال عطلة نهاية الأسبوع في أسوأ أعمال شغب تشهدها فرنسا منذ سنوات، حيث أحرقت عشرات السيارات.

وتسببت احتجاجات السترات الصفراء في جادة الشانزليزيه في قلب العاصمة الفرنسية باريس في خسائر بالملايين للاقتصاد الفرنسي، حيث قدرت الخسائر في قطاعات مختلفة بملايين الدولارات جراء أعمال الشغب، ويبقى المتضرر الأكبر قطاع السياحة.

وباريس التي تضم 19 مليون مواطن فرنسي وساكن أجنبي فيها لم يعد من مجال للسير في شوارعها من كثرة احتراق السيارات والمكاتب ومكبات النفايات والمظاهرات وضرب الحجارة واشتباك الشرطة العاجزة عن قمع المتظاهرين.

وبحسب تقارير إعلامية فإنه "بعد أن أحصى الرئيس إيمانويل ماكرون مع قائد الجيش الفرنسي ورؤساء الأجهزة عدد الذين نزلوا إلى الشوارع، تبين أنهم زادوا عن 1500 مشاغب إلى حوالى 6 آلاف مشاغب، فقرر الرئيس الفرنسي ماكرون إعلان حالة الطوارىء بين ساعة وأخرى وقام بتحضير 35 ألف ضابط وجندي فرنسي مع 10 آلاف من ضباط وشرطة فرنسية، إضافة إلى حوالى 5 آلاف رجل مخابرات من الأجهزة المخابراتية الأمنية الفرنسية للسيطرة على باريس في غضون 48 ساعة فور إعلان حالة الطوارىء.

ورغم الاستعدادات الأمنية لقمع كل من يريد الاستمرار بالتظاهر أعلنت حركة "السترات الصفر" في فرنسا أنها ستنظّم في الثامن من الشهر الجاري تحرّكاً جديداً تحت عنوان إسقاط الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون.

ولم تستطع سيارات الإطفاء ولا أجهزة الدفاع المدني السيطرة على الوضع بالنسبة للحرائق ولا إيقاف المتظاهرين عن التنقل من شارع إلى شارع ورمي زجاجات مولوتوف ممتلئة بمادة البنزين التي تشتعل فورا وتقوم بإحراق السيارات ومكبات النفايات ومحلات تجارية.

ورغم أن ماكرون طالب رئيس وزرائه إدوارد فيليب قبلا بإجراء محادثات مع زعماء سياسيين ومتظاهرين بهدف إيجاد سبيل لإنهاء الاحتجاجات التي عمت البلاد، إلا أنه عاد ليطلب من وزير الداخلية كريستوف كاستانير، وقادة الشرطة، تغيير التكتيكات المستخدمة من أجل الحفاظ على النظام في العاصمة باريس ووقف أعمال الشغب.

وكان ماكرون قد ترأس في وقت سابق اجتماعا أمنيا عاجلا، عقب يوم من أعمال الشغب التي قام بها مئات المحتجين على إجراءات الحكومة.

وتشير هذه التصريحات، التي تأتي بعد فشل استجابة الحكومة الفرنسية لمطالب المتظاهرين من أصحاب السترات الصفراء، إلى توجه لاستخدام "القبضة الحديدية" ضد المحتجين، وفق ما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، الاثنين.

وهزت باريس، قبل يومين، أسوأ أعمال شغب منذ عام 1968، في يوم أطلق عليه "السبت الأسود"، في حين حذر المتظاهرون بتصعيد احتجاجاتهم التي بدأت رفضا لفرض ضرائب على الوقود ثم امتدت إلى مطالب معيشية أخرى.

ورغم انتهاء اجتماع "خلية الأزمة"، الأحد، دون الإعلان عن أي نتائج، فقد نقلت الصحيفة عن وزير الداخلية قوله إن "قوات الأمن تعمل على تكييف الأساليب المستخدمة للحفاظ على النظام"، الأمر الذي اعتبره مراقبون "تهديدا مبطنا" للمحتجين.

وقالت وزيرة العدل الفرنسية، نيكول بيلوبي، إنها "ستقدم كافة المتسببين بأعمال العنف إلى العدالة".

وقال متحدث باسم الحكومة إن "هناك احتمالا لفرض حالة الطوارئ لمعالجة الاضطرابات".

وقالت الشرطة الفرنسية إن "3 أشخاص لقوا حتفهم في الاحتجاجات".