عندما نتكلم عن العروبة في وقت مضى علينا الإشارة إلى مثالب كل من مصر وسوريا وبيروت والعراق، فقد كانت تلك الدول في أوج قوتها وتفوقها الحضاري والعلمي قياساً بدول المنطقة، وكانت قد تسيدت المشهد السياسي والاقتصادي بحكم ما تمتعت به من تقدم ونماء، ولكن الله في محكم كتابه العزيز يقول «... وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ...»، وها نحن نشهد بوضوح انتقال موازين القوى في المنطقة من الدول العربية إلى الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي أو بعضها على نحو أبرز، حتى أصبح الخليج في صدارة جميع القضايا الإقليمية لاسيما على مستوى التمثيل الدولي.
لقد قاد استقلال دول الخليج العربي والوفرة المالية التي حدثت لها نتيجة الطفرة النفطية، إلى نضج سياسي وتطور علمي من خلال زيادة نسبة المتعلمين وحملة الشهادات الأكاديمية من جامعات مختلفة حول العالم، عزز ذلك تحول موازين السياسات الدولية وارتباطها الوثيق بالاقتصاد، والاقتصاد الخليجي النفطي تحديداً، ما جعل دول الخليج اللاعب الأول في المنطقة. ورغم أن ما شهده الخليج من تطور اجتماعي وسياسي قد سبق الربيع العربي بمراحل متبوئاً مكانة إقليمية ودولية خاصة، إلاَّ أن أزمات الربيع العربي - التي حلت ببعض الدول العربية المؤثرة وسلم منها الخليج بحفظ الله - أسهمت في الدفع بدول الخليج بقوة إلى الواجهة في إطار نظرية ملء الفراغ الاستراتيجي.
اليوم، وفي ظل ترقبنا انعقاد القمة الخليجية غداً في الرياض، ما زال السؤال العريض المطروح هل سيستعيد مجلس التعاون الخليجي قوته وتماسكه أم هو ماضٍ إلى مزيد من الانهيار؟!! لاسيما وأننا نراقب المشهد فلا نجد إلاَّ تصريحات قطرية متعنتة حيناً و«متمسكنة» حيناً أخرى، بينما قام من ناحية أخرى الاتحاد السعودي - الإماراتي ككيان داخل كيان المجلس ولكنه منفصل عنه بطريقة ما، وقد احتوى هذا الاتحاد البحرين في المرحلة الراهنة غير أنه لم يضمها إليه، ما يدعو للتساؤل حول الحسابات المستقبلية للمجلس وللاتحاد الثنائي ولمصير بقية الأعضاء..!! وبالتالي التساؤل حول أدوار هذين الكيانين في المجتمع الدولي.
هل سيحسم أمر المجلس بالفضّ؟ باعتقادي فإن هذا أمر غير وارد، ولكنه سيترك ليلقى حتفه على مهل، والإبقاء عليه بمثابة «مسمار جحا» النافع بعض الأحيان، فثمة مظلة تجمع رسمياً إذا ما كانت هناك ثمة تحولات غير متوقعة تلزم أي من الأطراف بخطوط العودة، وربما سيشهد المجلس عملية البعث من جديد في ظروف مغايرة ووفق سياسات تحولية تعيد صياغة العلاقات والمشهد الخليجي برمته.
* اختلاج النبض:
في ظل هذه التوترات الخليجية الداخلية، يحق لنا أن نتساءل.. هل تقتاد الدول الخليجية نفسها في وقت مبكرة إلى زوال أيام مجدها وتسيدها للمواقف العربية في المجتمع الدولي، أم أن هناك قوة خليجية صاعدة منبثقة من رحم المجلس، ربما تكون هي روح المجلس المتحررة منه إلى فضاءاتها الرحبة الجديدة؟!!
لقد قاد استقلال دول الخليج العربي والوفرة المالية التي حدثت لها نتيجة الطفرة النفطية، إلى نضج سياسي وتطور علمي من خلال زيادة نسبة المتعلمين وحملة الشهادات الأكاديمية من جامعات مختلفة حول العالم، عزز ذلك تحول موازين السياسات الدولية وارتباطها الوثيق بالاقتصاد، والاقتصاد الخليجي النفطي تحديداً، ما جعل دول الخليج اللاعب الأول في المنطقة. ورغم أن ما شهده الخليج من تطور اجتماعي وسياسي قد سبق الربيع العربي بمراحل متبوئاً مكانة إقليمية ودولية خاصة، إلاَّ أن أزمات الربيع العربي - التي حلت ببعض الدول العربية المؤثرة وسلم منها الخليج بحفظ الله - أسهمت في الدفع بدول الخليج بقوة إلى الواجهة في إطار نظرية ملء الفراغ الاستراتيجي.
اليوم، وفي ظل ترقبنا انعقاد القمة الخليجية غداً في الرياض، ما زال السؤال العريض المطروح هل سيستعيد مجلس التعاون الخليجي قوته وتماسكه أم هو ماضٍ إلى مزيد من الانهيار؟!! لاسيما وأننا نراقب المشهد فلا نجد إلاَّ تصريحات قطرية متعنتة حيناً و«متمسكنة» حيناً أخرى، بينما قام من ناحية أخرى الاتحاد السعودي - الإماراتي ككيان داخل كيان المجلس ولكنه منفصل عنه بطريقة ما، وقد احتوى هذا الاتحاد البحرين في المرحلة الراهنة غير أنه لم يضمها إليه، ما يدعو للتساؤل حول الحسابات المستقبلية للمجلس وللاتحاد الثنائي ولمصير بقية الأعضاء..!! وبالتالي التساؤل حول أدوار هذين الكيانين في المجتمع الدولي.
هل سيحسم أمر المجلس بالفضّ؟ باعتقادي فإن هذا أمر غير وارد، ولكنه سيترك ليلقى حتفه على مهل، والإبقاء عليه بمثابة «مسمار جحا» النافع بعض الأحيان، فثمة مظلة تجمع رسمياً إذا ما كانت هناك ثمة تحولات غير متوقعة تلزم أي من الأطراف بخطوط العودة، وربما سيشهد المجلس عملية البعث من جديد في ظروف مغايرة ووفق سياسات تحولية تعيد صياغة العلاقات والمشهد الخليجي برمته.
* اختلاج النبض:
في ظل هذه التوترات الخليجية الداخلية، يحق لنا أن نتساءل.. هل تقتاد الدول الخليجية نفسها في وقت مبكرة إلى زوال أيام مجدها وتسيدها للمواقف العربية في المجتمع الدولي، أم أن هناك قوة خليجية صاعدة منبثقة من رحم المجلس، ربما تكون هي روح المجلس المتحررة منه إلى فضاءاتها الرحبة الجديدة؟!!