نظّمت جمعية البحرين النسائية-للتنمية الإنسانية وبدعم من السفارة الهولندية، رشة تدريبية بعنوان "القيادة الأخلاقية. من القدرة على التأثير الى التأثير بشرف"، وذلك خلال الفترة من 6-8 ديسمبر فندق سويس بل-السيف.

وتضّمنت الورشة حضورا واسعا من مختلف مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى مشاركات من بعض المؤسسات التنموية في دول الخليج.

وهدفت الورشة التدريبية إلى التعرّف على مفهوم القيادة الأخلاقية، ومناقشة دور القائد الأخلاقي وأثره في خلق بيئة أخلاقية، كيفية ممارسة القيادة الأخلاقية في واقع الحياة.

وتضمن اليوم الأول من التدريب التركيز على مفهوم القيادة التشاركية وأنماط القيادة الأخرى، والإشارة الى العامل المشترك بين كل أنواع القيادة انتهاءً بالعلامة الفارقة وهي القيادة الأخلاقية، إذ أن الأخلاق هي العلامة الفارقة بين جميع أنواع القيادة. أما اليوم الثاني والثالث فقد تركز محتوى التدريب على مكونات القيادة الأخلاقية ومتطلباتها، وممارستها في الواقع العملي.

وأشادت المتدربات بالمادة المقدّمة في الورش التدريبية، وبينّ أهمية مفهوم القيادة الأخلاقية وحاجتنا له في خضم التحديات التي يمر بها عالمنا اليوم، مؤكدات على مركزية الأخلاق في اتخاذ القرارات التي يقوم بها القائد الأخلاقي، وبالخصوص الأفراد الذين يقومون بمهام قيادية في مواقع مختلفة، أو الأفراد الذين يعملون على تحقيق التأثير الإيجابي في الواقع المحيط من حولهم.

يذكر أن مشروع القيادة الأخلاقية دُشن في يونيو 2016، ويهدف إلى بناء القدرات القيادية وتطويرها، والارتقاء بمكوّنات القيادة التشاركية القائمة على القدرة على "التأثير" إلى قيادةٍ تحكمها الأخلاق، وتؤطرها القيم، ترتكز على قوة المبادئ الفعّالة، وتتبنّى مبدأ التأثير بشرف" حيث يضيف مفهوم القيادة الأخلاقية بعداً جديداً في عالم القيادة، ويعد تتويجاً لبرنامج القيادة التشاركية الذي تعمل عليه الجمعية منذ أكثر من 10 سنوات.

حلقة نقاشية

في ختام أعمال الورشة التدريبية، نظمت الجمعية حلقة نقاشية السبت، واستضافت فيها شخصيات قيادية مؤثرة من قطاعات مختلفة، هدفت الحلقة النقاشية الى تسليط الضوء على مفهوم القيادة الأخلاقية وممارستها عملياً، وأثر تفعيلها في تطوير واقع المؤسسات سواء حكومية أو قطاع خاص أو مؤسسات مجتمع مدني.

وشارك في الحلقة النقاشية كل من القيادي التربوي والمدرب الدولي محمود طرادة، جواد العصفور مصرفي متقاعد ويحمل شهادة الدبلوم في الصيرفة الإسلامية والتمويل، ومنى الشافعي استشارية تطوير موارد بشرية بالمملكة العربية السعودية. وأدارت الحوار الدكتورة وجيهة البحارنة، نائب رئيس جمعية البحرين النسائية.

وتطرقت الحلقة النقاشية إلى مفهوم القيادة الأخلاقية في مؤسساتنا ومدى تفعيلها وتطبيقها، تأثير المعيار الأخلاقي في خيارات المؤسسات وقراراتها، أبرز التحديات التي تجعل ممارسة القيادة الأخلاقية أكثر صعوبة، كما تطرّقت المناقشة الى أبرز التجارب التي يمكن اعتبارها نموذجا جيدا لتفعيل القيادة الأخلاقية حيث تناول كل ضيف من ضيوف الحلقة النقاشية محاور النقاش من منطلق خبرته كقيادي ومهني.

واختتمت الحلقة النقاشية ببيان أن "أولئك الذين ينجحون في ممارسة القيادة الأخلاقية، فإنهم لا يحسنون أعمالهم وثقافتهم وحسب، بل يساعدون أيضا على إحداث تغيير في العالم"، حيث أكدت مديرة الحوار وجيهة البحارنة قائلة : "الخيار بأيدينا، أن نكون ممّن يساهم في نشر القيم والأخلاق في عالمنا، أو نكون ممن يلقي اللوم على الظروف والواقع الصعب الذي نعيشه، فقد استطاع قادة أخلاقيون أن يحوّلوا هذا الواقع إلى نموذج مشرق رغم الصعوبات والظروف".