في عمارة بن مطر بمدينة المحرق افتتح منذ ما يقارب الأسبوع المعرض الفني للشيخة هلا بنت محمد آل خليفة «مصير»، والذي يمتد إلى الرابع والعشرين من شهر يناير 2019، وأثناء تواجدي هناك وتحديداً بالقاعة الداخلية اقتربت لا شعورياً من تلك اللوحة الفنية الإنسانية المتصلة بإحساس اللانهاية، خليط من الأزرق بالأخضر بالأسود بخيوط من الأبيض، المكان يكتظ بأشخاص يختلفون يتنوعون ولكن الغريب أنهم يشتركون في شيء واحد وهو حالة الصمت عند الاقتراب من تلك اللوحة.
ستة عشر قارباً يشبهون التابوت محمّلين ببشر رُسموا بلا ملامح في بحر يسوده الظلام والعتمة يبحثون عن مراسٍ للأمان.. هل سيعبرون أم سيدفنون في قبر البحر، هل سيعودون يوماً ما إلى أوطانهم؟ هل سيسمع نداؤهم؟ كل هذه الأسئلة راودتني ليأتي الرد من زوايا ونوافذ مضيئة في تلك اللوحة تدعو إلى شيء من الإنسانية والصحوة، وأن الضمير عليه ألا يقف مشبكاً يديه محجوباً خلف عتمة السماء وتضاريس البحر.. لماذا يرحلون وأين سيذهبون وما هو المصير الذي سينتظرهم؟
لا يوجد أصعب من أن الإنسان يخسر وطنه وعائلته ومنزله، ويخرج تائهاً في وسط بحر مجهول، لا انتماء ولا هوية، ليجد بعد ذلك طريقه عبر الحدود البرية وهو حافي القدمين بحثاً عن مجهول المصير.. هكذا كان معرض «مصير» يتكلم في مجموعة من اللوحات عن قضايا شعوب يعيشون مشردين مشتتين بلا مأوى وبلا وطن.
منذ أيّام شاهدت صورة للطفلة مايا محمد مرعي تبلغ من العمر 8 سنوات، وهي مبتورة القدمين نازحة من ريف حلب الجنوبي إلى أحد المخيمات في ريف إدلب الشمالي وهي تستخدم الأواني الفارغة في المشي والتنقل، بالمقابل يعاني والدها من نفس مشكلة ابنته وهي فقدان أطراف القدم، لأسمع ذلك الشاب العراقي الذي يشتكي بأنه لا يستطيع العيش هو وأسرته بمبلغ أربع دولارات يومياً، لأرى أربعة ملايين من الأطفال اللاجئين خارج المدارس وهم يستحقون أن تتاح أمامهم فرص استكمال تعليمهم!
جماعات نزحوا عن أراضيهم ضحية للدمار والخراب أو عن طريق تجار تاجروا بهم فأدى إلى انتهاك حقوقهم الإنسانية، تغيّر عليهم مناخ الأمن والأمان والاستقرار فتخلف نموهم.. فغادروا أوطانهم وقصدوا تلك القوارب غير الصالحة للاستخدام وهم يعيشون أحوالاً غريبة من الرعب والخوف في وسط بحر أسود يجهلون مصيرهم ومصير أطفالهم.
هناك اليوم الملايين من المشردين في العالم نتيجة لتلك للحروب والكوارث والقمع إما في مخيمات لجوء غير صالحة للعيش أو يفرون بأجسادهم وحياتهم نحو دول الغرب يعبرون من خلالها تحديات صعبة جداً يبحثون عن الأمان في ظل الكرامة الإنسانية.
تنص اتفاقية جنيف للاجئين عام 1951 على «اتفاق عالمي بشأن تقاسم المسؤولية عن اللاجئين» إلى جانب أنه «يحق للاجئ الذي هرب لأسباب تتعلق بالعرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية من البلاد التابع لجنسيتها»، بالمقابل نرى في الوقت الحالي أن هناك دولاً كأمريكا انسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.. على الرغم من أنها تشهد أكبر عدد من اللاجئين فلماذا أخلّت بالاتفاق؟ وما هو ذنب هؤلاء اللاجئين؟
الحفاظ على اللاجئين يعني الحفاظ على الإنسانية مما دفع بعض الدول أن تهتم بقضية اللاجئين بشكل إيجابي كبير، وذلك بأن تجعلهم يساهمون في تحقيق التنمية المجتمعية والاقتصادية بتوجيه من القادة السياسيين وبالوقوف أمام التمييز والتعصب، فنجد أن هناك بلداناً وحكومات تنظر لهم بأنهم في أزمة إنسانية ويجب أن يوفر لهم التعليم والصحة والغذاء من أجل استثمارهم في اقتصادهم مستقبلاً. إن حملات الإغاثة والمساعدات اليوم أصبحت اجتهادات أشخاص يتهافتون من أجل عمل الخير فيؤسسون لهم جمعيات أو حملات للإغاثة صغيرة يسعون من خلالها لعمل الخير سواء في تقديم المساعدات المالية أو المؤونة أو حتى إنشاء مستشفيات أو مدارس، بالمقابل أين دَور الهلال الأحمر الذي يحمل على عاتقه جزءاً كبيراً من المسؤولية والذي كان بين الحين والآخر يطلق حملات تبرع للاجئين العرب.
في نهاية الأمر نحن بحاجة إلى إيجاد حلول جذرية لتلك التحديات التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون وإلى تعاون عالمي من أجل سلامتهم، وأن نكون أصحاب مواقف نقف بجانبهم وندافع عن قضيتهم، نحتاج إلى صرخة إغاثة من أجلهم من أجل مصير هؤلاء اللاجئين المهاجرين والمهجّرين، فأي برد ستتحمل أبدانهم الضعيفة، فكم واحد منهم سيكون جائعاً عطشاً لا يستطيع النوم من صقيع هذا الشتاء القارس.
ستة عشر قارباً يشبهون التابوت محمّلين ببشر رُسموا بلا ملامح في بحر يسوده الظلام والعتمة يبحثون عن مراسٍ للأمان.. هل سيعبرون أم سيدفنون في قبر البحر، هل سيعودون يوماً ما إلى أوطانهم؟ هل سيسمع نداؤهم؟ كل هذه الأسئلة راودتني ليأتي الرد من زوايا ونوافذ مضيئة في تلك اللوحة تدعو إلى شيء من الإنسانية والصحوة، وأن الضمير عليه ألا يقف مشبكاً يديه محجوباً خلف عتمة السماء وتضاريس البحر.. لماذا يرحلون وأين سيذهبون وما هو المصير الذي سينتظرهم؟
لا يوجد أصعب من أن الإنسان يخسر وطنه وعائلته ومنزله، ويخرج تائهاً في وسط بحر مجهول، لا انتماء ولا هوية، ليجد بعد ذلك طريقه عبر الحدود البرية وهو حافي القدمين بحثاً عن مجهول المصير.. هكذا كان معرض «مصير» يتكلم في مجموعة من اللوحات عن قضايا شعوب يعيشون مشردين مشتتين بلا مأوى وبلا وطن.
منذ أيّام شاهدت صورة للطفلة مايا محمد مرعي تبلغ من العمر 8 سنوات، وهي مبتورة القدمين نازحة من ريف حلب الجنوبي إلى أحد المخيمات في ريف إدلب الشمالي وهي تستخدم الأواني الفارغة في المشي والتنقل، بالمقابل يعاني والدها من نفس مشكلة ابنته وهي فقدان أطراف القدم، لأسمع ذلك الشاب العراقي الذي يشتكي بأنه لا يستطيع العيش هو وأسرته بمبلغ أربع دولارات يومياً، لأرى أربعة ملايين من الأطفال اللاجئين خارج المدارس وهم يستحقون أن تتاح أمامهم فرص استكمال تعليمهم!
جماعات نزحوا عن أراضيهم ضحية للدمار والخراب أو عن طريق تجار تاجروا بهم فأدى إلى انتهاك حقوقهم الإنسانية، تغيّر عليهم مناخ الأمن والأمان والاستقرار فتخلف نموهم.. فغادروا أوطانهم وقصدوا تلك القوارب غير الصالحة للاستخدام وهم يعيشون أحوالاً غريبة من الرعب والخوف في وسط بحر أسود يجهلون مصيرهم ومصير أطفالهم.
هناك اليوم الملايين من المشردين في العالم نتيجة لتلك للحروب والكوارث والقمع إما في مخيمات لجوء غير صالحة للعيش أو يفرون بأجسادهم وحياتهم نحو دول الغرب يعبرون من خلالها تحديات صعبة جداً يبحثون عن الأمان في ظل الكرامة الإنسانية.
تنص اتفاقية جنيف للاجئين عام 1951 على «اتفاق عالمي بشأن تقاسم المسؤولية عن اللاجئين» إلى جانب أنه «يحق للاجئ الذي هرب لأسباب تتعلق بالعرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية من البلاد التابع لجنسيتها»، بالمقابل نرى في الوقت الحالي أن هناك دولاً كأمريكا انسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.. على الرغم من أنها تشهد أكبر عدد من اللاجئين فلماذا أخلّت بالاتفاق؟ وما هو ذنب هؤلاء اللاجئين؟
الحفاظ على اللاجئين يعني الحفاظ على الإنسانية مما دفع بعض الدول أن تهتم بقضية اللاجئين بشكل إيجابي كبير، وذلك بأن تجعلهم يساهمون في تحقيق التنمية المجتمعية والاقتصادية بتوجيه من القادة السياسيين وبالوقوف أمام التمييز والتعصب، فنجد أن هناك بلداناً وحكومات تنظر لهم بأنهم في أزمة إنسانية ويجب أن يوفر لهم التعليم والصحة والغذاء من أجل استثمارهم في اقتصادهم مستقبلاً. إن حملات الإغاثة والمساعدات اليوم أصبحت اجتهادات أشخاص يتهافتون من أجل عمل الخير فيؤسسون لهم جمعيات أو حملات للإغاثة صغيرة يسعون من خلالها لعمل الخير سواء في تقديم المساعدات المالية أو المؤونة أو حتى إنشاء مستشفيات أو مدارس، بالمقابل أين دَور الهلال الأحمر الذي يحمل على عاتقه جزءاً كبيراً من المسؤولية والذي كان بين الحين والآخر يطلق حملات تبرع للاجئين العرب.
في نهاية الأمر نحن بحاجة إلى إيجاد حلول جذرية لتلك التحديات التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون وإلى تعاون عالمي من أجل سلامتهم، وأن نكون أصحاب مواقف نقف بجانبهم وندافع عن قضيتهم، نحتاج إلى صرخة إغاثة من أجلهم من أجل مصير هؤلاء اللاجئين المهاجرين والمهجّرين، فأي برد ستتحمل أبدانهم الضعيفة، فكم واحد منهم سيكون جائعاً عطشاً لا يستطيع النوم من صقيع هذا الشتاء القارس.