أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى إنه "من دواعي ارتياحنا واعتزازنا أن نسجل لأبنائنا وبناتنا، بأنه بفضل من الله، وفضل عزمهم وإصرارهم على تقديم الأفضل لوطنهم، فقد تمكنت البحرين أن تحقق وتنجز العديد من النجاحات التي لا يسعنا الحديث عنها لوفرتها".

وقال جلالة الملك المفدى، في خطاب سامي ألقاه جلالته لدى رعاية جلالته الكريمة لافتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، إن "من ضمن ما نلتزم به على صعيد اقتصادنا الوطني لتنمية مصادر دخله، العمل بشكل حثيث على مواصلة استقطاب وتشجيع الاستثمارات العالمية والوطنية، لإيجاد المزيد من فرص وخيارات العمل، وخصوصاً في مجال تنويع مصادر الطاقة وتنمية القطاع النفطي الذي يشهد بدوره طفرة نوعية باكتشاف أكبر حقل للنفط والغاز في تاريخ البحرين، ونتطلع في هذا الشأن، أن تثمر خطط تطوير الحقل في تحقيق العوائد المرجوة على المستوى التنموي".

وأشار جلالته إلى أنه "مع بداية مرحلة جديدة من العمل، التي نستعد لها معاً وبكل حماسة وأمل، نجد من المناسب بالحديث معكم حول شؤوننا الوطنية العامة، تقييماً لما حققناه، وتطلعاً لما نود إنجازه، بإذن الله. فعلى صعيد التنمية الوطنية، يأتي في مقدمة أولوياتنا هدف تحقيق التوازن المالي باعتماد برنامج محدد المعالم، يعمل على التسريع من جهودنا الوطنية لتصويب وضع الموازنة العامة وتنويع إيرادات الدخل، وبإشراف العم العزيز رئيس الوزراء، يعاونه في ذلك، وبسعي حثيث ودؤوب، ابننا وولي عهدنا الأمين. معربين لهم هنا، عن فخرنا بالنتائج المبشرة للاقتصاد الوطني، الذي استطاع عبر قوة أدائه في الحفاظ على نموه الإيجابي وتعزيز سمعته المالية العالمية".

وتفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى فشمل برعايته الكريمة الأربعاء، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب.

ولدى وصول موكب جلالة الملك المفدى إلى موقع الاحتفال بمركز عيسى الثقافي، ترافقه كوكبة من خيالة الشرطة، كان في الاستقبال علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى والنائب يوسف زينل.

وقد عزفت الفرقة الموسيقية السلام الملكي.

ثم توجه جلالة الملك المفدى إلى قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز عيسى الثقافي.

وبدأ الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم.

بعد ذلك تفضل جلالة الملك المفدى بإلقاء الخطاب السامي هذا نصه..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،

الإخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، على بركة الله وبعونه نفتتح أعمال دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الخامس للمجلس الوطني، لتتواصل مسيرتنا الوطنية الواحدة على درب التقدم والاستقرار نحو ما نتطلع له معكم – دولة ومواطنين - من ازدهار ورفعة، فمنذ أن حملنا العهد وعقدنا العزم، بمساندة شعبنا الوفي، على تنفيذ رؤية إصلاحية وحداثية نبعت من واقعنا البحريني، فقد تسارعت عجلة البناء والإنتاج بنتائجها الطيبة التي نجد في نموها المستمر ما يقوي بناء دولة المؤسسات والقانون، والتي استطاعت، بعون الله، وعبر مسيرتها الثرية وعمرها الفتي أن تبلور تجربتنا البحرينية الرائدة بإنجازها، والمتميزة بمضمونها، والرحبة بتطلعاتها.

وإنه ليسعدنا أن نتقدم بالتهاني للإخوة والأخوات على عضوية المجلس الوطني في تشكيله الحالي والمجالس البلدية، متمنين لمساعيهم التوفيق والسداد لمواصلة تطوير أصول العمل النيابي والبلدي وترسيخ تقاليده، ليكون خير معين في متابعة ما تتولاه حكومتنا الموقرة من مسئوليات وطنية، وبما يحفظ العلاقة الطيبة التي تجمع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية توثيقاً لروابط التكامل والتعاون، والتزاماً بمبدأ الفصل بين السلطات وتقديم المصلحة العامة.

ونود بهذه المناسبة أن نعرب عن ارتياحنا البالغ لما شهدته الانتخابات الوطنية من نجاح كبير، حيث جاءت نتائجها لتؤكد مجدداً على متانة التجربة الديمقراطية وصلابة الإرادة الشعبية المتطلعة لخير البحرين. كما لا يسعنا هنا، إلا أن نتوجه بالشكر والامتنان لرئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات ومعهم السيدات والسادة الأفاضل أعضاء السلطة القضائية، لما تميزت به أعمالهم ومتابعتهم من تطور ملحوظ وجهد مخلص نقدره لهم، ونشكر كافة مؤسسات الدولة المعنية التي قامت بأداء منقطع النظير في إنجاح العملية الانتخابية بنتائجها الباهرة والمفرحة، والتي شهدت مشاركات فردية أسعدتنا سعادة بالغة، كتصويت المتقدمين في العمر من المواطنين الذين تجاوزت أعمارهم المائة عام وأعانهم الله على تلبية واجبهم بروحهم الوطنية الشابة، شاكرين لهم هذا الحرص المعبر عن إرادتهم الصلبة، فجاءت مشاركتهم خير نموذج لالتزام المواطن البحريني في إدارة شأن وطنه. ويسعدنا بهذه المناسبة، أن نمنحهم "وسام البحرين" كاعتراف وتقدير من هذا الجيل إلى ذاك الجيل العظيم، شاكرين تواجدهم معنا اليوم، ولهم منا جميعاً، كل الشكر والتحية والتقدير.

الحضور الكريم، مع بداية مرحلة جديدة من العمل، التي نستعد لها معاً وبكل حماسة وأمل، نجد من المناسب بالحديث معكم حول شؤوننا الوطنية العامة، تقييماً لما حققناه، وتطلعاً لما نود إنجازه، بإذن الله. فعلى صعيد التنمية الوطنية، يأتي في مقدمة أولوياتنا هدف تحقيق التوازن المالي باعتماد برنامج محدد المعالم، يعمل على التسريع من جهودنا الوطنية لتصويب وضع الموازنة العامة وتنويع إيرادات الدخل، وبإشراف العم العزيز رئيس الوزراء الموقر، يعاونه في ذلك، وبسعي حثيث ودؤوب، ابننا وولي عهدنا الأمين. معربين لهم هنا، عن فخرنا بالنتائج المبشرة للاقتصاد الوطني، الذي استطاع عبر قوة أدائه في الحفاظ على نموه الإيجابي وتعزيز سمعته المالية العالمية.

ومن ضمن ما نلتزم به على صعيد اقتصادنا الوطني لتنمية مصادر دخله، العمل بشكل حثيث على مواصلة استقطاب وتشجيع الاستثمارات العالمية والوطنية، لإيجاد المزيد من فرص وخيارات العمل، وخصوصاً في مجال تنويع مصادر الطاقة وتنمية القطاع النفطي الذي يشهد بدوره طفرة نوعية باكتشاف أكبر حقل للنفط والغاز في تاريخ البحرين، ونتطلع في هذا الشأن، أن تُثْمِر خطط تطوير الحقل في تحقيق العوائد المرجوة على المستوى التنموي.

وندعو هنا الأخوة والأخوات أعضاء السلطة التشريعية بمراعاة أولويات العمل الوطني والمتطلبات المستقبلية، ومواصلة جهود من سبقهم في دعم الإصلاحات والإجراءات الضرورية، ومن بين أهمها، ما تعلق باستدامة الصناديق التقاعدية لضمان قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها تجاه الأجيال القادمة. كما ندعو الحكومة الموقرة بأن تضع ضمن أولوياتها لفترة العمل المقبلة، الخطط اللازمة لتطوير مجالات الاستثمار وتنويع مصادر دخل الصناديق التأمينية لتحسين الخدمات المقدمة للمتقاعدين، وأن تعمل بشكل مكثف على مراجعة سياساتها بصورة شاملة للتسريع من وتيرة العمل الوطني وتعظيم مكاسبنا وتطوير تجاربنا.

ونتوجه في هذا المقام، بالشكر الخالص لأشقائنا الكرام في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، على مواقفهم النبيلة، التي نقدرها أشد تقدير، في دعم مساعينا الوطنية لتحقيق التوازن المالي والنمو الاقتصادي المنشود، والذي سنعمل من خلاله، على تقوية أوجه تكاملنا وتعاوننا الاقتصادي مع أشقائنا في سياق سياساتنا المشتركة والهادفة إلى حفظ أمن المنطقة واستقرارها وصون مكتسباتها.

ومن منطلق التزامنا بمحيطنا العربي والإسلامي سنواصل الدفاع عن قضايانا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وتحتل القضية الفلسطينية مكان الصدارة ضمن اهتماماتنا وسنسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

الحضور الكريم، إنه من دواعي ارتياحنا واعتزازنا أن نسجل لأبنائنا وبناتنا، بأنه بفضل من الله، وفضل عزمهم وإصرارهم على تقديم الأفضل لوطنهم، فقد تمكنت البحرين أن تحقق وتنجز العديد من النجاحات التي لا يسعنا الحديث عنها لوفرتها، ولله الحمد.

وهنا أخص بالذكر، ما تتولاه المرأة البحرينية، المحافظة على هويتها الوطنية وتقاليدها الأصيلة، من دور طليعي ساهم في تشكيل الصيغة العصرية والمتحضرة لدولتنا المدنية، متجاوزين بذلك مرحلة التمكين والدعم والمطالبة بالحقوق، إلى مرحلة نشهد فيها حضوراً متقدماً ومسؤولاً للمرأة البحرينية، تتمتع فيها بحقوقها الإنسانية كاملة وتعمل مع أخيها الرجل على قاعدة من الشراكة المتوازنة في البناء التنموي، وهو أمر ليس بغريب عليها، فهي الرائدة والمربية.

كما يحدونا الفخر بما حققه ويحققه شبابنا الواعد من نتائج متميزة في كافة ميادين العمل التنموية والدفاعية والرياضية، وقد جاء سجل العطاء لقطاع الشباب والرياضة حافلاً بالإنجاز، وشاهداً على صدق وعد ابننا العزيز صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بأن يكون هذا العام عام الذهب بامتياز، فجاء فوزه الكبير خير مثل على حرص القائد بتحويل الرؤية إلى حقيقة، لتصل الميداليات الذهبية التي حملت اسم البحرين 197 ميدالية، بالإضافة إلى 158 ميدالية فضية و 135 ميدالية برونزية في هذا العام فقط. ويعود فضل ذلك من بعد الله، لجد واجتهاد أبناء وبنات البحرين الذين نحمل لهم في قلبنا الاعتزاز الكبير ونحييهم جميعاً على إنجازاتهم، ونتطلع للقاء بهم في أقرب فرصة لنشد على أيديهم ونشكرهم على ما قاموا به. وإنه من حسن الطالع أن يتزامن فوزكم كأعضاء لمجلس النواب مع عام الذهب الذي اعتمدناه كعنوان لكافة مساعينا الوطنية، مؤكدين بهذا الشأن، على ضرورة تطوير التشريعات اللازمة لدعم قطاع الشباب والرياضة ولتدوم على البحرين إنجازاتها الذهبية أعواماً مديدة، بإذنه تعالى.

الحضور الكريم، لا يكتمل أي حديث وطني دون إشادة وتعظيم للدور الحيوي الذي تتولاه قواتنا الدفاعية والأمنية ومنسوبيها من قادة وأفراد، الذين نفخر بإنجازاتهم، ونقدر بذلهم والتزامهم، ونعتز بتضحياتهم اللامحدودة في سبيل حفظ أمننا واستقرار وطننا، كسبيل لا غنى عنه لمواصلة نهضتنا ورفعة شأننا، ومن واجبنا أن نؤكد على أهمية التطوير المستمر للإمكانيات الدفاعية الرادعة مما يحفظ للبلاد منعتها وسيادتها.

ويسرنا في هذه المناسبة الطيبة، أن نعرب عن تقديرنا الدائم لما تتولاه مؤسساتنا الدستورية من دور مسؤول، ونشير هنا لما قامت به السلطة التشريعية من جهود مقدرة ومشكورة، شهدت من خلالها منظومة تشريعاتنا نضجاً وتطوراً ملحوظاً، وكان لمسيرة عملها الجادة دور مشهود في رعاية وحماية المصالح العليا للبحرين والتعبير عن تطلعات المواطنين الكرام.

وقد كان لذلك الثبات والعزم على التطوير دور كبير في استمرار الإجماع على ثوابتنا الوطنية والمحافظة على استقرار بلادنا وسلامة أراضيها ووحدة صفها ، وفي تحول تطلعاتنا في الإصلاح والتحديث إلى تجربة واقعية ناجحة ، بمحافظتها على الهوية الوطنية الأصيلة وخصوصيتها العربية والإسلامية وبالتزامها بحماية واستقرار جوارها الإقليمي، لتواصل البحرين عطاءها الإنساني ومد جسور المحبة والسلام مع أسرتها الدولية.

وختاماً، ونحن نحتفل بأعيادنا الوطنية فلتسعد البحرين وتهنأ بدوام عزها ولتعش حرة أبية ومعها أهلها الكرام، مع خالص تمنياتنا لكم بفصل تشريعي حافل بالعطاء ومثمر بالإنجازات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم بعد ذلك ألقى رئيس مجلس الشورى

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظكم الله ورعاكم.

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء حفظكم الله ورعاكم.

صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظكم الله ورعاكم.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة....

الحضور الكريم...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يشرفني يا صاحب الجلالة أن أقف أمامكم في هذا اليوم الوطني المبارك، وأن أرفع إلى مقامكم السامي باسمي ونيابة عن إخواني وأخواتي أعضاء المجلس الوطني، أسمى آيات الشكر والامتنان على تفضلكم بافتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الخامس، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من مراحل العمل الوطني، نستكمل بها خطوات مشروعكم الإصلاحي الكبير، الذي جاء تجسيداً لمصالح المواطن البحريني، ومعبراً عن آماله وتطلعاته، وفاتحاً أبواب المستقبل أمامه.

ومن يمن الطالع أن يأتي تشريف جلالتكم اليوم متزامناً مع أعيادنا الوطنية، ذكرى العيد الوطني المجيد، وعيد جلوسكم الميمون، فنرفع إلى جلالتكم أسمى آيات التهاني والتبريكات، داعين المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الوطنية على جلالتكم بالخير واليُمن والبركات، وأن يديم على جلالتكم موفور الصحة والسعادة وطول العمر، ويجعلكم ذخراً لهذه المملكة، وقائداً لمسيرتها المباركة.

وفي بداية كلمتي أتقدم لمقام جلالتكم السامي بخالص التهاني والتبريكات على النجاح الباهر الذي حققته الانتخابات النيابية والبلدية، والتي تمت في أجواء مفعمة بالديمقراطية، واتسمت بالتنظيم المحكم والنزاهة والشفافية، وتميزت بالمشاركة الشعبية الواسعة، مما جعلها موضع إعجاب وإشادة من مختلف دول العالم، فكان ذلك دليل على أن التوجه الديمقراطي خيارٌ ثابتٌ وأصيل لا رجعة عنه، وبهذا وضعتم يا صاحب الجلالة الأسس لنظام سياسي متين، وحياةٍ ديمقراطية راسخة، وإرادة شعبية متطلعة لخير مملكة البحرين ومستقبلها المشرق، والذي تقودونه جلالتكم بكل حكمة وحنكة واقتدار.

كما لا يفوتني يا صاحب الجلالة أن أشيد بما حققته المرأة البحرينية في الانتخابات النيابية والبلدية من نتائج مشرّفة، عكست اهتمام ورعاية جلالتكم بالمرأة البحرينية، حتى باتت تحصد المراكز المتقدمة بكفاءة وجدارة واستحقاق، لتُسهم في مسيرة البناء الوطني، معربين عن فخرنا واعتزازنا بالمشاركة السياسية البناءة للمرأة البحرينية في الانتخابات النيابية والبلدية، والتي عكست وعياً وطنياً بضرورة المساهمة في صنع القرار والانخراط بمسؤولية في بناء الوطن.

صاحب الجلالة...

أصغينا جميعاً إلى كلمتكم السامية وتوجيهاتكم السديدة، وهو ما كان له أبلغ الأثر في نفوسنا، لما تمثله من نبراس يضيء دروبنا، ورؤية تحدد خطواتنا، ومنهج يرسم طريقنا، ونحن نقوم بمسؤوليتنا الدستورية والقانونية في التشريع والرقابة بكل صدق وأمانة وإخلاص.

ونود بهذه المناسبة ونحن نقف اليوم على أبواب الفصل التشريعي الخامس، يملأني أمل الواثق بأن يشهد هذا الفصل عطاءً متدفقاً، وأن تتردد فيه حوارات الحكمة والخبرة ورقي الاختلاف، وتتعالى فيه نداءات التعاون والتكاتف والائتلاف، خدمة للمصلحة الوطنية العليا، مؤكدين لكم يا صاحب الجلالة أن السلطة التشريعية ستواصل جهودها الدؤوبة وسياساتها في سن التشريعات والقوانين التي من شأنها مساندة الإصلاحات الاقتصادية التي تعمل عليها الحكومة الموقرة، بغية تحقيق التوازن بين الإيرادات والمصروفات، وبما يكفل تعزيز استقرار الأوضاع المالية العامة، ويسهم في الارتقاء بالأنشطة الاقتصادية وزيادة معدلات النمو، وتحقيق التوازن المالي من خلال زيادة الاستثمارات الوطنية والأجنبية وتنويع مصادر الدخل، وتنمية القطاع النفطي، الذي سيشهد تطوراً متقدماً بعد اكتشاف أكبر حقل للنفط والغاز في تاريخ مملكة البحرين.

وفي هذه المناسبة أجد علي لزاماً أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير لموقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة لالتزامهم المقدر عالياً في توفير الدعم اللازم لتعزيز الأوضاع المالية بالبلاد.

وثق يا صاحب الجلالة بأن السلطة التشريعية ستعمل في إطار الحرص المشترك بين السلطتين التشريعية والتنفيذية على تأمين الاستقرار المالي للصناديق التقاعدية، وتعزيز وإصلاح قوانين التقاعد لضمان مكتسبات المواطنين، واستمرارية وفاء الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي بالتزاماتها تجاه المتقاعدين والمستحقين وإطالة عمر الصناديق لمدى زمني بعيد، وتعزيز قدرتها وتنميتها للوفاء بالتزاماتها تجاه الأجيال المقبلة، وضمان استمرارية هذه الصناديق في تقديم خدماتها وتحسينها للمتقاعدين والمشتركين.

صاحب الجلالة،

إن أعضاء المجلس الوطني وهم يبدؤون أعمال الدور الأول من الفصل التشريعي الخامس يشعرون بالفخر والاعتزاز على ما تم تحقيقه من منجزات كبيرة على طريق مسيرتنا الوطنية في المجالات كافة - سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وهم إذ يواصلون مسيرتهم البرلمانية يدركون عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ليأملون بتوفيق من الله وعونه وبالاسترشاد بتوجيهات جلالتكم السديدة، وبالتعاون مع الحكومة الموقرة، بأن يؤدون الأمانة التي يحملون شرف القيام بها، وذلك بتحقيق تطلعات المواطنين وتبنى قضاياهم والعمل على تعزيز المسيرة الديمقراطية، والانطلاق بالعمل البرلماني إلى آفاق أكثر رحابة، وأفضل إنجازاً، وأعمق أثراً في المسيرة الوطنية.

مؤكدين لجلالتكم بأن ما تم تحقيقه من إنجاز من قبل السلطة التشريعية عبر السنوات الماضية ما كان ليتم لولا التعاون والتنسيق مع حكومتكم الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه، والذي كانت لتوجيهاته الكريمة لأصحاب المعالي والسعادة الوزراء أبلغ الأثر في تمكين السلطة التشريعية من أداء مهامها على الوجه الأكمل.

وهنا لا بد من كلمة حق في صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، فهو رجل دولة من طراز رفيع، مهموم بقضايا وطنه، متعمق في أوضاع مجتمعه، يعرف كيف يضع يده على قضايا الوطن، وكيف يعالجها بهدوء الواثق المطمئن.

أما ولي عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه، فكان لتطلعات ورؤى سموه أكبر الأثر في تحفيز السلطة التشريعية على المزيد من العطاء، بما يمتلكه من فكر مستنير وعزيمة صادقة، ورؤية ثاقبة للأحداث، واستشراف ذكي للمستقبل، وقدرة فائقة على مزج السياسة بالاقتصاد، فكان تجسيداً لمدرسة سياسية تؤمن بالواقعية، وتدرك الأبعاد الاقتصادية للأهداف الوطنية، مما أشاع فينا روح الثقة والتفاؤل بأن مستقبل أجيالنا القادمة في أيد أمينة.

ونعرب لجلالتكم عن بالغ فخرنا وعظيم اعتزازنا بالإنجازات المشرفة والمتميزة، التي حققها شباب مملكة البحرين بقيادة نجلكم الكريم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في العديد من المحافل الدولية، وإحرازهم المراكز المتقدمة في المجالات الشبابية والرياضية، وجعلوا هذا العام عام الذهب بامتياز ووضعوا مملكة البحرين على خارطة الرياضة الدولية.

كما نؤكد لجلالتكم أن السلطة التشريعية ستعمل جاهدة بالتعاون الوثيق مع الحكومة الموقرة على سن التشريعات اللازمة لدعم قطاع الشباب والرياضة.

كما نسجل كلمة شكر وعرفان للجهود الوطنية المخلصة التي تبذلها قوة دفاع البحرين ورجال الأمن، الذين نعتز ونفخر بتضحياتهم اللامحدودة في سبيل حفظ الأمن والأمان في ربوع مملكة البحرين، والدفاع عنها بما يحفظ سيادتها واستقرارها. ونستذكر بهذه المناسبة شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم الزكية فداءً للوطن عليهم رحمة الله ورضوانه.

صاحب الجلالة،

في نهاية كلمتي أجدد الترحيب بالمقام السامي وبأصحاب السمو والمعالي وبالحضور الكريم، ويشرفني يا صاحب الجلالة أن أرفع إليكم امتناني وامتنان زملائي جميعاً لكريم حضوركم، وسامي نطقكم، وسديد توجيهاتكم.

وفقكم الله وحفظكم ورعاكم.. وسدد على طريق الخير خطاكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

واختتم حفل الافتتاح بعزف السلام الملكي.