دبي - (العربية نت): بعد العديد من الشواهد والوقائع التي تم رصدها من قبل المراقبين في الشأن السياسي العراقي، أقرّ زعيم تحالف الفتح، بتدخل إيران في شؤون العراق السياسية.

وقال هادي العامري، مساء السبت، إن طهران تتدخل في الشأن العراقي باستثناء هذه المرة، مبيناً أنه تم رفض طلب طهران، فيما يخص إعادة تشكيل التحالف الشيعي على غرار التحالف الوطني السابق.

كما أشار العامري إلى أن إيران سعت كي نتحالف مع زعيم ائتلاف النصر "رئيس الوزراء السابق" حيدر العبادي، مبيناً أن هذا الطلب أيضاً رُفض.

وأوضح العامري في جلسة مع وسائل إعلام عراقية، أنه ليس خافياً على أحد أن إيران تتدخل في توجيه نصائح إلى القوى السياسية الشيعية، مبيناً أن الإيرانيين همهم الأول أن يكون هناك تحالف شيعي لضمان حقوق الشيعة في العراق، وهم يتدخلون في إيجاد تفاهمات بين الكتل السياسية الشيعية.

يشار إلى أن إيران ترعى وبصورة مباشرة العديد من الميليشيات الشيعية في العراق وتزودها بالمال والسلاح، منها عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي وحركة النجباء بقيادة أكرم الكعبي، وكتائب سيد الشهداء وكتائب حزب الله، وسرايا خراساني، كما أنشأت لها محطات تلفزيونية فضائية، لنشر سياسياتها عبر الإعلام.

وحول ما إذا كانت هناك صفقات بين السياسيين تتعلق ببيع وشراء الوزارات، قال العامري، إنه طلب من زعيم التيار الصدري والداعم الرئيس لتحالف سائرون أن يقدم معلوماته حول تورط أعضاء تحالفه "الفتح" أو غيرهم، كون الأمر يستحق التوقف والمتابعة مع القضاء العراقي.

يذكر أن ميليشيا بدر المعروفة سابقاً بـ"فيلق بدر" والتي يقودها هادي العامري، كانت تمثل الجناح العسكري لمجلس الأعلى الإسلامي في العراق والتي كان يقودها عبد العزيز الحكيم والد زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، لكن بفعل الضغوط الإيرانية في عام 2010 انشق هذا الجناح ليعمل مستقلاً ويتحول إلى حزب سياسي يشارك في الانتخابات إلى جانب ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

من جهته بيّن القيادي في تحالف القرار العراقي، أحمد المساري، أن التدخل الإيراني في العراق موجود فعلياً وعلى كافة المستويات منذ أعوام، مبيناً أن أي مراقب للشأن السياسي يدرك حجم التدخل الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وأضاف المساري أن التدخل الإيراني في الانتخابات العراقية والعملية السياسية من خلال تفاوضها مع قادة الكتل لتشكيل تحالفات سياسية طائفية وفرض وزراء بعينهم، كشف مدى حجم التغلغل الإيراني في العراق، مبيناً أن التدخل الإيراني بات أكثر وضوحاً في الأيام الأخيرة، لكنه رغم ذلك يأمل أن لا يكون لإيران دور قوي في المرحلة القادمة.

وكان الزعيم الصدري، مقتدى الصدر، رفض المساعي الإيرانية من خلال الضغط على الكتل السياسية الشيعية بفرض تنصيب "فالح الفياض" وزيراً للداخلية، وطالب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بترشيح آخرين من القيادات العسكرية التي شاركت في معارك تحرير العراق من "داعش".

يشار إلى أن رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، في رسالة تحدٍّ للصدر، أصدر بياناً أمس السبت، رافضاً استبدال الفياض من الترشيح لوزارة الداخلية، مشيراً إلى أن على مجلس النواب أن يقرر فيما إذا كان الفياض يصلح للوزارة من عدمه.