* الجيش الإسرائيلي "يعزز قواته" على الحدود الشمالية مع لبنان

* تل أبيب تكشف وتحيد" أنفاقاً لـ "حزب الله" اللبناني

لندن - (بي بي سي العربية): قال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إنه سيبدأ عملية "لكشف وإحباط" أنفاق حفرها "حزب الله" اللبناني لشن هجمات عبر الحدود من لبنان إلى إسرائيل.

وقال جوناثان كونريكس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "نحن على علم بعدد من الأنفاق العابرة إلى إسرائيل من لبنان" مضيفا أنه "سيبدأ عمليته داخل إسرائيل وليس عبر الحدود".

وأضاف المتحدث أن الجيش عزز أيضاً قواته على امتداد الحدود الشمالية.

وقال "نعتبر أنشطة "حزب الله" انتهاكاً صارخاً وفاضحاً للسلطة الإسرائيلية".

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه كشف "أنفاقاً هجومية" على الحدود مع لبنان قام "حزب الله" بحفرها، معتبراً ذلك خرقاً للقرار 1701، ومحملاً الحكومة اللبنانية المسؤولية.

وأوضح في بيان، الثلاثاء، أنه أطلق ليل الإثنين عملية "درع الشمال لكشف وهدم تلك الأنفاق التي قامت ميليشيات حزب الله" بحفرها نحو الداخل الإسرائيلي". وأضاف أن "منظمة "حزب الله" الإرهابية تقف خلف حفر الأنفاق بدعم وتمويل إيراني لبسط نشاطاتها ضد إسرائيل".

كما لفت جيش الاحتلال إلى أن قائد القيادة الشمالية الميجر جنرال يؤال ستريك، يقود الحملة العسكرية التي تشارك فيها قوات كبيرة.

وأوضح أن "حفر الأنفاق التي تشكل تهديداً فورياً لمواطني إسرائيل، يعتبر خرقاً فادحاً للسيادة الإسرائيلية، كما يشكل دليلاً آخر على الخروقات الخطيرة التي ينفذها حزب الله، متجاهلاً قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها القرار 1701، حيث ينشط داخل قرى في جنوب لبنان.

كما حذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عناصر "حزب الله" والجيش اللبناني من التواجد في المنطقة. وقال "ينصح الجيش الإسرائيلي عناصر "حزب الله" وجنود الجيش اللبناني بالابتعاد عن أي مسار هجومي تم حفره من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي الإسرائيلية. أعذر من أنذر".

وحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية كل ما يجري داخل الأراضي اللبنانية من الخط الأزرق شمالًا، مضيفاً أن "حزب الله يقوم بحفر تلك الأنفاق من المناطق المبنية داخل القرى في جنوب لبنان".

إلى ذلك، أكد الجيش الإسرائيلي أنه يقوم بتعزيز قواته في القيادة الشمالية، ويبقيها في حالة جاهزية كبيرة تحسباً لأي تطورات، دون إعلان التعبئة.

كما لفت إلى أن عدة مناطق بالقرب من السياج الأمني في الشمال، أعلنت مناطق عسكرية مغلقة، مضيفاً في الوقت عينه أنه "لا توجد أية تعليمات لسكان الشمال حالياً، إنما تم إطلاع رؤساء السلطات المحلية هناك، وسيبقى الجيش على تواصل معهم".

من جهته، قال المتحدث باسم القوات الإسرائيلية، جوناثان كونريكوس، إن "أنفاق الهجوم" تلك لم تكن بدأت العمل بعد، لكنه سيتم سدها أو هدمها"، من غير أن يحدد عدد الأنفاق أو يوضح الوسائل التي ستستخدم لهذا الهدف.

وأكد كونريكوس أن جميع العمليات ستجري على الأراضي الإسرائيلية، مع أنها ستؤدي على الأرجح إلى تفاقم التوتر مع "حزب الله" الذي خاضت إسرائيل حرباً مدمرة ضده عام 2006.

كما اعتبر أن "حزب الله" يطور خطة هجومية ضد إسرائيل من شأنها أن "تحول أرض المعركة إلى داخل إسرائيل". وأردف "الجماعة كانت ستستخدم الصواريخ ووحداتها على الأرض، وكان من المفترض أن تكون الأنفاق هي عنصر المفاجأة في تلك الخطة، من خلال السماح للمتسللين بالدخول إلى إسرائيل".

وأضاف أن "إسرائيل حققت في إمكانية وجود أنفاق تحت الأرض تابعة لـ "حزب الله" منذ عام 2013، وأطلقت فرقة متخصصة عملت طوال العامين الماضيين على البحث عنها، لكنه لم يوضح سبب إطلاق العملية الآن".

يذكر أنه تم الإعلان عن تلك العملية الإسرائيلية والتي يفترض أن تستمر أسابيع، بعد ساعات على قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برحلة مفاجئة إلى بروكسل للقاء وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حيث ناقش الطرفان "سبل وقف العدوان الإيراني في المنطقة"، بما في ذلك في لبنان.

وتعد إسرائيل "حزب الله" أكبر تهديد على حدودها، وقد أقرت أنها نفذت هجمات متكررة في سوريا لمنع حصول "حزب الله" على شحنات أسلحة من إيران.

وقصفت مراراً منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، أهدافاً للجيش السوري وأخرى لـ "حزب الله".

وخاض "حزب الله" المدعوم من طهران، حربا ضد إسرائيل في عام 2006 اندلعت إثر خطفه جنديين إسرائيليين بالقرب من الحدود مع لبنان. وردت إسرائيل حينها بهجوم مدمر، إلا أنها لم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على "حزب الله".