طالب سمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للبيئة جميع الدول، وفق اتفاقية باريس للمناخ التي ستدخل حيز التنفيذ سنة 2020، باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بما يزيد عن 2 درجة مئوية واغتنام الفرص العديدة التي تظهر بفضل التحول نحو تنمية نظيفة ومستدامة.

ونيابة عن سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة، حضر سمو الشيخ فيصل بن راشد أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ24 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 24" تحت رعاية رئيس جمهورية بولندا أندجي دودا.

ويشارك في المؤتمر رؤساء وممثلي الدول المشاركة، والمنظمات الإقليمية والدولية والمدنية والمدعوين والمهتمين بالشأن البيئي، في مدينة كاتوفيتشي البولندية، ويستمر حتى 14 ديسمبر.



وحضر الافتتاح سفير البحرين لدى ألمانيا الاتحادية عبدالله عبداللطيف عبدالله وعدد من المسؤولين.

وأكد سمو الشيخ فيصل بن راشد حرص البحرين على تحقيق النتائج والتوصيات الإيجابية التي ستناقش في المؤتمر، والتوصل مع جميع الأطراف من خلال اللقاءات والمناقشات وتبادل الخبرات مع جميع الدول ذات الشأن والمتقدمة في هذا المجال تحت مظلة الأمم المتحدة لتلبية الأهداف والطموحات المنشودة، مؤكداً أن البحرين في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وبفضل المشروع الإصلاحي لجلالته خطت خطوات كبيرة في مجال المحافظة على البيئة واعتماد مبادئ وأسس التنمية المستدامة واتخاد الخطوات الطوعية للتخفيف من الانبعاثات وتشجيع المبادرات الخضراء.

وقال سموه ان مشاركة البحرين في المؤتمر البيئي الهام تأتي ضمن التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بالإسهام وتعزيز الدور البيئي للتصدي للتحديات المناخية والمحافظة على مستويات الاحتباس الحراري. وأشاد سموه بما يوليه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء من دعم ورعاية للبرامج والانشطة التي ينفذها المجلس الأعلى للبيئة. كما نوه سموه بدعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء للمجلس الأعلى للبيئة وتوجيهات واستراتيجيات سموه في الشأن البيئي، مشيداً بمشاركة صاحب السمو ولي العهد في أعمال الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخ في باريس عام 2015 التي كان للبحرين حضوراً متميزاً فيها وما نتج عنها من توصيات هامة.



خيار استراتيجي

وأعرب سمو الشيخ فيصل بن راشد عن سعادته بحضور المؤتمر البيئي الهام، متقدماً بالشكر والتقدير للرئيس البولندي وحكومته وكافة المنظمين والقائمين على هذا المؤتمر الكبير والحدث البيئي الهام الذي يعبر عن مدى الاهتمام الفعال بقضية التغيير المناخي وتنفيذ الأنشطة المتعلقة به.

وأكد سموه التزام البحرين في إطار اتفاقية باريس للمناخ (2012)، بالتخفيض في كثافة الكربون في غضون 2030، منوهاً بالجهود التي تبذلها المملكة ممثلة بالمجلس الأعلى للبيئة برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة بتقديم كافة الخطوات من خلال الاجتماعات التي تعقدها مع كبار المسؤولين في المنظمات الدولية المهتمة بشأن التغير المناخي، حيث تواصل المملكة بذل كافة جهودها من أجل إجراءات التقليص من الانبعاثات الدفيئة، وتتمثل في حزمة من المشاريع التي تعد خياراً استراتيجياً للتنمية.

وأشار سموه الى ان انعقاد المؤتمر الدولي المتميز يجسد العمل والرؤية الاستراتيجية لصناع القرار الدولي والوصول بمرئيات العمل البيئي المشترك لمعالجة قضايا تغير المناخ والتنمية المستدامة، متمنيا سموه للمشاركين في المؤتمر التوفيق والنجاح في تحقيق كافة الاهداف التي نظم لأجلها المؤتمر، تعزيزا للحفاظ على البيئة والحد من التغيرات المناخية.

واستمع سمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة خلال افتتاح المؤتمر إلى عدد من الكلمات التي ألقيت بهذه المناسبة. كما قام سموه بجولة في أنحاء المعرض المصاحب لمؤتمرcop 24 زار خلالها عدداً من أجنحة الدول العارضة، واطلع على ما تضمه من أنشطة وبرامج تختص في المحافظة على البيئة وتخفيض الانبعاثات، وتبادل معهم الاحاديث فيما يقدمونه من ابتكارات وخطط في هذا المجال.

وعلى هامش المؤتمر، التقى سمو الشيخ فيصل بن راشد آل خليفة مع صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ود.ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة بدولة الامارات العربية المتحدة، ومحمد بن سالم التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية بسلطنة عمان. وتناولت اللقاءات العلاقات الثنائية والاخوية، وتبادل الآراء حول الموضوعات المطروحة على جدول أعمال المؤتمر، إضافة إلى القضايا البيئية ذات الاهتمام المشترك.

وحضر سموه مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس البولندي على شرف رؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر.



مشاركة بحرينية فاعلة

وينظر المؤتمر السنوي الذي تشارك فيه البحرين سنوياً في تحديد جميع الأطراف لاعتماد مسار المقررات الضرورية للتنفيذ الكامل لاتفاقية باريس، وتحديد نوعية المعلومات التي سيتعين على المساهمات المحددة لكل دولة تضمينها، وكيف سيتم تقييمها وفقاً لمعايير مشتركة لضمان قابلية المقارنة من أجل تقييم مستويات العمل العالمي في مجال المناخ مقابل الهدف المتعلق باحتواء ارتفاع معدل درجات الحرارة مقارنة بمستويات درجات الحرارة في الحقبة ما قبل الصناعية.

وسيستعرض وفد البحرين المشارك في مؤتمر كوب 24 أهم الإنجازات التي تم تحقيقها ضمن مساهماتها الوطنية المحددة لاتفاق باريس، والعمل من أجل المناخ على المستوى المحلي ويشمل إقرار حزمة التشريعات والقوانين والاستراتيجيات التي تستهدف خفض مسببات التغير المناخي والحد من التأثيرات السلبية لتداعياته والعمل على التكيف معها، إضافة إلى جهود الدولة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، ودورها في حماية البيئة بشكل عام.

ويعتبر مؤتمر الأطراف (COP) الهيئة العليا لاتفاقية UNFCCC، ويتألف من ممثلي الأطراف في الاتفاقية.

وأثبت مؤتمر الأطراف COP21 في باريس أنه حدث تاريخي، حيث تم الاتفاق على هدف المناخ العالمي الملزم قانوناً من قبل جميع الأطراف الـ196 الأعضاء. ويهدف الاتفاق لتعزيز الاستجابة العالمية لخطر تغير المناخ من خلال الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية هذا القرن أقل بكثير من درجتين مئويتين، حيث وضعت اتفاقية المعالم خطة عمل عالمية لدفع انتقال عالمي منخفض الكربون.