يعكف فريق بحثي خليجي وأمريكي على دراسة معيقات الإبداع لدى المرأة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدعم من المجلس الأعلى للمرأة بمملكة البحرين.

يأتي ذلك، في ضوء الخطط الاستراتيجية ورؤى دول مجلس التعاون 2030 والتي تؤكد على ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة وتمكين المرأة الخليجية لتساهم في نهضة وبناء المجتمع وتعزيزاً لدور المرأة الخليجية باعتبارها عنصراً أساسياً للتنمية في دول مجلس التعاون.

ويقود الفريق البحثي الأستاذ المساعد في تربية الموهوبين والمبدعين بجامعة الخليج العربي د.أحمد العباسي إذ يجري الدراسة كلا من الدكتور أحمد العباسي من مملكة البحرين والدكتورة هدى الهندال من دولة الكويت والدكتورة هنادي السويدي من دولة الإمارات العربية المتحدة وبإشراف البرفسور مارك رنكو من الولايات المتحدة الامريكية.

وقال العباسي، إن المجلس الأعلى للمرأة سهل إجراءات البحث من خلال توفير عينة المشاركات من مملكة البحرين الدراسة التي بلغت عينتها 297 من الإناث في 4 دول خليجية هي مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت من تخصصات مختلفة تشمل العلوم الإنسانية، العلوم الطبية، الهندسة وإدارة الأعمال.

ونشرت الدراسة في مجلة الإبداع: النظريات، البحوث، والتطبيقات، وهي إحدى المجلات العلمية العالمية المحكمة والصادرة من دار "والتر دي جروتر" الألمانية والتي تعتبر من أعرق دور النشر التي أسست في العام 1923 .

وشملت المتغيرات الديموغرافية في الدراسة مستوى الدخل، الحالة الاجتماعية، المستوى التعليمي، وقطاع العمل "حكومي، خاص، أعمال حرة"، ومن أجل قياس المعيقات الشخصية للإبداع لدى المرأة الخليجية، تم تطبيق مقياس "المعيقات الشخصية للإبداع" والذي يقيس 4 أبعاد من المعيقات الشخصية للإبداع هي الكبت والخجل، قلة الوقت، الكبت الاجتماعي ونقص الدافعية، إذ تطرق الجزء النظري للدراسة إلى ضرورة التمييز بين الإمكانية الإبداعية والإنتاجية الإبداعية، حيث دعمت نتائج العديد من الأبحاث السابقة عدم وجود فروق بين الذكور والإناث في الإمكانية الإبداعية.

وأشارت الدراسات السابقة إلى وجود فروق في الإنتاجية الإبداعية لصالح الذكور والتي تعزى لأسباب متنوعة منها عدد من المعيقات التي تحول دون تطوير الإمكانية الإبداعية لدى الإناث والتي اهتم البحث الحالي بدراستها.

وأشارت العديد من الدراسات السابقة أن التوقعات المجتمعية وعدم تساوي الفرص بين الذكور والإناث إضافة إلى غيرها من العوامل أسهمت بشكل كبير في عدم وصول العديد من الإناث للإنتاجية الإبداعية.

ويقول العباسي: "على الرغم من أن الإناث في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي يشكلن ما نسبته 60% من مجموع الخريجين في جامعات دول المجلس بحسب بعض الدراسات، إلا وأنه وبحسب تقرير للبنك الدولي 2017 فإنهن يشكلن 25% فقط من حجم القوى العاملة، أما فيما يتعلق بالتحديات التي تواجها المرأة الخليجية مقارنة بالنساء في الثقافات الأخرى، فعلى الرغم من تشارك المرأة الخليجية مع النساء في مختلف دول العالم فيما يتعلق ببعض المعيقات إلا أن بعض التحديات والمعيقات لدى المرأة الخليجية تختلف في بعض الجوانب مقارنة بنظيراتهم في المجتمعات والثقافات الأخرى.

وتطرق البحث الحالي إلى أحد تقارير الأمم المتحدة 2017، والذي أشار إلى أن متوسط حجم الأسرة في دول مجلس التعاون يفوق بكثير حجم الأسرة في بعض الدول الغربية كالولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية ألمانيا الاتحادية وفرنسا، ما يضع المزيد من الضغط على المرأة الخليجية ويقلل الوقت المتاح لها لممارسة وإظهار إبداعاتها.

وبينت التحليلات الإحصائية أن قلة الوقت ونقص الدافعية كانا من أكثر المعيقات الشخصية نحو الإبداع من وجهة نظر عينة البحث. كما كانت هنالك فروق في المعيقات باختلاف مجال التخصص، حيث أظهرت النتائج أن الإناث في تخصص الهندسة يعانون من مستويات أعلى من الكبت الاجتماعي مقارنة بنظيراتهن اللاتي يدرسن التخصصات الفنية.

وفيما يتعلق بجنسية المشاركات، فقد أظهرت النتائج عدم وجود في فروق في المعيقات بين الدول الأربع التي تم تطبيق الدراسة عليها، ما يعزز أن المجتمع الخليجي هو مجتمع متجانس تتشارك فيه الإناث نفس المعيقات الشخصية للإبداع، كما أظهرت النتائج إلى اختلاف درجة المعيقات بحسب العمر والدرجة العلمية، حيث أشارت النتائج أن الحاصلات على درجة علمية أعلى يعانون من معيقات أكثر من الحاصلات على مؤهلات علمية أدنى وذلك في بعد الخجل والكبت.